مؤشرات وول ستريت عند مستويات قياسية والأنظار تركز على التضخم

يستعد المتداولون لصدور بيانات التضخم الرئيسية للاستدلال على مسار الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة

time reading iconدقائق القراءة - 7
لافتة شارع وول ستريت في نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
لافتة شارع وول ستريت في نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أرسل متداولو وول ستريت الذين يستعدون لبيانات التضخم الرئيسية، مؤشرات الأسهم إلى مستويات قياسية جديدة. وتراجعت سندات الخزانة، بينما حقق الدولار أطول سلسلة مكاسب له منذ أكثر من عامين.

عشية تقرير من المتوقع أن يظهر استمرار تباطؤ أسعار المستهلك، اقترب مؤشر "إس آند بي 500" من 5800 نقطة. وبلغ المؤشر رقمه القياسي الرابع والأربعين في عام 2024، مع قيادة أسهم التكنولوجيا مرة أخرى لهذا الصعود.

ارتفعت أسهم شركة "أبل" بنسبة 1.7%، في حين أوقفت "إنفيديا" مسيرة ارتفاع استمرت خمسة أيام، وانخفضت أسهم "تسلا" قبيل إطلاق "الروبوتاكسي" أو التاكسي ذاتي القيادة. انخفض سهم شركة "ألفابت" بنسبة 1.5% على خلفية أنباء تفيد بأن الولايات المتحدة تدرس تفكيك "غوغل" في قضية تاريخية لمكافحة الاحتكار في شركات التكنولوجيا الكبرى.

فرصة شراء

شهدت أسهم شركات التكنولوجيا الرئيسية تقلبات في كلا الاتجاهين في الآونة الأخيرة، ولكن الضعف يمثل فرصة شراء جذابة، وفق سوليتا مارسيلي، كبيرة مسؤولي الاستثمار في الأميركتين في "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management).

وقالت: "ما زلنا متفائلين بشأن قطاع التكنولوجيا، وكذلك آفاق الذكاء الاصطناعي، وعلى هذه الخلفية، نعتقد أنه يجب الاستفادة من التقلبات لبناء التعرض الطويل الأجل للذكاء الاصطناعي".

لم تتحرك الأسواق بالكاد بعد محاضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي أظهرت أن جيروم باول تلقى بعض المقاومة بشأن خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة في سبتمبر، حيث فضل بعض المسؤولين خفضاً أصغر.

قال ديفيد راسل من "ترايد ستايشن" (TradeStation) إن محاضر بنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم كانت "مملة "، وهو ما قد يكون في الواقع أمراً جيداً لمستثمري الأسهم. وأضاف أن صناع السياسات يتفقون على أن التضخم يتلاشى، ويرون ضعفاً محتملاً في نمو الوظائف. ويضيف: "هذا يبقي خفض أسعار الفائدة على الطاولة إذا لزم الأمر. خلاصة القول هي أن باول قد يكون مدعوماً من السوق مع اقتراب نهاية السنة".

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.7%، كما أضاف مؤشر "ناسداك 100" 0.8%. وارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 1%.

وتقدم العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات خمس نقاط أساس إلى 4.06%. وارتفع مؤشر "بلومبرغ" للدولار بنسبة 0.4%، للجلسة الثامنة على التوالي. واستقرت أسعار النفط مع تضخم مخزونات الخام الأميركية، ورصد المتداولين لخطط الصين للسياسة المالية.

تباطؤ التضخم

من المحتمل أن يكون التضخم في الولايات المتحدة قد تباطأ في نهاية الربع الثالث، مما يطمئن بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يحول المزيد من تركيزه نحو حماية سوق العمل.

يتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.1% في سبتمبر، وهو أصغر مكسب له في ثلاثة أشهر. وبالمقارنة مع العام السابق، ربما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 2.3%، وهو التباطؤ السادس على التوالي، والأهدأ منذ أوائل عام 2021. ومن المتوقع أن يرتفع المقياس الذي يستبعد فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، والذي يوفر رؤية أفضل للتضخم الأساسي، بنسبة 0.2% عن الشهر السابق، و3.2% عن سبتمبر 2023.

قال ماثيو ويلر من "سيتي أنديكس" و"فوركس دوت كوم"، إن "قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بتحويل تركيزه من التضخم إلى سوق العمل يعني أن بيانات التضخم، بما في ذلك مؤشر أسعار المستهلك غداً، من المرجح أن تصبح أقل تحريكاً للسوق مما كانت عليه".

وأضاف: "وعلى الرغم من هذه الملاحظة المنطقية، فإن تقرير مؤشر أسعار المستهلك لهذا الشهر يمكنه أن يدفع تقلبات السوق في أعقاب تقرير الوظائف الرائع يوم الجمعة، وهي القراءة التي تلمح إلى إمكانية تجدد المخاطر الصعودية للتضخم".

أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في" للأبحاث أن 42% من المستثمرين يتوقعون أن تكون ردة فعل السوق على مؤشر أسعار المستهلك "مختلطاً/لا يُذكَر"، في حين اعتبر 32% منهم أن ردة فعل السوق ستكون بـ"الابتعاد عن المخاطرة"، في حين 25% يعتقدون أن ردة الفعل ستكون "مغامرة".

وقال دينيس ديبوشير، مؤسس الشركة: "هناك تفاؤل بشأن التضخم بشكل عام". كما أشار إلى أن حصة المستثمرين الذين يتوقعون الركود انخفضت، بينما وصلت نسبة أولئك الذين يعتقدون أن الظروف المالية بحاجة إلى تشديد إلى أعلى مستوى لها منذ يونيو.

معادلة ارتفاع الأسهم وهبوط الاقتصاد السلس

لكي يستمر ارتفاع الأسهم، يجب أن يستمر التضخم في الانحسار، وأن يهبط الاقتصاد بسلاسة، وأن يظل نمو أرباح الشركات الأميركية قوياً ومتسعاً، وفق إد كليسولد من "نيد ديفيس للأبحاث".

وبينما يصادف يوم السبت الذكرى السنوية الثانية لسوق الصعود (مرحلة زمنية حيث يتوقع فيها أن ترتفع أسعار الأسهم)، فإن جزءاً مهماً من الارتفاع الحالي الذي كان مفقوداً لمعظم السنوات القليلة الماضية، قد يحفز المرحلة التالية من مكاسب الأسهم.

تفوقت الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة وأسهم النمو تاريخياً في السنة الثالثة من سوق الصعود، لكنها حالياً في ذروة الشراء مقابل الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة وأسهم القيمة، كما أشار كليسولد.

في الوقت نفسه، يقول المستثمر الملياردير بيل غروس إن الارتفاع الذي ساعد الأسهم الأميركية على مضاعفة قيمتها تقريباً على مدى السنوات الخمس الماضية بدأ يتضاءل، وينبغي للمستثمرين أن يتوقعوا عوائد منخفضة، ولكنها إيجابية على استثماراتهم.

ويوصي غروس بالحفاظ على التعرض لسوق الأسهم عند مستويات متوسطة، مع التركيز على الأسهم الدفاعية مع حصة صغيرة في السندات.

كتب غروس، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي السابق للاستثمار في شركة "باسيفيك إنفستمنت مانجمنت": "لا توجد سوق هبوطية، لكنها لم تعد نفس السوق الصاعدة".

تصنيفات

قصص قد تهمك