بلومبرغ
لم يتحقق أمل متداولي وول ستريت بشأن اتجاه واضح لمؤشرات الأسهم بعد عمليات البيع يوم الخميس، وسط مجموعة مختلطة من إعلانات النتائج من اثنين من شركات التكنولوجيا الضخمة.
كافح صندوق "كيو كيو كيو" (QQQ) المتداول في البورصة بقيمة 300 مليار دولار تقريباً ويتتبع مؤشر "ناسداك 100" من أجل تحديد الاتجاه بعد إغلاق التداول العادي.
انخفضت أسهم "أبل" الشركة الأكثر قيمة في العالم، بنسبة 2% بعد الإبلاغ عن مبيعات أضعف من المتوقع في الصين. ارتفعت أسهم شركة "أمازون" بنسبة 4% على أساس توقعات صعودية. قفزت أسهم شركة "إنتل" بنسبة 9% حيث أثارت توقعاتها التفاؤل بشأن جهود التحول.
خلال ساعات التداول العادية، أدى انخفاض بنسبة 1.9% في مؤشر "إس آند بي 500" إلى محو تقدم المؤشر لشهر أكتوبر، مما أوقف سلسلة من المكاسب الشهرية التي كانت ستكون الأطول منذ عام 2021. وانخفض مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 2.4%.
أثارت التوقعات المخيبة للآمال من "مايكروسوفت" و"ميتا" المخاوف من أن ارتفاعاً بنسبة 45% تقريباً في الشركات ذات القيمة السوقية الضخمة التي دعمت السوق الصاعدة، قد يكون تبخر.
تغير في عقلية السوق
قال ستيف سوسنيك من "إنترأكتيف بروكرز" (Interactive Brokers)، إن "عيد الهالوين يجلب الحيل وليس الحلوى للعديد من المستثمرين. يبدو أن عقلية السوق تتحول من عقلية تعاملت مع أي شيء متعلق بالذكاء الاصطناعي بنوع من الحماس، إلى عقلية تبحث عن بعض العائدات لهذه الشركات على إنفاقها الضخم".
ضربت هذه المخاوف السوق التي أظهرت علامات الإرهاق بالقرب من مستويات قياسية مرتفعة قبل الانتخابات الأميركية الأسبوع المقبل وقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. وعلاوة على ذلك، هناك رواية ملموسة تقريباً تترسخ مفادها أن الانتخابات -بدلاً من تقديم شعور باليقين- ستتسبب في ارتفاع التقلبات، كما لاحظ كوينسي كروسبي من "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial). هذا ناهيك عن تقرير الوظائف يوم الجمعة.
شهدت سندات الخزانة أكبر خسارة شهرية لها في عامين بسبب الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يكون عدوانياً للغاية مع خفض أسعار الفائدة، وسط اقتصاد قوي. وحقق الدولار أفضل شهر له منذ عام 2022.
قفز الين بما يصل إلى 1%، موسعاً المكاسب التي شوهدت بعد أن قال محافظ بنك اليابان كازو أويدا إن أسواق العملات كان لها تأثير كبير على الاقتصاد، مشيراً إلى احتمال رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في الأشهر المقبلة. سعت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز إلى طمأنة الأسواق المالية، بعد أن تسببت ميزانيتها يوم الأربعاء في بيع سندات المملكة المتحدة.
ارتفعت أسعار النفط بسبب تقرير يفيد بأن إيران تخطط لهجوم جديد على إسرائيل. تراجعت أسعار الذهب حيث قام بعض المستثمرين بجني الأرباح بعد ارتفاع سعر المعدن إلى مستوى قياسي جديد.
تنويع الاستثمارات
يحتاج المستثمرون إلى التأكد من تنويع استثماراتهم في مجال التكنولوجيا، وعدم استثمارهم فقط في أجزاء من تجارة الذكاء الاصطناعي التي نجحت مثل أشباه الموصلات، وفق مايكل لاندسبيرغ، كبير مسؤولي الاستثمار في "لاندسبيرغ بينيت برايفت ويلث مانجمنت" (Landsberg Bennett Private Wealth Management).
وقال إنه "من المنطقي تقليص بعض الشركات التي نجحت بشكل جيد على مدار الأشهر الـ 12-18 الماضية، والبحث عن المتخلفين في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى موضوعات تقنية أخرى مثل الأمن السيبراني والروبوتات والأتمتة والمنازل والمدن الذكية".
يستعد المراهنون على صعودي الأسهم لسلسلة من الأحداث التي تحرك السوق في اليومين المقبلين، متسلحين بظروف موسمية مواتية.
على مدار القرن الماضي، احتل شهر نوفمبر المرتبة الرابعة كأفضل شهر لمؤشر "داو جونز" الصناعي، بمتوسط مكسب بلغ 1.3%، وأداء إيجابي بنسبة 63% من الوقت، وفقاً لاستراتيجيي "بيسبوك إنفستمنت غروب" (Bespoke Investment Group).
وفي الآونة الأخيرة، خلال السنوات الخمسين الماضية، كان هذا الشهر واحداً من شهرين (الآخر هو أبريل)، حقق فيه المؤشر في المتوسط مكاسب تزيد عن 2%، كما أضافوا. وفي هذا الإطار الزمني، كان يتداول أيضاً أعلى بشكل أكثر ثباتاً من أي شهر آخر. وإذا نظرنا إلى السنوات العشرين الماضية فقط، فإن متوسط مكاسب شهر نوفمبر (2.43%) لا يتفوق عليه سوى مكاسب شهر يوليو (2.45%) لأفضل شهر في العام.