ارتفاعات "وول ستريت" القياسية تخلق طبقة من المستثمرين المتفائلين

عدد من مديري المحافظ يعتقد أن الفرصة لا تزال قائمة في الأسواق وأن الارتفاعات ستستمر

time reading iconدقائق القراءة - 7
زوار حول تمثال \"ثور وول ستريت\" بالقرب من بورصة نيويورك، الولايات المتحدة - بلومبرغ
زوار حول تمثال "ثور وول ستريت" بالقرب من بورصة نيويورك، الولايات المتحدة - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تزايدت الأدلة الداعمة لوجهة نظر المتشككين في وول ستريت، والذين يعتقدون أن الأوقات الجيدة لن تدوم، في ظل ارتفاع تقييم الأسهم، وتقلص فروق عائد السندات، مع تسجيل الذهب مستويات قياسية. أدى ذلك إلى الاندفاع نحو التحوطات، مثل عقود الخيارات والأدوات الأخرى المصممة لحماية الأرباح المحققة.

ومع ذلك، ظهرت مجموعة من المديرين بأصوات أكثر تفاؤلاً، ترى أن الفرصة لا تزال قائمة رغم التحديات الاقتصادية. ويعتقد هؤلاء أن السوق الصاعدة للأصول عالية المخاطر ربما لا تزال في بداياتها.

من بين هؤلاء نانسي تينغلر، التي تشرف على إدارة 1.4 مليار دولار لشركة "لافر تينغلر إنفستمنتس" (Laffer Tengler Investments) في سكوتسديل، أريزونا.

ترى تينغلر أن نمو أرباح الشركات أفضل مما يبدو بفضل انخفاض التضخم الحاد الذي يعزز أيضاً إنفاق المستهلكين. لذلك، فإنها تدفع عملاءها للانتقال من السندات الحكومية إلى رهانات أوسع تشمل السندات المحلية ومصنّعي المعدات الكهربائية وشركات المرافق.

وقالت: "النمو موجود وما زال يقوده المستهلك. موسم الأرباح سيكون قوياً، وسنشهد مفاجآت إيجابية أكثر من السلبية. نحن متفائلون للغاية".

تفاؤل بالاقتصاد

ارتفعت الأسهم مجدداً هذا الأسبوع، حيث صعد مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة تقارب 1% محققاً مكاسبه لليوم السادس على التوالي، وهي أطول سلسلة مكاسب منذ ديسمبر. في الوقت نفسه، استقرت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بعد ارتفاع استمر لأربعة أسابيع نتيجة تراجع الرهانات على تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة.

وفي سوق الائتمان، سجل صندوق "آي شيرز آي بوكس إنفستمنت غريد" (iShares iBoxx Investment Grade Corporate Bond ETF) أفضل أداء له على مدار ثلاثة أيام منذ منتصف سبتمبر، بينما شهد النفط أول تراجع أسبوعي له هذا الشهر.

يكمن أبسط مبرر للتفاؤل في حالة الاقتصاد، حيث يعمل الاحتياطي الفيدرالي بقيادة جيروم باول على التراجع عن سياسته التقييدية التي استمرت لعامين مع انخفاض التضخم.

وأظهرت البيانات، هذا الأسبوع، أن المستهلكين وسوق العمل في الولايات المتحدة لا يزالان قويين، كما أصدرت البنوك توقعات إيجابية شبه موحدة، بينما تجاوزت الأرباح التوقعات بشكل عام.

وفي يوم الخميس، شهدت تقديرات تتبع الناتج المحلي الإجمالي الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا مراجعة صعودية أخرى، وتتوقع الآن أن يصل الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث إلى 3.4%.

وفقاً لفيليب كامبوريال، مدير محفظة متعددة الأصول لدى "جي بي مورغان أسيت مانجمنت" (JPMorgan Asset Management)، يبدو وكأن الدورة الاقتصادية "تعود إلى الخلف وتمتد، لأن الفيدرالي يخفف سياسته مع احتمالية منخفضة جداً للركود".

وأوضح أن التقلبات الاقتصادية اليوم أقل مما كانت عليه خلال العامين الماضيين. وحافظ كامبوريال على زيادة الوزن النسبي للأسهم مقارنة بالسندات طوال العام، ويضيف الآن رهانات أكثر خطورة مثل أسهم الأسواق الناشئة.

مهمة صعبة

بالطبع، لن يكون تمديد الارتفاع الذي شهد تضاعف مؤشر "إس آند بي 500" تقريباً منذ بداية عام 2020 بالأمر السهل، حيث يتم تداول المؤشر بمعدل 24 ضعف الأرباح السنوية، وهو أحد مضاعفاته الأعلى خارج فقاعة التكنولوجيا في التسعينيات. وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، تعرضت الأسواق لضربات مرتين بسبب إشارات على تباطؤ سوق العمل الأميركية، لكنها عادت للارتفاع وسط عمليات شراء مكثفة من قبل المستثمرين الأفراد والمؤسسات.

تحديد طبيعة المرحلة التي يمر بها الاقتصاد الأميركي يُعد مهمة صعبة. فعلى الرغم من أن مؤشر "إس آند بي 500" عانى من أسوأ خسارة سنوية له منذ الأزمة المالية لعام 2008 قبل عامين فقط، إلا أن عمليات البيع استندت إلى توقع حدوث ركود لم يتحقق. وإذا استبعدنا التباطؤ المصطنع إلى حد كبير الذي صاحب جائحة "كوفيد-19" في عام 2020، فإن آخر اضطراب كبير للنمو في الولايات المتحدة وقع قبل أكثر من عقد.

قال داريو بيركنز، المدير العام للاقتصاد الكلي العالمي في "غلوبال داتا لومبارد" (GlobalData TS Lombard): "يستمر الناس في محاولة تطبيق دورة الأعمال التقليدية على هذا الاقتصاد، لكنها ببساطة لا تنجح. أفضل ما يمكنك فعله هو البحث عن العوامل التي قد تؤدي إلى نهاية الدورة. والحقيقة هي أنها غير موجودة. نحن في وضع جيد بالفعل".

يرى بيركنز أن هناك مجالاً لمزيد من التوسع، حيث تواصل البنوك المركزية حول العالم تخفيف سياساتها النقدية. وعلى الرغم من أن المتداولين خففوا رهاناتهم على مدى حدة تخفيف الفيدرالي لسياساته هذا العام، إلا أن التدفقات الصعودية لم تتوقف هذا الأسبوع. فقد تدفقت نحو 3.2 مليار دولار إلى سلة من صناديق الاستثمار المتداولة "المخاطرة" التي تتبعها "بلومبرغ إنتليجينس"، والتي تشمل أسهم التكنولوجيا وسندات العائد المرتفع، في أسرع وتيرة منذ أغسطس.

شراء قياسي

في الوقت نفسه، ارتفعت مراكز الاستثمار في مؤشر "إس آند بي 500" بشكل كبير، حيث يقترب مديرو الأصول من تسجيل مراكز شراء قياسية في العقود الآجلة للأسهم الأميركية. وفي الوقت ذاته، وصل مؤشر رئيسي يقيس المخاطر المتوقعة في السندات الاستثمارية الأميركية إلى أدنى مستوياته منذ حوالي عقدين.

تُبدي أياكو يوشيوكا من "ويلث إنهانسمنت غروب" (Wealth Enhancement Group) تفاؤلها بشأن الاقتصاد الأميركي، بعد أن قيّمت معدلات البطالة المنخفضة والتضخم القريب من هدف الفيدرالي البالغ 2%.

وقالت يوشيوكا، التي تدير محفظة استثمارية بأكثر من 6 مليارات دولار: "قد لا تكون الظروف مثالية، خاصة مع استمرار ارتفاع التقييمات، لكنها جيدة بما يكفي". 

تصنيفات

قصص قد تهمك