بلومبرغ
ارتفعت الأسهم بالأسواق الناشئة لليوم الثاني، مع تزايد تفاؤل المستثمرين بشأن تهدئة محتملة للصراع بالشرق الأوسط، بعدما خففت كل من إسرائيل وإيران حدة ردودهما في الجولة الأخيرة من الهجمات. تأثرت العملات سلباً بانخفاض أسعار النفط.
صعد مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم بنسبة 0.3%، لكنه لا يزال في طريقه لتسجيل خسارة بـ2.8% هذا الشهر، وهي الأكبر منذ يناير. أما نظيره مؤشر العملات، فقد تراجع بأقل من 0.1%، متجهاً نحو أكبر انخفاض شهري منذ فبراير 2023.
تراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" بما يصل إلى 6.4%، فيما خفض بنك "سيتي غروب" توقعاته لسعر النفط لمدة 12 شهراً إلى 60 دولاراً للبرميل، مشيراً إلى تلاشي علاوة المخاطر الجيوسياسية.
جاء هذا الانخفاض بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران صباح السبت الذي كان أقل حدة مما توقعه الكثيرون. راهن المستثمرون على أن أطراف الصراع سيركزون بشكل أكبر على الجهود الدبلوماسية لاستعادة الرهائن والتهدئة.
مع ذلك، لم ينعكس المناخ الإيجابي بالضرورة على أسواق العملات الأجنبية، وفقاً لشركة "مونكس" (Monex Inc).
قالت هيلين جيفن، متداولة العملات الأجنبية في "مونكس" إن "العملات المعتمدة على السلع تتحمل العبء الأكبر اليوم بعد الانخفاض الحاد في أسعار النفط الليلة الماضية". أضافت: "جميع أصول الأسواق الناشئة تواصل التداول بتقلبات عالية، نظراً لعلاوات المخاطر الدولية الكبيرة قبل أسبوع اقتصادي مزدحم في الولايات المتحدة".
الشيكل الأعلى أمام الدولار
في سوق العملات، ارتفع الشيكل الإسرائيلي أكثر من أي عملة أخرى في العالم أمام الدولار، مدعوماً بتراجع التوترات السياسية. وقلّص الين الياباني خسائره بعد أن انخفض بنسبة تصل إلى 1%، إذ قيّم المتداولون تداعيات خسارة الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم وحليفه الأغلبية في البرلمان في نتيجة انتخابية غير متوقعة.
في حين تحسنت المعنويات تجاه الجبهة الجيوسياسية، إلا أن المخاوف الاقتصادية المتعلقة بالصين تفاقمت. أظهرت بيانات نُشرت في نهاية الأسبوع تراجع أرباح القطاع الصناعي بـ27% في سبتمبر مقارنة بالعام السابق، مما زاد الضغوط الانكماشية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
أوضحت البيانات أن مئات المليارات من الدولارات التي ضُخت كحوافز نقدية لم تفلح بعد في إنعاش الاقتصاد الصيني. يترقب المستثمرون الآن اجتماع الهيئة التشريعية العليا في الصين المقرر انعقادها خلال الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر المقبل، للوقوف على ما إذا كانت مطالباتهم بضخ حزم تحفيز مالية إضافية ستتم تلبيتها.
سيترقب المتداولون أيضاً بيانات اقتصادية رئيسية من الولايات المتحدة هذا الأسبوع، بحثاً عن مؤشرات قبل الاجتماع القادم للاحتياطي الفيدرالي. على الرغم من استقرار توقعات تخفيف "الفيدرالي" لسياسته النقدية، لا يزال المستثمرون قلقين بشأن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة. يُعد فوز دونالد ترمب محفوفاً بالمخاطر بالنسبة للأسواق الناشئة، إذ تعهد بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات.
في غضون ذلك، تتجه كل من كولومبيا وجمهورية سلوفاكيا إلى أسواق الدين الدولية في يوم مزدحم للمصدرين بالأسواق الناشئة. من بين الشركات، أطلقت "إيرومكسيكو" إصداراً خاصاً لسندات دولارية.
في سياق آخر، يراقب المستثمرون أداء الأصول الجورجية وسط أزمة سياسية في البلاد، بعد إعلان الحزب الحاكم فوزه في انتخابات يقول المعارضون إنها مزورة.