نتائج "نتفليكس" ومبيعات "أبل" تدعمان مؤشرات وول ستريت

وصلت مؤشرات الأسهم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق وسط مكاسب في معظم المجموعات الرئيسية

time reading iconدقائق القراءة - 11
المتداولون في قاعة بورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك ، الولايات المتحدة. - المصدر: بلومبرغ
المتداولون في قاعة بورصة نيويورك (NYSE) في نيويورك ، الولايات المتحدة. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قاد متداولو وول ستريت الذين يدققون في سلسلة من نتائج الشركات والعلامات التي تشير إلى صمود أكبر اقتصاد في العالم، الأسهم إلى أطول صعود أسبوعي لها في عام 2024.

عشية الذكرى السابعة والثلاثين لذكرى "الاثنين الأسود" (عندما انهارت السوق عام 1987)، وصلت مؤشرات الأسهم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وسط مكاسب في معظم المجموعات الرئيسية.

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" للأسبوع السادس على التوالي، كما صعد مؤشر بنفس الوزن يمنح شركة "تارغت" وزناً مساوياً لشركة "مايكروسوفت"، إلى مستوى قياسي، على أمل أن يتسع نطاق الارتفاع. 

قفزت أسهم "نتفليكس" بنسبة 11% بعد الإعلان عن أرباح قوية، وصعدت أسهم "أبل" بنسبة 1.2% مع ارتفاع مبيعات أحدث هواتف "أيفون" في الصين، فيما انخفضت أسهم شركة "أميركان إكسبريس" بنسبة 3.2%، بعد خفض توقعات إيراداتها.

أرباح ضخمة لـ"السبعة العظماء"

لا يزال الجزء الأكبر من النمو في أرباح مؤشر "إس آند بي 500" يأتي من الشركات ذات القيمة السوقية الضخمة، حيث من المتوقع أن تظهر أرباح "السبعة العظماء" (أبل، تسلا، مايكروسوفت، إنفيديا، ألفابت، ميتا، أمازون) ارتفاعاً بنسبة 18% في الربع الثالث، وفق "بلومبرغ إنتليجنس". وفي حين من المتوقع أن تسجل أرباح الشركات الأخرى زيادة بنسبة 1.8% فقط، فمن المتوقع أن تتسارع نتائجها إلى مكاسب مزدوجة الرقم في الربع الأول من عام 2025.

قالت ليز يونغ توماس، رئيسة استراتيجية الاستثمار في "سوفي" (SoFi) إن موسم إعلان النتائج بدأ، و"على الرغم من بعض الإشارات المتضاربة، يبدو أنه في حالة جيدة"، وأضافت: "نحن في المراحل المبكرة، ونقترب من الأيام الأخيرة قبل الانتخابات، والاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. لا توجد لحظة مملة أبداً".

مع ميل الاحتمالات نحو فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، وسيطرة الجمهوريين على الكونجرس، بدأ المستثمرون في زيادة الأصول التي ازدهرت في أعقاب فوز الرئيس السابق في عام 2016، وفقاً لاستراتيجي "بنك أوف أميركا" مايكل هارتنيت.

وكتب هارتنيت في مذكرة أن تحركات الأسعار في الأسبوع الماضي تظهر أن البنوك والشركات الصغيرة والدولار "تصدرت تحركات الصعود في عام 2016"، وذلك بعدما ارتفعت الأسهم الأميركية والدولار في أعقاب فوز ترمب على هيلاري كلينتون في نوفمبر 2016.

زاد مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.4% مسجلاً رقمه القياسي السابع والأربعين في عام 2024. كما ارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.7%، ولم يتغير "​​داو جونز" الصناعي كثيراً. أما مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة، فسجل أداءً أضعف من المتوقع يوم الجمعة، لكنه ارتفع بنحو 2% هذا الأسبوع.

انخفضت عائدات سندات الخزانة لمدة 10 سنوات بنقطة أساس واحدة إلى 4.08%، كما انخفض مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة 0.2%. شهدت أسعار النفط أكبر انخفاض أسبوعي لها في أكثر من عام، مع إحياء الولايات المتحدة لمساعيها لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، وتراجع الطلب الصيني على الخام، في حين تجاوزت أسعار الذهب 2700 دولار.

مزاج خافت

في مذكرة بعنوان "أمة الدوران"، كتب مايك أورورك من "جونز تريدينغ" (JonesTrading) أن معظم هذا الأسبوع تعلق بتوسيع نطاق الارتفاع. وبينما تقدمت شركات التكنولوجيا، فإن المجموعة تتخلف عن العديد من الصناعات الأخرى في مؤشر "إس آند بي 500". ويقول إن تباطؤ التضخم منذ منتصف عام 2024، فتح الباب لخفض أسعار الفائدة، والآن أضافت القوة الاقتصادية عامل تسريع إلى المزيج.

وقال أورورك: "لم يعد المستثمرون بحاجة إلى التزاحم في حجم وأمان السبعة العظماء"، معتبراً أنه "من المفارقات العجيبة، أن هذا التزاحم جعل أسهم السبعة العظماء تتداول بشكل جماعي بأكثر من ضعف مضاعف السعر إلى الأرباح لنحو 493 شركة أخرى في المؤشر، وفي حين تظل الشركات الرائدة في مؤشر السبعة العظماء قوية بشكل عام، فإن الدوران كان حقيقياً".

حتى مع قفزة المؤشر من رقم قياسي إلى آخر هذا العام، وجدت المؤشرات التي تقيس معنويات المستثمرين أن المزاج كان خافتاً، نظراً لعدم اليقين بشأن خطوات بنك الاحتياطي الفيدرالي والأوضاع الجيوسياسية والانتخابات الأميركية. ولكن خلال هذا الأسبوع، عاد التفاؤل، وإن كان توقيته يشير إلى إشارة هبوطية للأسهم.

عاد مؤشر "نيد ديفيس للأبحاث" الذي يقيس مشاعر التداول، إلى منطقته المتفائلة يوم الثلاثاء. ويشير التاريخ إلى أنه في كل مرة حدث هذا في عام انتخابي، كان أداء الأسهم متوسطاً خلال يوم الانتخابات، والمقرر في 5 نوفمبر من هذا العام. من ناحية أخرى، عندما كانت المشاعر متشائمة اعتباراً من منتصف أكتوبر، سجل "إس آند بي 500" مكسباً متوسطاً بنسبة 2.5% خلال فترة مماثلة.

قال إد كليسولد، كبير الاستراتيجيين الأميركيين في "نيد ديفيس" إن "الخلاصة هي أن العودة الأخيرة إلى التفاؤل قد تثقل كاهل السوق قبل انتخابات متقاربة". ومع ذلك، إذا أحبط ارتفاع حالة عدم اليقين السياسي التفاؤل، فإن ذلك من شأنه أن يمهد الطريق لارتفاع ما بعد الانتخابات.

بيئة بناءة

قال ديفيد ليفكويتز من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management): "نعتقد أن البيئة لا تزال بناءة للأسهم الأميركية"، مضيفاً أن "نمو الأرباح يتوسع".

وتابع أنه "في حين تضيف نتيجة الانتخابات طبقة من عدم اليقين، لا نعتقد أن أي تغييرات سياسية محتملة ناجمة عن الانتخابات ستغير البيئة بشكل كبير. التقييمات مرتفعة من حيث القيمة المطلقة، لكننا نعتقد أنها معقولة في ضوء البيئة الكلية".

بالنسبة لكوينسي كروسبي من "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial)، فمن غير المرجح أن يشعر المستثمرون والتجار على حد سواء بالقلق من تفويت الفرصة، إذا قدم قطاع التكنولوجيا أرقاماً أضعف من المتوقع، وتوجيهات أكثر ليونة.

وقالت إن "التراجع مع اقترابنا من الظروف الفنية مفرطة الشراء، قد يوفر قدراً ضئيلاً من الدعم مع دخولنا أسبوعاً حاسماً للأرباح، والاقتراب من تقارير شركات التكنولوجيا الكبرى، وحتى الأهم من ذلك، ما تتوقعه هذه الشركات في المستقبل".

أما كريس سينيك من "وولف ريسرش" (Wolfe Research)، فاعتبر أن المراجعات القوية لأرباح "السبعة العظماء" ترفع السقف أمامها للتغلب على التوقعات المرتفعة نسبياً مقارنة بشركات المؤشر الأخرى. 

وقال: "نعتقد أن هذه المجموعة من المرجح أن تحتاج إلى التفوق بهامش أكبر من الربع الماضي، للعودة إلى زعامة السوق". وعلى نفس المنوال، يعتقد سينيك أن التوقعات المعقولة لـ "493 شركة أخرى، توفر مستوى منخفضاً للمفاجآت الصاعدة، وتدعم رؤيتنا بأن أداء السوق مستمر في التوسع حتى نهاية العام".

صعوبة التوقع

"هل سيتفوق مؤشر "إس آند بي 439" (في إشارة إلى المؤشر الرئيسي من دون العظماء السبعة) على مؤشر العظماء السبعة؟ من الصعب التوقع بالنظر إلى مدى نجاح العظماء السبعة تاريخياً في توسيع الإيرادات والأرباح والربحية"، كما اعتبر إيد يارديني، مؤسس شركة الأبحاث التي تحمل اسمه.

مع ذلك، قال إن أسهم "العظماء السبعة" كانت "متقلبة وعرضة لنوبات ضعف الأسعار، في المقام الأول بسبب المخاوف بشأن تقييماتها وتباطؤ معدلات النمو".

لقد كاد أداءها المتجدد لمدة عام واحد أن يتطابق أو ينخفض ​​عن أداء مؤشر "إس آند بي 500"، ومؤشر "إس آند بي 493" أكثر من بضع مرات في الماضي، عندما خفف المستثمرون من مراكزهم، وتحولوا إلى مؤشر "إس آند بي 493"، وتحديداً خلال أواخر عام 2016، و2018، و2019، و2021، و2023، وفق يارديني.

واختتم حديثه قائلاً: "بينما قاد مؤشر العظماء السبعة الطريق منذ منتصف عام 2023، فإن مؤشر إس آند بي 493 بدأ الآن في اللحاق به".

البيانات تشير إلى النمو

يقول ديفيد دونابيديان من "سي آي بي سي برايفيت ويلث يو إس" (CIBC Private Wealth US)، إن "استدامة سوق الأسهم الصاعدة تتحسن. فقط انظر إلى الأساسيات، فأرباح الربع الثالث قوية، كما تستمر البيانات الاقتصادية في الإشارة إلى النمو، في حين كانت مبيعات التجزئة هذا الأسبوع أعلى من التوقعات، مما يخبرنا أن المستهلكين ما زالوا ينفقون، ويتوسع أداء السوق الإيجابي".

بالنظر إلى نتائج الأسبوع المقبل، تواجه شركة "تسلا" أسئلة في مكالمة أرباحها الأسبوع المقبل، حول أهداف الإنتاج والتحديات التنظيمية بعد فشل الكشف عن "سايبر كاب" (التكسي ذاتي القيادة) الذي تم الترويج له كثيراً، في تحفيز المستثمرين وتهدئة المخاوف بشأن مبيعات المركبات الأخيرة.

سيتعين على شركة "بوينغ" أيضاً تهدئة المستثمرين الذين يشعرون بقلق متزايد بشأن تأخيرات الإنتاج والصراعات العمالية والموارد المالية المستنفدة، كما يجب أن تكشف التقارير الصادرة عن "يونايتد بارسيل سيرفيس" (United Parcel Service Inc)، و"نوركفولك ساوثرن كورب" (Norfolk Southern Corp)، و"ساوثويست إيرلاينز" (Southwest Airlines Co)، عن التأثير المشترك لإعصار "هيلين"، وإضراب عمال الموانئ لمدة ثلاثة أيام على الساحل الشرقي في الربع الأخير.

تصنيفات

قصص قد تهمك