بلومبرغ
تُعَدّ شركة "شلمبرجير" من أحدث الشركات العملاقة في مجال حقول النفط التي تعلن أن الأسوأ قد مضى وانتهى في الأسواق الدولية بعد انهيار تاريخي في أسعار النفط الخام، كما توقعت طلباً قوياً على خدماتها في العام المقبل.
وانضمّت أكبر شركة مقاولات في مجال حقول النفط في العالم إلى شركتَي "هاليبرتون" و"بيكر هيوز" المنافستين، هذا الأسبوع في توقُّع توسُّع العمل في الخارج وانتعاش هادئ في أمريكا الشمالية خلال الفترة المتبقية من عام 2021.
ومن المفترض أن يعود الطلب العالمي على النفط إلى مستويات ما قبل الجائحة بنهاية العام المقبل، إن لم يكن قبل ذلك، حسب التوقعات التي أوضحها الرئيس التنفيذي لشركة "شلمبرجير" أوليفييه لو بيوخ للمحللين أمس الجمعة.
وقال في بيان: "بدأت دورة نموّ جديدة أخيراً، وفي آفاق الصناعة شعور إيجابي متزايد، إذ تَعزَّز الانتعاش على الرغم من المخاوف المستمرة بشأن أزمة (كوفيد-19)".
"تزيد مبيعات شركة "شلمبرجير" لخدمات الإنجاز والمسح والحفر تركيزها على الأسواق الخارجية، التي قد تمثل 80% من الإيرادات عام 2021. ويجب أن تدعم الميزانية العمومية توزيعات الأرباح المخفضة، على الرغم من أن عمليات إعادة الشراء غير مرجَّحة حتى ينحسر تفشي الجائحة". - سكوت جيه ليفين وجاستن روثهاوبت - محللان في بلومبرغ إنتليجنس.
ويعود قطاع الخدمات -يساعد مستكشفي النفط على اكتشاف الاحتياطيات الجوفية وحفرها، للعمل ببطء- بعد أن أدت التخمة العالمية وعمليات الإغلاق التي تقودها الجائحة إلى استنزاف الطلب على الطاقة، مما أدى إلى خفض الوظائف والإفلاس في جميع أنحاء الصناعة.
كما يبتعد المقاولون الثلاثة الكبار، الذين نشروا نتائج الربع الأول التي جاءت أفضل من المتوقع هذا الأسبوع، عن رقعة النفط الصخري التي كانت مزدهرة في أمريكا الشمالية، ويطاردون العمل في مكان آخر بدلاً من ذلك.
وصرّحت شركة "شلمبرجير" بأنها تتوقع زيادة النشاط البري الأمريكي في الربع الثاني، التي ستستقرّ خلال النصف الثاني، إلا أن النشاط الدولي مهيأ لاستمرار الزيادة حتى نهاية هذا العام وما بعده.
وخلال مكالمة أُجريت معه، قال المدير المالي ستيفان بيغيت إن من المتوقع أن تنمو المبيعات بنحو 5% خلال هذا الربع، في حين من المحتمل أن تتوسع الهوامش التشغيلية بمقدار نقطة مئوية.
وسجلت أسهم شلمبرجير، التي ارتفعت أكثر من 50% العام الماضي، ارتفاعاً بنسبة 1.9% لتصل إلى 25.73 دولاراً في التعاملات الصباحية في نيويورك يوم الجمعة.
علامات التعافي
تخلّى "لو بيوخ" عن عشرات آلاف العمال، وأعاد تنظيم أعمال الشركة في جميع أنحاء العالم، وباع الأصول في أمريكا الشمالية من أجل التركيز على العمل في الخارج، إذ تتوقع الشركة تحقيق نحو 80% من المبيعات من خلال الأسواق الدولية.
وصرّح لو بيوخ بأن الشركة تواصل العمل على اثنين من مبيعات الأصول، بما في ذلك منصات الحفر في الشرق الأوسط والأعمال التجارية في كندا التي تشارك في ملكية الآبار.
وتعكس نتائج الربع الأول استراتيجية التحول التي تتبعها شركة "شلمبرجير" بعد تسجيلها أدنى مبيعاتها في أمريكا الشمالية منذ بداية طفرة النفط الصخري قبل عقد تقريباً. وفي حين يُعَدّ الانخفاض الموسمي في الإيرادات الدولية من الربع الرابع إلى الربع الأول أمراً نموذجياً، فإن شركة "شلمبرجير" ترى أن الانخفاض المتتابع بنسبة 3% خلال الربع السابق كان الأكثر ضآلة لها منذ عام 2008.
و أخبر جيف ميللر، الرئيس التنفيذي لشركة "هاليبرتون"، المستثمرين يوم الأربعاء الماضي بأن العلامات المبكرة للتعافي الدولي تظهر بالفعل في طلبات شراء معدات الحفر والاستكشاف.
وأضاف ميللر: "تعطينا هذه العلامات قناعة أكبر بأن النصف الثاني من هذا العام سيشهد زيادة منخفضة من رقمين في النشاط الدولي على أساس سنوي، كما نرى أن الأسواق الدولية ستشهد عدة سنوات من النمو".