بلومبرغ
تستهدف شركة الأمن السيبراني "دارك تريس" تقييماً يبلغ 1.9 مليار جنيه إسترليني (2.6 مليار دولار) في طرح أولي للجمهور في لندن، ما يعزز الثقة في قدرة المدينة على جذب الطروحات التكنولوجية عقب "بريكست"، وبعد فشل إدراج "ديليفرو هولدينغز" مؤخراً.
وتسوّق "دارك تريس" أسهمها بقيمة تتراوح بين 220 إلى 280 بنس للسهم، وفقاً لبنود الصفقة التي اطلعت عليها "بلومبرغ نيوز"، وتخطط الشركة لبيع 51.1 مليون إلى 65.1 مليون سهم جديد، وتتطلع لجمع 200 مليون دولار.
وتخطط الإدارة والموظفون إلى بيع حوالي 45 مليون دولار من الأسهم القائمة، ولن يبيع أعضاء مجلس الإدارة أو كبار المساهمين، وقد يفكر حاملو أذونها القابلة للتحويل لأسهم في طرح ما يعادل 75 مليون دولار لزيادة سيولة الطرح، وهو ما يرتهن بالسعر، حسبما أظهرت البنود.
ومن المقرر أن تبدأ "دارك تريس" التداول في الجزء المميز من بورصة لندن اعتباراً من 5 مايو، ومن المتوقع أن تكون مؤهلة للتداول على مؤشرات الأسهم القياسية "فوتسي".
ولدى الشركة - التي تتطلع لإدراج حصة نسبتها 20% على الأقل من خلال الطرح - خيار زيادة الصفقة بنسبة 15% إذا كان هناك طلب كافٍ من المستثمرين.
استعادة الثقة في لندن
وبعد الطرح الأولي الكارثي لشركة توصيل الطعام "ديليفرو" في نهاية الشهر الماضي، تشير صفقة "دارك تريس" إلى أن لندن لا تزال مكانا جذابا للشركات سريعة النمو.
وأعلنت "ألفاوايف" (Alphawave IP) عن إدراج بريطاني نادر لشركة تكنولوجيا أشباه الموصلات يوم الخميس. وجمعت الاكتتابات العامة الأولية في بريطانيا ما يقرب من 10 مليارات دولار العام الجاري، وفقا للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
وتخطط "دارك تريس" لاستخدام العائدات لتسريع تطوير المنتجات الجديدة، و"زيادة الوعي بمنتجات الشركة على مستوى العالم"، وتقوية ميزانيتها وزيادة المرونة المالية.
وكانت الشركة تعد لهذا الطرح العام منذ أواخر 2019 على الأقل، وتأسست في عام 2013 من قبل مخضرمين في وكالات استخبارات أمريكية وبريطانية وعلماء رياضيات في جامعة كامبريدج، وتستخدم تكنولوجياتها الذكاء الاصطناعي لتتعلم كيف تعمل المؤسسات وكيف يتواصل الموظفون مع بعضهم بعضا، وتتبع أي مخالفات، وتحاصر الهجمات السيبرانية وتمنعها من الانتشار.
علاقة "دارك تريس" برجل الأعمال مايك لينش
وأثار الإدراج بعض اللغط بالنظر إلى أن "دارك تريس" واحدة من الشركات التي حصلت على تمويل واستشارات مبكرة من شركة "انفوك كابيتال" المملوكة لرائد الأعمال البريطاني مايك لينش.
وينتظر لينش، مؤسس "أوتونومي كورب"، حكم المحكمة في محاكمة تتعلق ببيع "أوتونومي" بقيمة تزيد على 10 مليارات دولار إلى "هوليت باكارد" منذ عشر سنوات.
وخفَّضت "اتش بي" القيمة الدفترية لأغلب الصفقة في 2012، وزعمت أن لينش ومديره المالي دبروا احتيالاً محاسبياً لجعل "أوتونومي" تبدو أكثر جاذبية أثناء البيع، وهو أمر نفاه الرجلين.
وقالت "دارك تريس" إن روابطها مع لينش والمديرين التنفيذيين السابقين في "أوتونومي" تمثل خطورة على الشركة، فبالإضافة إلى الضرر المحتمل لسمعتها، قالت إن هناك فرصة ضئيلة أن تكون قد ارتُكبت جرائم غسل أموال مرتبطة بعلاقتها بـ"انفوك"، وإن هناك مخاطر مسؤولية ترتبط بالعاملين في الشركة والذين كانوا في السابق يعملون في "انفوك".
ويعمل لينش في لجنة العلوم والتكنولوجيا في "دارك تريس"، ولدى عدد من المديرين التنفيذيين أيضاً روابط مع "أوتونومي"، بما في ذلك المدير التنفيذي، بوبي جوستافسون، ومديرة الاستراتيجية، نيكول إيغان، وتمثل فانيسا كولومار "انفوك" في مجلس إدارة "دارك تريس" المكون من تسعة أعضاء، كما أن رئيس مجلس الإدارة المعين حديثاً، جوردون هيرست، هو أيضاً عضو في مجلس إدارة شركة "فيتشر سبيس" للكشف عن الاحتيال التابعة لـ "انفوك".
وسترتب "جيفريز انترناشونال ليمتد"، وبنك "بيرنبرغ"، و"غلوسار آند كو كيه جي، و"كيه كيه آر كابيتال ماركتس بارتنرز" الطرح إذا مضى البيع قدماً، وسيدير الاكتتاب "نيدهام آند كو"، و"بايبر ساندلر آند كو".