بلومبرغ
ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية والسندات، بينما انخفض الدولار، إذ رحب المتداولون بترشيح دونالد ترمب لسكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، مراهنين على أن مدير صندوق التحوط سيجلب معه إلى المنصب الجديد، عقلية وول ستريت.
تجاوز مؤشر "إس آند بي 500" لفترة وجيزة عتبة 6000 نقطة قبل تقليص المكاسب. أغلقت أسهم الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة، والتي لديها عمليات محلية، على مسافة قريبة من أعلى مستوياتها على الإطلاق.
ارتفعت سندات الخزانة عبر منحنى الولايات المتحدة، مع تحرك قادته آجال استحقاق أطول. تراجعت عملة "بتكوين" بعد اقترابها نحو عتبة 100000 دولار التاريخي، في حين هبطت أسعار النفط مع اقتراب إسرائيل من وقف إطلاق النار مع "حزب الله" اللبناني.
بدأت الأسواق الأسبوع بنبرة مجازفة، حيث يتمتع بيسنت بمعرفة عميقة بالأنظمة المالية العالمية، وهي السمة التي جعلته مقبولاً لدى المستثمرين. وبينما أشار إلى أنه سيدعم خطط التعريفات الجمركية للرئيس المنتخب، ويقاتل لتمديد التخفيضات الضريبية، فإن بيسنت ليس معروفاً بأنه إيديولوجي، مما حفز توقعات وول ستريت بأنه سيعطي الأولوية للاستقرار الاقتصادي والسوقي، على تسجيل النقاط السياسية.
قال مات مالي من "ميلر تاباك + كو" (Miller Tabak + Co) إن المستثمرين ينظرون "إلى هذا الترشيح على أنه سيوفر سيناريو داعماً لمقترحات ترمب المؤيدة للأعمال".
ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.3%، و"ناسداك 100" بنسبة 0.1%، و"داو جونز" الصناعي بنسبة 1%. كان أداء شركات التكنولوجيا الكبرى مختلطاً، مع ارتفاع أسهم "أمازون" بينما انخفضت أسهم "إنفيديا" و"تسلا". كما هبطت أسهم "مايسيز" (Macy's Inc) بعد تأخير إعلان نتائج أعمالها، بعدما كشف تحقيق عن إخفاء ملايين الدولارات من النفقات من قبل بعض الموظفين.
وانخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بمقدار 14 نقطة أساس إلى 4.26%، كما انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 0.5%.
توقعات بوصول المؤشر إلى 6600 نقطة
بعد الاستخفاف بقوة سوق الأسهم على مدى العامين الماضيين، عاد استراتيجيو وول ستريت إلى المراهنة على الصعود، وسلكوا مساراً مألوفاً بشأن توقعاتهم للاتجاه الذي سيسلكه مؤشر "إس آند بي 500" العام المقبل.
تحدد شركات من بينها "غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي"، و"بي إم أو كابيتال ماركتس" هدفاً للمؤشر عند 6600 نقطة بحلول نهاية السنة.
يمثل المستوى تقدماً بنحو 11.7% عن إغلاق يوم الجمعة، وهي نسبة تصادف أنها متوسط مكاسب المؤشر للعام بأكمله منذ عام 1928، مع مراعاة بعض التعديلات.
وفقًا لسكوت روبنر من "غولدمان ساكس غروب"، فإن ارتفاع نهاية العام سيدفع المؤشر إلى 6200 نقطة. تتسارع نشوة تجارة التجزئة تماماً، كما تدخل الأسهم أفضل نمط تداول موسمي لها. وكتب روبنر في مذكرة للعملاء يوم الجمعة، أن الطلب من جانب الشركات على عمليات إعادة الشراء يتزايد أيضاً، مما يزيد من الأسباب التي قد تدفع الأسهم إلى الارتفاع في الأيام المقبلة.
في "آر بي سي كابيتال ماركيتس" (RBC Capital Markets)، تقول لوري كالفاسينا، إن مؤشر "إس آند بي 500" قد يصل إلى 6600 نقطة بحلول نهاية عام 2025، بسبب التوقعات بأن يكون عاماً آخر من النمو الاقتصادي القوي ونمو الأرباح، وبعض الرياح السياسية المواتية، وانخفاض إضافي في معدلات التضخم.
يتضمن توقع الهدف الجديد للمؤشر، أن "يشهد انخفاضاً بنسبة 5 إلى 10% قريباً"، خصوصاً في ظل التموضع المرتفع، والتغير الأخير في المشاعر، والتقييمات الأعلى، وهي ظروف تجعل المؤشر عرضة للأخبار السيئة، وربما يحتاج ببساطة إلى استراحة.
يتوقع استراتيجيو "باركليز بي إل سي" المزيد من الارتفاع في سوق الأسهم في عام 2025، وسط مواقف بناءة وخلفية اقتصادية كلية قوية، على الرغم من أن المكاسب من المقرر أن تتباطأ من الوتيرة القوية التي شهدناها خلال العامين الماضي والجاري.
رفع الفريق بقيادة فينو كريشنا هدفه لمؤشر "إس آند بي 500" في نهاية العام إلى 6600 نقطة من 6500 نقطة.
عامان من المكاسب
تاريخياً، سجل مؤشر "إس آند بي 500" عائداً متوسطاً بنسبة 5% من يوم الانتخابات في نوفمبر إلى نهاية العام، وفقاً للبيانات التي جمعها "دويتشه بنك إيه جي" (Deutsche Bank).
لكن هذا ليس عاماً انتخابياً كلاسيكياً، إذ ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بأكثر من 25% في عام 2024، بعد أن قفز بنسبة 24% في عام 2023، مما يضع المؤشر على مسار تسجيل أول عامين متتاليين من المكاسب بأكثر من 20% منذ أواخر التسعينيات.
ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الأسهم، حيث يتم تداول مؤشر "إس آند بي 500" بأكثر من 22 ضعف الأرباح المتوقعة لمدة 12 شهراً، مقارنة بمتوسط 18 ضعفاً للأرباح في العقد الماضي. وتُظهر بيانات تحديد المواقع أن المتداولين يستثمرون بالفعل بكثافة في الأسهم.
رأت كالي كوكس من "ريثولتز لإدارة الثروات" (Ritholtz Wealth Management) أنه "في حين أن المؤشر قد يكون بعيداً كل البعد عن إفساد عام قوي، فلا ينبغي الإفراط في التفاؤل بشأن نهاية قوية وسلسة للعام".
وقالت كوكس: "تُظهر العائدات أن التوقعات تحركت كثيراً على مدار الشهرين الماضيين، ومع ذلك لم نشهد أي زخم مستدام وواضح في البيانات الاقتصادية". وأضافت: "قد يكون شهر ديسمبر بمثابة اختبار للواقع للأشخاص الذين اقتنعوا بأن الاقتصاد يعمل بكامل طاقته مرة أخرى".
واختتمت: "المستثمرون متفائلون بشكل خاص الآن. نحن جميعاً نحب الأخبار الجيدة قبل العطلات، لكنني قلقة من أن نتفاجأ بالأخبار السيئة".
أرقام التضخم
ستعزز أرقام التضخم هذا الأسبوع، والتي أظهرت ضغوط أسعار عنيدة، الموقف الحذر لمجلس الاحتياطي الفيدرالي تجاه تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل.
من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة، وهو المقياس المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي للتضخم الأساسي، بنسبة 0.3% في أكتوبر مقارنة بسبتمبر، وبنسبة 2.8% عن العام السابق، في ما سيكون أكبر تقدم منذ أبريل.
أخبر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان غولسبي قناة "فوكس بيزنس" أنه يتوقع أن يستمر الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة نحو موقف لا يقيّد ولا يعزز النشاط الاقتصادي.