الشرق
تشهد الإمارات نشاطاً في سوق الطروحات الأولية منذ عام 2021، مما يعزز موقعها كواحدة من أبرز أسواق الخليج الناشئة. ومع تجاوز القيمة السوقية للأسهم الإماراتية حاجز تريليون دولار، تتطلع شركات بارزة إلى دخول الأسواق، رغم تزايد مخاوف المستثمرين من ضعف أداء الأسهم بعد الإدراج، نتيجة المبالغة في تسعيرها.
واصلت الإمارات قيادة نشاط الطروحات الأولية في المنطقة، حيث استحوذت إلى جانب السعودية على النصيب الأكبر من الاكتتابات العامة في الخليج منذ 2021، وسط سعي الحكومتين لجمع الأموال لدعم خطط التنويع الاقتصادي. ومن المتوقع استمرار هذه الموجة مع احتمال إدراج شركات رئيسية مثل "طيران الاتحاد" و"طلبات" التابعة لشركة "ديليفري هيرو"، وشركة "ألفا داتا" لتكنولوجيا المعلومات.
وفي تطور ملحوظ، تجاوزت القيمة السوقية للأسهم المدرجة في الإمارات حاجز التريليون دولار لأول مرة، مما جعل سوقي دبي وأبوظبي أكبر من نظيرتيهما في ميلانو ومدريد، رغم بقائهما أقل حجماً من السوق السعودية التي تقترب قيمتها من ثلاثة تريليونات دولار.
مخاوف أداء الأسهم بعد الإدراج
رغم الزخم في الطروحات، يساور المستثمرين القلق من الأداء الضعيف للأسهم بعد الإدراج. وأكد وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني، أن "ثماني شركات أُدرجت (خلال السنوات الثلاث الماضية) تتداول أسهمها حالياً دون سعر الطرح، بينها ثلاث تتداول بأسعار أقل من الطرح بنسبة تتجاوز 10%". واعتبر أن هذا الأداء يعود إلى المبالغة في تسعير الطروحات، وهو ما يؤثر سلباً على معنويات المستثمرين.
الشركة | نسبة التراجع مقارنة بسعر الطرح |
أمريكانا | 13.7% |
إنفستكورب كابيتال | 13.5% |
ألف للتعليم | 11% |
فينكس | 9.33% |
فيرتيغلوب | 8% |
الأنصاري للخدمات المالية | 4.8% |
إيه دي إن إتش للتموين | 3% |
لولو | 1.5% |
إقبال قوي
ورغم هذا الأداء الفاتر، جرى تغطية الطروحات الأولية في الإمارات أكثر من مرة، كما تم تغطية الطرح الأحدث، وهو لشركة "طلبات"، بعد دقائق من فتح باب الاكتتاب، ما يعكس الإقبال الكبير رغم المخاطر. وقدرت القيمة السوقية لشركة "طلبات" بـ10.2 مليار دولار عند الحد الأعلى للنطاق السعري، وهو أقل بقليل من قيمة شركتها الأم "ديليفري هيرو" التي تعاني من ديون تصل إلى 3.5 مليار يورو، بينما تميزت "طلبات" بخلوها من الالتزامات المالية.
تقييمات مرتفعة
وفي تعليق على اكتتاب "طلبات"، أشار محمد علي ياسين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أوراكل للاستشارات والاستثمارات المالية"، إلى أن مكرر ربحية سهم "طلبات" للعام 2024 يتجاوز 28 مرة، وينخفض إلى 23 مرة للأرباح المتوقعة في العام 2025؛ منبهاً إلى أن "هذه المكررات مرتفعة نسبياً مقارنة بمكررات سوق دبي المالي حالياً".
جمعت الطروحات الأولية في المنطقة حوالي 10 مليارات دولار خلال 2024، إلا أن أداء العديد من الأسهم كان مخيباً للآمال. فعلى سبيل المثال، سجلت أسهم شركة تجارة التجزئة "لولو"، التي جمعت 1.7 مليار دولار في سوق أبوظبي المالي، تراجعاً في أولى جلسات التداول، كما شهدت أسهم وحدة شركة "أوكيو" العُمانية تراجعاً بنسبة 8% عن سعر الطرح.
الطروحات الأولية التي جرى تنفيذها بالفعل منذ بداية العام، وتم إدراج أسهمها في الإمارات، يبلغ عددها خمسة، وقيمتها نحو 14.4 مليار درهم (3.9 مليار دولار)، فيما بلغ حجم الطروحات في السعودية خلال تلك الفترة 12.3 مليار ريال (3.28 مليار دولار) وذلك لعشر شركات.
تحديات السيولة
ويرى ياسين أن ضعف أداء الأسهم بعد الإدراج، رغم وجود مزودي خدمة استقرار سعري، يقلل من دوران السيولة بين المستثمرين، خاصة المضاربين. وقال: "إذا لم ترتفع الأسهم بعد الإدراج، فإن المضاربين سيضطرون إما للبيع بخسارة أو الاحتفاظ بالأسهم لفترة أطول، مما يحد من مشاركتهم القوية في الطروحات اللاحقة". مشيراً إلى أن هذه الظاهرة "أصبحت أكثر وضوحاً في آخر أربعة أو خمسة طروحات بالإمارات، خاصة عندما كان القطاع الخاص هو البائع في تلك الطروحات".
ساهمت في هذا التقرير: رهام الشايب
riham.elchayeb@asharq.com