بلومبرغ
خصصت مجموعة "غولدمان ساكس" 10.3 مليار دولار لصندوق جديد لشراء حصص من شركات الاستثمار المباشر، مع تزايد الاهتمام بهذا النوع من الصفقات.
وقال "هارولد هوب"، المدير العالمي للاستثمار الثانوي في "غولدمان ساكس"، إن الصندوق من أحدث وأكبر صناديق المجموعة المصرفية، ويتضمن حوالي 250 مليون دولار من رأس المال الداخلي، وسيستخدم لشراء حصص، يمتلكها داعمو الصناديق الحاليين، بالإضافة إلى الحصص التي قد ترغب شركات الاستثمار المباشرة الأخرى في نقلها إلى كيانات جديدة، وهو مجال يدعوه هوب بالصفقات "غير التقليدية".
وأضاف "هوب" في مقابلة: "نحن نسمح لمديري الاستثمار المباشر الحاليين بخوض جولة جديدة في الأصل نفسه، وألا يضطروا لبيعه لأحد آخر، قبل أن يكونوا مستعدين".
كوفيد-19 زاد فرص شراء محافظ مستثمرين بحاجة ماسة للنقدية
وتؤسس شركات "وول ستريت" أعمالاً ثانويةً مع سعي المستثمرين للحصول على سيولة أو تخفيف مخاطر صناديق الاستثمار المباشر التقليدية. وتعد "بروكفيلد آسيت مانجمينت Brookfield Asset Management Inc"، و"تي بي جي TPG" من الشركات التي تدخل السوق مع جذب هذه الصفقات المزيد من الاهتمام؛ حتى في ظل تراجع أحجام الصفقات جراء الوباء. وكانت هناك صفقات ثانوية قياسية العام الماضي بقيمة 85 مليار دولار، وفقاً لشركة الأبحاث "كولر كابيتال Coller Capital".
وتشتري الشركات، في تلك الصفقات الثانوية، محفظة صناديق من المستثمرين الذين يحتاجون نقدية، أو يريدون إعادة التوازن لممتلكاتهم، كما يلجأ مديرو شركات الاستثمار المباشر إلى السوق للاحتفاظ بشركة، في حين يقدمون فرصة للمستثمرين للتخارج منها.
ويعد صندوق "غولدمان ساكس" الجديد الثامن للمجموعة في هذا المجال، ولكنه أكبر بنسبة 43 في المئة من الأموال المجمعة بقيمة 7.2 مليار دولار في 2016.
الأصول الدفاعية وشركات الرعاية الصحية أبرز أهداف "غولدمان"
وتستثمر الشركة المالية الواقعة في نيويورك عبر استراتيجيات صناديق مختلفة، بما في ذلك الاستثمار المباشر، والنمو، والمشروعات المشتركة، والبنية التحتية. وتستهدف الصناديق التي تركز على الولايات المتحدة وأوروبا بشكل أساسي، ثم الأسواق الناشئة، وأجزاء من آسيا.
وقال "هوب": "إن 10 في المئة من الصندوق الجديد، سيركز على العقارات". وقد استفادت مجموعة الصفقات الثانوية الخاصة بـ"غولدمان ساكس" من الاختلالات الناتجة عن كوفيد-19في الربع الثاني، واستثمرت 900 مليون دولار من رأس مال الصندوق بارتفاع 40 في المئة عن الفترة نفسها العام الماضي، واشترت الشركة الأصول الدفاعية مثل التكنولوجيا، والبنية التحتية، وشركات الرعاية الصحية، بالإضافة إلى القطاعات التي تعافت، وأظهرت مرونتها بحسب ما ذكر "هوب".
وتستثمر المجموعة 20 في المئة في الصفقات، كما قادت "غولدمان" التي أسست أعمالها الثانوية في نوفمبر 1998، مستثمرين في صفقةٍ، كانت قد مكَّنت شركة "كليرلايك كابيتال Clearlake Capital" من نقل "إنفانتي إنك Invanti Inc"، من خلال تقديم حلول إدارة برمجيات تكنولوجيا المعلومات وأمنها، إلى صندوق جديد منفصل. كما قادت صفقةً مشابهةً في يوليو، سمحت لـ"ريرفستون هولدينغز Riverstone Holdings LLC" بنقل شركة الطاقة المتجددة "إنفيفا Enviva Holdings" إلى كيان جديد.
ويتوقع "هوب" أن يقوم المزيد من اللاعبين بصفقاتٍ أخرى، ويوضح: "السبب وراء رؤية صناديق أكبر وأكبر، هو أن السوق الثانوي، قد نما سريعاً جداً، وهو مُركَّز في أيدي عددٍ من اللاعبين الراسخين.. وبالنظر إلى أحجام الصفقات؛ فإن فرص البيع أكبر بكثير من رأس المال المتوافر للشراء".