بلومبرغ
برزت الشركة اليابانية "ميتسوي" (Mitsui) باعتبارها أعلى مُقدِّم عرض لشراء حصة بمناجم نحاس تابعة لشركة "فيرست كوانتوم مينيرالز" في زامبيا، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
"ميتسوي" قدّمت عرضاً أعلى من عرض منافستها شركة "منارة معادن للاستثمار" السعودية. وتدرس الشركة اليابانية شراء حصة تناهز 20% في مناجم "سينتينيل" و"كانسانشي" التابعة لشركة "فيرست كوانتوم مينيرالز" (First Quantum Minerals) مقابل حوالي ملياري دولار، بحسب الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية المعلومات.
تسعى الشركة، التي يقع مقرها في طوكيو، إلى التفاوض على شروط الصفقة مع شركة "فيرست كوانتوم"، وفقاً للمصادر. ولا يوجد تأكيد على أن المفاوضات ستؤدي إلى صفقة، وقد تبيع "فيرست كوانتوم" حصة لطرف آخر، أو تقرر عدم الاستمرار بمساعي إبرام الصفقة، كما أفاد الأشخاص.
من بنما إلى زامبيا
تبيع شركة "فيرست كوانتوم" حصة في أصولها في زامبيا بعد أن أُمرت بإغلاق منجم النحاس الرئيسي في بنما العام الماضي في أعقاب الاحتجاجات العامة. وترك ذلك الشركة تحت ضغط لإعادة تمويل الديون التي تحملتها لبناء المنجم.
ارتفعت أسهم الشركة بنحو 67% في بورصة تورنتو منذ بداية العام، بما يمنحها قيمة سوقية تتجاوز 15 مليار دولار كندي (حوالي 11 مليار دولار أميركي). وكانت مناجم زامبيا مسؤولة عن نصف إنتاج النحاس وإيرادات "فيرست كوانتوم" العام الماضي، حيث حققت أكثر من 450 مليون دولار من الأرباح التشغيلية.
لم يستجب متحدث باسم شركة "ميتسوي" على الفور للاستفسارات، في حين رفض ممثلو شركتي "فيرست كوانتوم" و"منارة" التعليق.
جاذبية النحاس للمستثمرين
تجذب مناجم النحاس اهتمام مجموعة من المستثمرين لأن الطلب على المعدن من المتوقع أن يرتفع بشكل كبير في السنوات القادمة. وذلك راجع لكونه ضروري لإنتاج المركبات الكهربائية والبنية الأساسية للطاقة المتجددة، في حين أن هناك نقصاً بالمناجم الجديدة التي يتم تشييدها.
كانت شركات التجارة اليابانية مثل "ميتسوي" مهتمة منذ فترة طويلة بشراء حصص أقلية في المناجم لتأمين المواد اللازمة للصناعة المحلية في البلاد. ومع ذلك، واجهت في السنوات الأخيرة منافسة متزايدة من كيانات مدعومة من الدول في الشرق الأوسط والصين.
وكان العديد من العاملين في الصناعة يرون أن شركة "منارة" هي الفائزة على الأرجح بصفقة مناجم زامبيا، بدعم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي. وتقود الشركة خطة المملكة الطموحة لتصبح لاعباً رئيسياً بمجال الاستثمار في المعادن دولياً.
أثارت الشركة، التي تم تكليفها بشراء حصص في مناجم خارجية ونقل المواد الخام إلى السعودية للمعالجة، الدهشة في عالم التعدين عندما اشترت حصة 10% من أعمال المعادن الأساسية لشركة "فالي" البرازيلية مقابل حوالي 2.5 مليار دولار.
مع ذلك، فإن شركة "منارة" مصممة بشكل متزايد على عدم الظهور بصورة من يدفع مبالغ زائدة مقابل الأصول، رغم الملاءة المالية المرتفعة لداعميها.