بلومبرغ
حققت "إيرباص" تدفُّقات نقدية إيجابية للربع الثالث على التوالي، في حين حذَّرت من أنَّ تفشي فيروس كورونا مجدداً يهدد التقدُّم نحو تعافي قطاع السفر الجوي.
وأعلنت شركة صناعة الطائرات الأوروبية أنَّ قيمة التدفُّقات النقدية الحرة المعدلة لديها بلغت 1.2 مليار يورو (1.5 مليار دولار) خلال الربع الأول من العام الجاري، بعدما تجاوزت تسليمات الطائرات، مما تمَّ تحقيقه في الفترة المقابلة من العام 2020.
وجاءت الأرباح أعلى من تقديرات المحللين.
الضغط من أجل تسليم الطائرات
تمكَّن الرئيس التنفيذي لـِ "إيرباص" غيوم فوري، من التوفيق بين مواعيد التسليم مع الضغط على العملاء للاستمرار في استلام أو ركوب طائرات جديدة، على الرغم من التقدم البطيء نحو العودة إلى الوضع الطبيعي لصناعة السفر.
وكرَّر غيوم فوري يوم الخميس هدفه المتمثِّل في زيادة إنتاج طائرات "إيرباص" من فئة A320 الأكثر مبيعاً في وقت لاحق من 2021.
ارتفعت أسهم "ايرباص" بنسبة 2.5% مع حلول الساعة 9:19 صباحاً في باريس (بالتوقيت المحلي)، لتواصل مكاسبها إلى حوالي 13% منذ بداية 2021.
ومع ذلك، فإنَّ الإخفاقات في مكافحة جائحة كوفيد-19 أجبرت الحكومات على تشديد الحدود، مما أضعف شركات الطيران وشركات التأجير التي تشكِّل قاعدة عملاء "إيرباص".
الهند تضرب انتعاش الطيران
أدى تزايد حالات الإصابة بكورونا في الهند في الآونة الأخيرة إلى تهدئة وتيرة إحدى أقوى عمليات انتعاش الطلب على الطيران في العالم. وقالت "إيرباص"، إنَّ التوقُّعات تتوقَّف على عدم حدوث مزيد من الاضطرابات في السفر الجوي أو الاقتصاد العالمي.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة في مؤتمر عبر الهاتف: "ما زلنا نواجه شكوكاً تؤدي إلى عدم القدرة على التنبؤ.. الطريق إلى الانتعاش لن يكون بالضرورة خطياً أو مستقيماً".
وفي حين تمسَّكت "إيرباص" بالأهداف المالية التي حدَّدتها في وقت سابق من 2021، فإنَّ التطورات خلال الشهر أو الشهرين المقبلين ستكون أساسية بالنسبة لشركة لصناعة الطائرات، ومقرُّها مدينة تولوز الفرنسية، ومنافستها الأمريكية "بوينغ".
ولا يزال يمثِّل عدم التنسيق في أوروبا بشأن قيود السفر مصدر قلق، وكذلك الوضع في الهند، إذ يوجد لدى "إيرباص" عملاء رئيسيون مثل "إندي غو".
وقال فوري، إنَّه لم يلمس حتى الآن تأثيراً مباشراً في المنطقة، لكنَّه لا يتوقَّع أن تكون الأمور جيدة هناك كما كانت.
ويبدو موسم الذروة في الصيف على المحك، وقد تأجلت بدايته بالفعل.
قامت شركة "لوفتهانزا" الألمانية يوم الخميس بكبح خطط الطاقة الاستيعابية لمطلع الصيف، في حين خفَّض مطار هيثرو بلندن توقُّعاته للمسافرين للعام بأكمله.
وأعلنت "بوينغ" يوم الأربعاء أنَّ مصروفاتها التشغيلية اليومية تجاوزت التوقُّعات خلال الربع الأول.
نتائج بوينغ
وكانت شركة صناعة الطائرات الأمريكية في منتصف فترة حظر التحليق على مدار 20 شهراً لطائرة من طراز "737 ماكس" عندما بدأ الوباء، وفي الأشهر الأخيرة عانت من مشكلات التصنيع، مما ساهم في وقف تسليم الطائرة والطائرة الأكبر حجماً "787 دريملاينر".
ومع ذلك، قال الرئيس التنفيذي لـ"بوينغ" ديف كالهون، إنَّه يتوقَّع أن يكون 2021، "نقطة تحول رئيسية" للصناعة مع انتشار توزيع اللقاحات. كما تعهد بالتنافس مع شركة "إيرباص" في إنتاج طائرة ذات ممر واحد، قائلاً إنَّ شركة "بوينغ" تعتزم مواصلة إنتاجها.
وتيرة الإنتاج
أعلنت شركة "إيرباص" عن تحقيق أرباح معدلة قبل الفوائد والضرائب بقيمة 694 مليون يورو، وإيرادات 10.5 مليار يورو في الربع الأول 2021.
وقال المدير المالي دومينيك أسام، إنَّ كلاً من التدفق النقدي الحر، والأرباح المعدَّلة قبل الفوائد والضرائب لهما تأثيرات إيجابية لا تمثِّل العام بأكمله.
يميل الإنفاق على البحث والتطوير أيضاً إلى أن يكون موسمياً، مع إنفاق أقل في الربع الأول من 2021.
وفي حين أنَّ نتائج "إيرباص" كانت إيجابية بشكل مفاجئ، إلا أنَّ توقُّعات العام بأكمله التي لم تتغير، والديناميكيات الخاصة بالمدَّخرات النقدية في الربع الأول تعني تحقيق معجزة، كما قال ساندي موريس المحلل في بنك استثمار "جيفريز".
تلتزم الشركة بالأهداف السابقة للعام بأكمله، فيما يتعلَّق بنقطة تعادل التدفُّق الحر باستثناء تأثير عمليات الدمج، والاستحواذ، وتمويل العملاء، وملياري يورو في الأرباح المعدَّلة قبل الفوائد والضرائب.
تعتمد هذه الأرقام على تحقيق شركة "إيرباص" لمستهدفاتها خلال عام كامل، وتسليم 566 طائرة على الأقل كما فعلت في 2020.
الرسوم المستبعدة من الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب:
- 29 مليون يورو تتعلَّق بتكاليف طائرة A380.
- 177 مليون دولار بسبب عدم تطابق المدفوعات قبل التسليم، وإعادة تقييم الميزانية العمومية .
- 26 مليون يورو للامتثال، والتكاليف الأخرى.
تغييرات في الهيكل الإداري
سرَّعت "إيرباص" عمليات التسليم بشكل كبير في مارس، فقد سلَّمت ما مجموعه 125 طائرة للربع الأول من 2021 مقابل 122 في الفترة نفسها من 2020، مما خفف بعض القلق إزاء تأخر عمليات التسليم للطائرات المطلوبة.
يثق المحللون في أنَّ الشركة متمسِّكة بخطتها لزيادة معدل إنتاج سلسلة A320 إلى 43 طائرة شهرياً في الربع الثالث، و45 طائرة بحلول نهاية العام.
تمثِّل هذه الأرقام أهدافاً تمَّ تخفيضها في وقت سابق من 2021، من مستهدف أكثر طموحاً. ويبلغ الإنتاج الحالي لطراز الممر الواحد 40 طائرة شهرياً.
انتقل فوري خلال الشهر الجاري إلى مركز السلطة بإجراء تغييرات في هيكل الإدارة، ويعتزم إجراء أكبر تجديد لإنتاج أجزاء "إيرباص" خلال 10 سنوات. وسيغادر اثنان من كبار المسؤولين الشركة، وهما ديرك هوك، رئيس قسم الدفاع والفضاء، ومسؤولة قسم التكنولوجيا غرازيا فيتاديني.