بلومبرغ
توقعت شركة "دايملر" (Daimler AG) أن تكون وحدتها الرئيسية "مرسيدس-بنز" أكثر ربحية مما كانت عليه منذ سنوات بفضل الطلب المتزايد على السيارات في ظل الجائحة العالمية.
وقالت أكبر شركة لتصنيع السيارات الفاخرة في العالم إنها تتوقع عائداً سنوياً يتراوح بين 10% و12% من خلال مبيعات قسم السيارات والشاحنات الصغيرة، لتكون بذلك أعلى من توقعاتها السابقة التي كانت بين 8% إلى 10%.
وسيكون هذا استعراضا قوياً من الناحية التاريخية، إذ أن الشركة دأبت على تحقيق هوامش ربح تقل عن رقمين في كل عام منذ بيع "دايملر" لعلامة "كرايسلر" في عام 2007.
وقال المدير المالي "هارالد فيلهلم": "نحن على ثقة تامة من قدرتنا على مواكبة وتيرة تحسن هوامش ربحنا بشكل مستدام، وكذلك توسيع تشكيلة السيارات الكهربائية لدينا". وأشار إلى أن خطط فصل وحدة شاحنات "دايملر" وإدراجها في سوق الأسهم قبل نهاية العام "تسير على الطريق الصحيح".
وبعد مرور عام على أسوأ أزمة في صناعة السيارات منذ عقود، عادت الأعمال التجارية لشركات صناعة السيارات الفاخرة الألمانية إلى مستويات قياسية. حيث سجلت كل من "مرسيدس" و"بي إم دبليو" مبيعات مرتفعة طوال الربع الأول، مدفوعة بالطلب الكبير في الصين.
وستكون عملية استعادة الأرباح إلى مسارها الصحيح أمراً محورياً لتمويل الاستثمارات في الشركات الكهربائية وتطوير البرمجيات مع اتجاه الصناعة نحو السيارات الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية والتي تعمل على البطاريات.
وارتفعت أسهم "دايملر" بنسبة 1.9% يوم الجمعة الماضي في تعاملات فرانكفورت وصعدت بنحو 30% هذا العام. وفي يوم الجمعة مدد مجلس إشراف "دايملر" عقدي "فيلهلم" ورئيس وحدة الشاحنات "مارتن داوم" حتى عامي 2027 و2025 على التوالي، كما عينت جو كايسر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "سيمنز" في مجلس الإشراف على قسم الشاحنات وتخطط لترشيحه لمنصب رئيس مجلس الإدارة.
" تُحقق "مرسيدس" بالفعل أهداف عام 2025 نتيجة المبيعات القوية في الصين، والفئة "إس" (S) الجديدة، وسيارات الدفع الرباعي وذلك قبل زيادة مبيعات المركبات الكهربائية ذات الهامش المنخفض في عام 2022. كما تسعى شركة "مرسيدس" من خلال شركتها الجديدة التي ستُدرج بشكل منفصل بحلول نهاية العام - وتركز على السيارات الكهربائية والتكنولوجيا - إلى سد فجوة التقييم مع "تسلا" ". - مايكل دين - محلل سيارات في بلومبرغ إنتليجنس
الطلب الصيني
وقال "فيلهلم" في اتصال هاتفي مع المحللين إن الطلب القوي في الصين استمر خلال الربع الثاني، كما ارتفعت المبيعات في أكبر سوق للشركة بنسبة 60% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
وقال "توم نارايان" المحلل لدى "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets) في مذكرة إن الاتجاه الصاعد للسيارات كان "مشجعاً"، لا سيما في ضوء قيود الإنتاج المتعلقة بنقص أشباه الموصلات العالمي. وأضاف أن شركات صناعة السيارات المتميزة تبدو أفضل حالاً من نظيراتها في السوق الشامل خلال أزمة الإمداد.
وخلال الشهر الجاري، سرّعت مرسيدس طرح سيارتها الكهربائية من خلال طراز "EQS" سيدان الجديدة التي تعمل على البطارية، وتُعد السيارة الشقيقة لفئة "إس" الرائدة، وذلك في ظل توسيع شركات صناعة السيارات التقليدية هجومها على شركة "تسلا".
وتتوقع "دايملر" أن وجود كيان منفصل للشاحنات سيساعد الشركة على معالجة اتجاهات التكنولوجيا المتباينة بشكل أفضل في صناعة سيارات الركاب والمركبات التجارية.
وستقوم الشركة باطلاع المستثمرين على استراتيجيتها للمركبات التجارية في 20 مايو، حيث من المرجح أن تصل هوامش الوحدة إلى الحد الأقصى المستهدف لهذا العام (بين 6% و7%)، حسبما قال "فيلهلم".
نقص الرقاقات
وفي حين تستفيد شركات صناعة السيارات في جميع أنحاء العالم من عودة العملاء إلى صالات العرض، فإن النقص العالمي في أشباه الموصلات الذي أعاق الإنتاج منذ أواخر العام الماضي قد يوجه أكبر ضربة للإنتاج هذا الربع.
وأدت أزمة الرقاقات إلى قيام "دايملر" بإعطاء الأولوية لصنع نماذجها الأعلى عائداً. وأسهم ذلك في ارتفاع ربحية قسم السيارات إلى 15.2% خلال الربع الأول مقارنة بـِ 2.2% قبل عام.
وقالت الشركة: "على الرغم من ضبابية الرؤية في الوقت الحالي، تفترض "دايملر" بعض الانتعاش في الربعين الثالث والرابع".
كما رفعت "دايملر" العائد التشغيلي المتوقع لخدمات التنقل إلى ما بين 14% و15%، صعوداً من 12% إلى 13% سابقاً؛ و دفع تحسن ظروف العمل الشركة إلى الإعلان عن أرباح الربع الأول الأولية الأسبوع الماضي.