بلومبرغ
انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية بعد أن أظهرت البيانات تسارعاً للتضخم بشكل أعلى من المتوقع، وتباطؤاً في سوق العمل، مما أدى إلى تضخيم المناقشة حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيختار خفضاً أصغر لسعر الفائدة الشهر المقبل، أو الإبقاء على معدلات الفائدة عند مستوياتها الحالية بعد قيامه بخفض كبير في سبتمبر.
بعد ارتفاع إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، أخذ مؤشر "إس آند بي 500" قسطاً من الراحة. في حين لم تنظر وول ستريت إلى الأرقام الاقتصادية يوم الخميس على أنها كارثية، إلا أنها سلطت الضوء بالتأكيد على تحدي بنك الاحتياطي الفيدرالي المتمثل في إعادة التضخم إلى هدف 2% دون إضعاف سوق العمل كثيراً.
وقد أضاف ذلك إلى المناقشة حول الخطوات التالية لبنك الاحتياطي الفيدرالي. وفي الوقت الحالي، واصل تجار السندات الرهان على أن البنك المركزي سيقلص وتيرة التخفيضات بـ25 نقطة أساس في نوفمبر.
زيادة عدم اليقين
لم يتأثر ثلاثة من صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهم: جون ويليامز، وأوستن جولسبي، وتوماس باركين، بمؤشر أسعار المستهلك الذي جاء أعلى من المتوقع، مما يشير إلى أن المسؤولين يمكنهم الاستمرار في خفض أسعار الفائدة.
وكان رافائيل بوسيك من بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا هو الخارج عن القائدة. ففي مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، كشف أنه في التوقعات التي أصدرها في سبتمبر، دعا إلى خفض إضافي بمقدار ربع نقطة مئوية هذا العام. ويتبقى لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي اجتماعان في عام 2024.
قال كريس لاركين من "إي تريد" التابعة لـ"مورغان ستانلي" إن "قراءة واحدة أعلى قليلاً من المتوقع لمؤشر أسعار المستهلك لا تعني إطلاق موجة جديدة من التضخم، ولكن حقيقة أنها صاحبت ارتفاعاً في مطالبات البطالة الأسبوعية، قد تزيد من عدم اليقين في السوق في الأمد القريب". وأضاف: "لم تكن هذه أرقاماً جيدة، ولكن هذا لا يعني أنها قلبت التوقعات الأوسع للنمو الاقتصادي القوي والتضخم المعتدل".
في مذكرة بعنوان "معضلة بنك الاحتياطي الفيدرالي مع ارتفاع التضخم وضعف العمالة"، تقول كوينسي كروسبي من شركة "إل بي إل فاينانشال"، إن الأرقام الاقتصادية الأخيرة لم تكن المزيج الذي يريد بنك الاحتياطي الفيدرالي رؤيته.
وأشارت إلى أنه "إذا استمرت بيانات التضخم في الإشارة إلى أن الأسعار ترتفع بشكل عام، وسط مظاهر ضعف في سوق العمل، فإن الاجتماع المقبل لبنك الاحتياطي الفيدرالي سوف ينطوي بلا شك على مناقشة أكثر حدة حول أي من تفويضات بنك الاحتياطي الفيدرالي لها الأولوية".
انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.2%. وتراجعت معظم المجموعات الرئيسية، على الرغم من انضمام أسهم الطاقة إلى النفط في الارتفاع، حيث كانت السوق تنتظر رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني. كان أداء الشركات الكبرى مختلطاً، مع ارتفاع أسهم "إنفيديا" وانخفاض "أبل". وانخفضت أسهم "تسلا" قبل إعلان إطلاق السيارة ذاتية القيادة بالكامل للشركة.
لم يتغير العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات كثيراً عند 4.07%. وتذبذب مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري.