بلومبرغ
شهدت أسعار خام الحديد انخفاضاً من أعلى مستوياتها في خمسة أشهر، كما تراجعت المعادن الأساسية، بعدما انتهى المؤتمر الصحفي المرتقب لأعلى هيئة تخطيط اقتصادي في الصين دون الإعلان عن تدابير جديدة لتعزيز الإنفاق الحكومي.
كان المستثمرون يترقبون بشدة إعلان اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح عن تحفيزات قوية، تُضاف إلى سلسلة السياسات التي أُطلقت في أواخر سبتمبر لدعم الاقتصاد المتعثر، إلا أن المؤتمر لم يسفر عن تعهدات ملموسة.
تهاوت العقود المستقبلية لخام الحديد في سنغافورة بنحو 4% بعدما ارتفعت بنفس النسبة في وقت سابق من الجلسة. وعُقد المؤتمر الصحفي بالتزامن مع إعادة فتح الصين أسواقها بعد عطلة عامة امتدت لأسبوع، مما زاد من خيبة أمل المستثمرين التي انعكست على السوق الصينية.
خيبة أمل المستثمرين في الصين
جيانغ هانغ، رئيس التداول في شركة "يونغ غانغ ريسورسز" (Yonggang Resources) في شنغهاي، قال: "كانت هناك توقعات بإعلان اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح عن تحفيزات بتريليونات اليوانات، لكنها لم تقدم أي شيء على الإطلاق".
وكانت العقود المستقبلية لخام الحديد قد ارتفعت بحوالي 20% منذ أواخر سبتمبر، بفضل التفاؤل بأن جهود بكين لدعم الاقتصاد ستُنهي فترة الركود العميق في قطاع الصلب الصيني، والذي تأثر بشدة بالأزمة العقارية المستمرة لأعوام.
مع ذلك؛ لا يزال المستثمرون ينتظرون إشارات واضحة تُثبت أن تعهدات الحكومة ستُترجم إلى نشاط اقتصادي فعلي. ورغم تأكيد اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح على تسريع وتيرة الإنفاق، إلا أن تصريحاتها حول الاستثمار ودعم الفئات منخفضة الدخل لم تأتِ بجديد.
تحفيزات صينية غير كافية
قالت جيا تشنغ، رئيسة قسم التداول في شركة "شنغهاي سوتشو جيوينغ إنفستمنت" (Shanghai Soochow Jiuying Investment)، إن المستثمرين "يشعرون بخيبة أمل" بعدما علقوا آمالاً عالية جداً على المؤتمر الصحفي للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح. وأوضحت أن الحفاظ على مكاسب الأسعار الأخيرة يتطلب تدفقات مالية إضافية.
انخفضت أسعار خام الحديد بنسبة 2.9% إلى 107.50 دولار للطن في بورصة سنغافورة في تمام الساعة 12:14 مساءً بالتوقيت المحلي. كما تراجعت أسعار النحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 1.3% إلى 9797.50 دولار للطن، لتتجه نحو أدنى مستوى إغلاق لها منذ 24 سبتمبر، فيما هبطت أيضاً أسعار الألمنيوم والزنك بأكثر من 1%.
وفي مذكرة قبل المؤتمر الصحفي للجنة، أشارت مجموعة "سيتي غروب" إلى أن المعادن الأساسية يجب أن تحظى بدعم مستمر بفضل "التغير الجوهري في سياسة الصين" خلال الشهر الماضي. ومع ذلك، حذرت المجموعة من أن المخاطر العالمية الأخرى، بدءاً من الانتخابات الأميركية وحتى ضعف النمو الاقتصادي في أوروبا وصراعات الشرق الأوسط، قد تُبقي الأسعار تحت السيطرة على المدى القريب.
واختتم جيانغ، من "يونغ غانغ" أن "التحفيزات الصينية حتى الآن لن تؤدي إلى تحسن كبير في أسعار المعادن الأساسية. نحتاج إلى رؤية تحسن حقيقي في الاستهلاك نتيجة التحفيز الاقتصادي قبل أن نشهد ارتفاعات كبيرة في الأسعار".