بلومبرغ
تواجه أسواق النفط العالمية فائضاً يزيد عن مليون برميل يومياً العام المقبل مع استمرار تعثر الطلب في الصين، مما يخفف من صعود الأسعار رغم الاضطرابات في الشرق الأوسط وخارجه، حسبما ذكرت وكالة الطاقة الدولية.
قالت الوكالة في تقرير شهري يوم الخميس إن استهلاك النفط في الصين -القوة الدافعة للأسواق العالمية على مدى العقدين الماضيين- انكمش لمدة ستة أشهر متتالية حتى سبتمبر، وسينمو بنسبة 10% فقط هذا العام مقارنة بالمعدل المسجل في 2023.
هبوط أسعار النفط رغم التوترات
وسيكون فائض النفط في الأسواق العالمية أكبر إذا قرر تحالف "أوبك+" المضي قدماً في خططه لتقليص تخفيضات الإنتاج بعد فترة توقف خلال اجتماعه المقبل، وفق الوكالة.
في ظل استمرار ضعف الطلب على النفط في الصين، هبطت أسعار الخام بنسبة 11% منذ أوائل أكتوبر على الرغم من التوترات المستمرة بين إسرائيل وإيران، حيث يركز المتعاملون على زيادة الإنتاج في الأميركتين، حسبما ذكرت وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس. وأضافت أن انخفاض الأسعار يشير إلى أن "السوق تشهد توافراً في المعروض خلال عام 2025".
"مع وجود مخاطر تواجه العرض، فإن التوازن الأكثر مرونة من شأنه أن يوفر بعض الاستقرار المطلوب بشدة في سوق تأثرت بشكل كبير بسبب جائحة كوفيد، وغزو روسيا واسع النطاق لأوكرانيا، وأخيراً الاضطرابات المتزايدة في الشرق الأوسط"، بحسب ما قالته الوكالة. وجرى تداول عقود خام برنت المستقبلية بالقرب من 72 دولاراً للبرميل يوم الخميس.
استهلاك النفط العالمي
قالت الوكالة إن استهلاك النفط عالمياً سيزيد بمقدار 920 ألف برميل يومياً هذا العام -أقل من نصف المقدار المسجل في عام 2023- ليصل في المتوسط إلى 102.8 مليون برميل يومياً. وفي العام المقبل، سينمو الطلب على النفط بمقدار 990 ألف برميل يومياً.
"تعكس وتيرة نمو الطلب على النفط التي تقل عن مليون برميل يومياً لكلا العامين ظروفاً اقتصادية عالمية دون المستوى بعدما جرت تلبية الطلب المتزايد الذي تراكم بعد الجائحة بالفعل في الوقت الحالي"، حسب التقرير. كما أن "التوسع السريع في تقنيات الطاقة النظيفة يحل مكان النفط بشكل متزايد في مجالات النقل وتوليد الطاقة".
توقعت الوكالة، التي تقدم المشورة للاقتصادات الكبرى، في وقت سابق من العام أن يتوقف الطلب العالمي على النفط عن النمو قبل نهاية العقد الجاري، نتيجة التحول بعيداً عن استخدام الوقود الأحفوري نحو المركبات الكهربائية والطاقة المتجددة.
في حين يتباطأ نمو الطلب على النفط، من المرتقب أن تنمو الإمدادات من الدول المنتجة مثل الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغيانا خلال العامين الحالي والمقبل بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً، حسب الوكالة. نتيجة لذلك، ستتجاوز الإمدادات العالمية الطلب العام المقبل بأكثر من مليون برميل يومياً، حتى لو تخلى تحالف "أوبك+" -الذي يضم 23 دولة- عن خططه لاستعادة الإنتاج.
خطط "أوبك+" المستقبلية
يسعى "أوبك+" الذي يضم في عضويته دول (أوبك) وحلفاءها من الدول المنتجة للنفط إلى إعادة ضخ الإنتاج الذي تم تخفيضه منذ عام 2022، لكنه اضطر إلى تأخير الخطوة مرتين لأن السوق لا تزال هشة للغاية. ويخطط حالياً لبدء سلسلة من الزيادات الشهرية المتواضعة بزيادة قدرها 180 ألف برميل يومياً في يناير، ويجتمع في مطلع ديسمبر لمراجعة القرار.
أدركت أمانة "أوبك" تباطؤ الطلب على الخام في وقت متأخر، وقلصت توقعاتها لهذا العام بنسبة 18% خلال أربعة تخفيضات شهرية متتالية. ومع ذلك، فإن توقعاتها بنمو الطلب على النفط بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً تظل ضعف المعدل الذي تقدره وكالة الطاقة الدولية، وأعلى من توقعات معظم المراقبين الآخرين في السوق.