بلومبرغ
تدرس الصين إقرار لوائح جديدة تستلزم تخزين البيانات التي تجمعها السيارات الذكية في البلاد، مدفوعة بالمخاوف الأخيرة من إمكانية استخدام الكاميرات في سيارات شركة "تسلا" لأغراض التجسس، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر.
وجرى نشر مسودة اللائحة على بوابة حكومية، يوم الخميس، وهي متاحة للتعليق عليها من جانب الرأي العام، حتى 15 مايو.
وتقترح المسودة أن يتم تخزين أي معلومات في الصين، يتم جمعها من الكاميرات الخارجية للسيارة مثل بيانات الموقع أو صور المباني أو الطرق.
قلق من كاميرات سيارات "تسلا"
حظرت الصين على سيارات "تسلا" الكهربائية دخول المناطق العسكرية والمجمعات السكنية الصينية في مارس 2021، بسبب مخاوف بشأن البيانات الحساسة التي يتم جمعها بواسطة الكاميرات وأجهزة الاستشعار المدمجة في المركبات.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها أثناء مناقشة المسائل الحكومية الداخلية، إن اللائحة الجديدة المقترحة مدفوعة بتلك المخاوف.
ورفض ممثل "تسلا" في الصين التعليق. وأحالت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية طلبات التعليق إلى إدارة الفضاء الإلكتروني في البلاد، والتي لم ترد فوراً على طلب تعليق مرسل بالفاكس.
بعد فترة وجيزة من نشر حظر دخول سيارات "تسلا" إلى المناطق العسكرية بالصين، استغل إيلون ماسك الرئيس التنفيذي للشركة ظهوره في مؤتمر افتراضي بالصين للتأكيد على أن الشركة الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية لن تستخدم أبداً تقنية السيارة للتجسس، وسيتم إغلاقها حال القيام بذلك.
وقالت "تسلا" في أبريل إن الكاميرات في سياراتها لا يتم تفعيلها خارج أمريكا الشمالية، وأن أي بيانات تجمعها في الصين مخزنة في ذات الدولة.
وقالت جريس تاو، رئيسة قسم الاتصالات والشؤون الحكومية في الصين لدى "تسلا" ، على هامش اجتماع حكومي في 13 أبريل إن "تسلا بالصين هي شركة مقرها هنا ويجب أن تلتزم بجميع القوانين واللوائح الصينية.. في الواقع، ستكون بياناتنا محمية بشكل جيد للغاية. وسيتم تخزين البيانات الصينية في الصين".
الصين سوق رئيسية لـ"تسلا"
أصبحت الصين واحدة من أهم أسواق "تسلا" ومقراً لأول مصنع كبير مكتمل خارج الولايات المتحدة، وأحد مصادر تدفق الإيرادات الرئيسية بشكل متزايد للشركة الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية.
وبعد تلقي دعم كبير من الحكومة في ترسيخ وجودها في الصين، بدأت "تسلا" تشهد المزيد من التدقيق من جانب الجهات التنظيمية.
وأدى احتجاج علني للغاية في معرض شنغهاي للسيارات الأخير -حيث قفزت عميلة تدعي أن المكابح تعطلت في سيارتها التي اشترتها من تسلا، فوق سيارة عرض- إلى إجراء تحقيق من جانب الجهات التنظيمية المحلية وتوجيه انتقادات لخدمة عملاء "تسلا" عبر الإنترنت.