تدهور توقعات أرباح شركات "S&P 500" نذير سوء لصعود أسواق الأسهم

أرباح الشركات هي المساهم الرئيسي في انتعاش سوق الأسهم على مدى معظم العقد الماضي

time reading iconدقائق القراءة - 6
سيدة تمر أمام بورصة نيويورك للأوراق المالية - بلومبرغ
سيدة تمر أمام بورصة نيويورك للأوراق المالية - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قلص محللو وول ستريت سريعاً توقعاتهم لنمو أرباح الشركات الأميركية خلال العام المقبل، ما قد يعرقل الانتعاش القوي لسوق الأسهم في وقت قريب.

تراجع مؤشر رئيسي يُعرف بزخم مراجعة الأرباح -وهو مقياس للتغيرات بالزيادة أو النقصان للربحية المتوقعة لكل سهم على مدى 12 شهراً القادمة لمؤشر"إس آند بي 500"- إلى النطاق السلبي ويحوم قرب ثاني أسوأ قراءة له والتي سجلها في العام الفائت، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس".

كانت أرباح الشركات المساهم الرئيسي في انتعاش سوق الأسهم على مدى معظم العقد الماضي. تدهور التوقعات بشأن نمو الأرباح قد يضر بتقدم آخر لمؤشر "إس آند بي 500"، بعد أن أدى ارتفاعه منذ بداية العام إلى زيادة التقييمات وصعود في المراكز. والمؤشر على مسار تحقيق مكاسب للعام الثاني على التوالي، إذ ارتفع ما يزيد عن 20%، وهو عند أعلى مستوى له منذ أبريل 2021.

الأسهم ستعكس مسارها

تتأهب الأسهم لعكس مسارها وفقاً لما قالته جينا مارتن آدمز، كبيرة استراتيجيي الأسهم في "بلومبرغ إنتليجنس". وأضافت أن المشكلة الكبيرة مع اقتراب عام 2025 هي ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيكون قادراً على الاستمرار في تيسير السياسة النقدية وما إذا كان زخم الأرباح سيدعم الشركات الأقل أداء خارج قطاع شركات التكنولوجيا الكبيرة.

لا يزال المحللون يتوقعون أن يحقق مؤشر"إس آند بي 500" ثاني أفضل فترة لنمو الأرباح منذ أوائل عام 2022 في الربع الثالث مع توسع الربحية إلى الشركات بخلاف تلك في قطاع التكنولوجيا الكبيرة، حسب بيانات "بلومبرغ إنتليجنس".

مع إعلان حوالي 90% من الشركات المدرجة في المؤشر نتائج أعمالها بالفعل، يتوقع أن ترتفع أرباح شركات "إس آند بي 500" بنسبة 8.5% حتى سبتمبر مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، أي ضعف التقدير البالغ 4.2% في بداية موسم الأرباح.

شركات "إس آند بي 500" تشعر بعدم اليقين

بينما يُتوقع أن تنمو الأرباح للفصل الخامس على التوالي، خفض المحللون تقديراتهم لربحية كل سهم على مدى 12 شهراً القادمة، بعد أن قدم المسؤولون التنفيذيون توقعات متباينة أو امتنعوا عن تقديم توقعات إرشادية في خضم الضبابية المحيطة بتخفيضات بنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة، وضعف اقتصاد الصين، وتساؤلات حول السياسة المالية في واشنطن.

حتى قبل فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية، كان مؤشر مراجعة الأرباح لمؤشر "إس آند بي 500" يحوم قرب مستوى الحياد على مدى الأشهر القليلة الفائتة. تشعر الشركات بعدم اليقين حيال نتائج 2024، وترددت بشأن إصدار توقعات لعام 2025 وفقاً لما كتبه الخبراء الاستراتيجيون في "مورغان ستانلي" بقيادة مايك ويلسون في مذكرة للعملاء. 

لم تتغير بالكاد توقعات الأرباح لعام 2025 ككل حتى عندما رفع المحللون تقديراتهم لأرباح الربع الثالث. وتتوقع وول ستريت أن تحقق شركات "إس آند بي 500" ربحاً بحوالي 274 دولاراً للسهم الواحد في العام المقبل، وهو أقل قليلاً من التوقعات البالغة قرابة 277 دولاراً في العام الماضي، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس".

خفض توقعات قطاع الطاقة

مع اقترابنا من بداية العام الجديد، نرى ميلاً لتوقعات أكثر واقعية، وفقاً لما ذكره مات لويد، كبير استراتيجيي الاستثمار في "أدفيسورز آست مانجمنت" (Advisors Asset Management)، موضحاً "بإضافة تعليقات الاحتياطي الفيدرالي بشأن عدم تبين مسار واضح لخفض الفائدة، تصبح العوامل المعاكسة أكثر واقعية". 

منذ منتصف أكتوبر، قام المحللون بخفض التوقعات للسنة المقبلة بالقدر الأكبر لشركات الطاقة والمواد، مع تراجع أسعار النفط، وفقاً لبيانات "بلومبرغ إنتليجنس". باستثناء قطاع الطاقة، الذي تميل فيه التقديرات للنزول بسبب انخفاض أسعار السلع الأساسية وانحسار التضخم، يُتوقع أن تنمو أرباح شركات "إس آند بي 500" بحوالي 11% على أساس سنوي في الربع الثالث.

إجمالاً، يُتوقع أن تنمو أرباح شركات "إس آند بي 500" بنسبة 15% على أساس سنوي في عام 2025، ارتفاعاً من التقديرات البالغة 8% هذا العام. لكن المشكلة، هي أن حالة الركود في أرباح المؤشر التي انتهت العام الماضي كانت طويلة لكنها لم تتسم بالعمق النسبي، مما قد يفتح الباب لزيادة أصغر في الأرباح، مما يأمله المراهنون على ارتفاع الأسهم في السنوات القادمة.

النمو القوي للأرباح مطلوب لتبرير ارتفاع التقييمات

من الذروة إلى القاع، سجل مؤشر "إس آند بي 500" انكماشاً بنسبة 13% لربحية كل سهم خلال ركود الأرباح على مدى الثلاثة فصول التي انتهت العام الماضي، وعند النظر إليه على أساس 12 شهرا متتالية، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس". يقل ذلك كثيراً عن متوسط الانخفاض البالغ 26% في رحلة المؤشر من الذروة إلى القاع منذ أواخر الستينيات. 

ستحتاج الشركات إلى تحقيق نمو قوي في الأرباح وتقديم توقعات قوية للعام المقبل للحفاظ على وتبرير التقييمات المرتفعة التي دفعت مؤشر "إس آند بي 500" فوق مستوى 6000 نقطة في الأشهر الأخيرة. عند 22 ضعف التقديرات المستقبلية للأرباح على مدى 12 شهراً، يكون تقييم المؤشر أعلى بكثير من متوسطه طويل الأجل البالغ 18.4 على مدى العقد الماضي.

قد يفرض عدد التخفيضات الأقل لأسعار الفائدة ضغوطاً على توقعات الأرباح المرتفعة على مدى الفصول القليلة المقبلة، بحسب آدم فيليبس، العضو المنتدب المعني باستراتيجية المحافظ لدى "إي بي ويلث أدفيسورز" (EP Wealth Advisors). 

تصنيفات

قصص قد تهمك