الصين تخيّب أمل الأسواق وتدفع أسعار النفط إلى الهبوط

هبطت أسعار النفط بعد أن أنهى كبير المخططين الاقتصاديين في الصين إحاطة كانت متوقعة للغاية يوم الثلاثاء من دون الإعلان عن تدابير تحفيز جديدة، مما أثار مزاجاً محفوفاً بالمخاطر في جميع الأسواق.

خسر كل من خام "برنت" القياسي العالمي وخام "غرب تكساس" الوسيط 4.6%، ما أدى إلى وقف مسيرة ارتفاع استمرت خمسة أيام.

وقالت لجنة التنمية والإصلاح الوطنية في الصين إنها واثقة من أن البلاد ستحقق أهدافها الاقتصادية هذا العام، لكن الافتقار إلى الإنفاق الجديد خيب آمال المستثمرين.

اعتبر تييري ويزمان، استراتيجي الصرف الأجنبي العالمي وأسعار الفائدة في "ماكواري"، أنه "إذا انتهت أسعار النفط على انخفاض اليوم، فربما يكون ذلك بسبب الصين، وليس الشرق الأوسط"، وتابع أن "خيبة الأمل - بالنسبة للتجار الذين يتوقعون رؤية إنفاق مالي جديد - هي التي خفضت أسعار معظم السلع الأساسية اليوم".

الأسواق عرضة لتوترات الشرق الأوسط

مع ذلك، لا تزال سوق النفط عرضة لتوترات الشرق الأوسط، إذ يترقب التجار رد إسرائيل على إيران في أعقاب هجوم صاروخي الأسبوع الماضي، مما أثار مخاوف بشأن اندلاع حرب شاملة. وقلصت أسعار النفط بعض الخسائر السابقة، بعد أن ذكرت شبكة "إن بي سي" أن إسرائيل لا تزال تفكر في ضرب منشآت الطاقة الإيرانية، من بين عدد من الخيارات.

انخفضت أسعار خام الحديد والمعادن الأساسية في أعقاب تعليقات اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، وسجلت أسهم هونغ كونغ أسوأ يوم لها منذ عام 2008، حيث انخفضت بنحو 10%. وقال المسؤولون الصينيون إنهم سيسرعون الإنفاق بينما كرروا إلى حد كبير خطط تعزيز الاستثمار.

اقرأ أيضاً

اقرأ أيضاً

بعدما صب بايدن الزيت على النار.. هل تضرب إسرائيل المنشآت النفطية والنووية الإيرانية؟

صبت الإدارة الأميركية الزيت على النار بعد إجابة الرئيس الأميركي جو بايدن عندما سئل عما إذا كان سيدعم ضرب إسرائيل لمنشآت النفط الإيرانية، قائلا: "نحن نناقش ذلك".

عمليات جني أرباح

كان الطلب على النفط من الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، سبباً رئيسياً للقلق بين المستثمرين، وانخفضت الأسعار في الربع الثالث إلى حد كبير بسبب تلك المخاوف.

وقال التجار إنه مع ارتفاع أسعار النفط الخام بأكثر من 7 دولارات للبرميل منذ أطلقت إيران الصواريخ لأول مرة على إسرائيل، فمن المرجح أيضاً أن يحجز بعض المستثمرين الأرباح بينما تنتظر الأسواق تطورات جديدة.

أشارت ريبيكا بابين، كبيرة المتداولين في مجال الطاقة في مجموعة "سي آي بي سي برايفت ويلث" إلى أنه "بعد الارتفاع الهائل الأخير، لن يكون من المستغرب أن نرى عمليات جني الأرباح. تميل العلاوات الجيوسياسية إلى التلاشي مع ظهور عدد أقل من الأخبار، حتى عندما تظل المخاطر الأساسية موجودة".

من ناحية أخرى، صعّدت إسرائيل من القتال ضد الجماعات المدعومة من إيران، مما أبقى السوق متوترة. يوم الثلاثاء، قالت القوات الإسرائيلية إن فرقة رابعة من الجيش يتم نشرها في لبنان، بعد أسبوع من بدء عملية برية ضد "حزب الله"، وإن حوالي 135 قذيفة أطلقتها الجماعة المدعومة من إيران على إسرائيل.

يمثل الشرق الأوسط ثلث إمدادات النفط الخام العالمية، وسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى ثني إسرائيل عن مهاجمة حقول النفط في طهران. ومن المقرر أن يسافر وزير الدفاع الإسرائيلي إلى واشنطن حيث تدرس البلاد كيفية الرد على هجوم إيران.

اقرأ أيضاً

اقرأ أيضاً

رغم التهديدات.. إيران تواصل شحن النفط من جزيرة "خارج"

لا تزال إيران تصدر النفط الخام من محطتها الرئيسية في جزيرة "خارج"، حتى بعد فرار أسطول من الناقلات من المياه القريبة، حيث كانت تنتظر عادة دورها لجمع الشحنات.

لا يزال مقياس التقلبات الضمنية لخام "برنت" قريباً من أعلى مستوياته في عام. كان هناك طوفان من خيارات الشراء - والتي تعود بالربح على المشترين عندما ترتفع العقود الآجلة - وأغلقت الأسعار أيضاً فوق بعض المتوسطات المتحركة الرئيسية طويلة الأجل.

من جهته، قال بيير أندوراند، مؤسس "أندوراند كابيتال مانجمنت"، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" إنه "في الأمد القريب، فإن الخطر هو ارتفاع الأسعار". وأضاف أنه في حين أن الرهانات المضاربية الصافية على ارتفاع أسعار خام "برنت" تقترب من أدنى مستوياتها القياسية، "فإننا نواجه الكثير من مخاطر العرض المحتملة في إيران".