مؤشر "S&P" المرتفع بـ8 تريليونات دولار أمام اختبار موسم الأرباح الصعب

المؤشر ارتفع بـ20% منذ بداية العام مدفوعاً بتوقعات تخفيف السياسة النقدية والأرباح الثابتة

time reading iconدقائق القراءة - 7
لوحة إلكترونية تعرض بيانات الأسهم لمؤشر \"إس آند بي 500\" في بورصة نيويورك، أميركا، بتاريخ 3 يناير 2023
لوحة إلكترونية تعرض بيانات الأسهم لمؤشر "إس آند بي 500" في بورصة نيويورك، أميركا، بتاريخ 3 يناير 2023
المصدر:

بلومبرغ

يترقب المتداولون بحذر سلسلة من المخاطر بعد الانطلاقة القوية لسوق الأسهم بالولايات المتحدة هذا العام، بدءاً من المخاوف الاقتصادية ووصولاً إلى عدم اليقين بشأن أسعار الفائدة والقلق بشأن الانتخابات. لكن قد يكون العامل الأهم في استمرار ارتفاع الأسهم هو أرباح الشركات التي تعود إلى دائرة الضوء هذا الأسبوع.

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بحوالي 20% في 2024، مما أضاف أكثر من 8 تريليونات دولار إلى القيمة السوقية. جاءت هذه المكاسب مدفوعة إلى حد كبير بتوقعات تخفيف السياسة النقدية وتوقعات أرباح ثابتة.

لكن الأوضاع قد تتغير مع خفض المحللين توقعاتهم بشأن نتائج الربع الثالث، إذ يُتوقع أن تعلن الشركات المدرجة في مؤشر "إس آند بي 500" عن زيادة بنسبة 4.7% في أرباحها الفصلية مقارنة بالعام الماضي، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس. انخفضت هذه التوقعات من نسبة 7.9% في 12 يوليو، وستكون هذه أضعف زيادة خلال أربعة فصول، وفقاً لبيانات "بلومبرغ إنتليجنس". 

قال آدم باركر، مؤسس شركة "ترايفاريت ريسيرش (Trivariate Research): "سيكون موسم الأرباح أكثر أهمية من المعتاد هذه المرة. نحن بحاجة إلى بيانات ملموسة من الشركات".

تأجيل الإنفاق أم تباطؤ الطلب؟

على وجه الخصوص، يترقب المستثمرون معرفة ما إذا كانت الشركات تؤجل الإنفاق، أو إذا تباطأ الطلب، أو إذا كان هناك تغير في توجهات العملاء بسبب المخاطر الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي، بحسب باركر. أضاف: "بسبب الأحداث العديدة الجارية في العالم الآن، فإن الأرباح وتوجيهات الشركات ستكون مهمة بشكل خاص في هذه الفترة".

من المقرر أن تُعلن نتائج الشركات الكبرى هذا الأسبوع، حيث من المقرر أن تعلن شركة "دلتا إير لاينز" (.Delta Air Lines Inc) عن نتائجها يوم الخميس، بينما سيصدر كل من "جيه بي مورغان تشيس" (JPMorgan Chase & Co) و"ويلز فارغو" (Wells Fargo & Co.) نتائجهما يوم الجمعة.

قال بينكي تشادا، كبير استراتيجيي الأسهم الأميركية والعالمية في "دويتشه بنك سيكيوريتيز" (.Deutsche Bank Securities Inc): "عادة ما تكون مواسم الأرباح إيجابية للأسهم". لكنه أضاف أن الارتفاع القوي والمراكز الاستثمارية التي تفوق المتوسط المتوقع لموسم الأرباح الحالي تشير إلى أن رد فعل السوق قد يكون متحفظاً.

عقبات متعددة

العقبات التي تواجه المستثمرين حالياً معروفة، فالانتخابات الرئاسية الأميركية على بعد شهر واحد، حيث تتنافس الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب في سباق محتدم وعنيف.

بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة للتو، وعلى الرغم من التفاؤل بشأن هبوط اقتصادي سلس، لا تزال هناك تساؤلات حول مدى سرعة خفض البنك المركزي لتكاليف الاقتراض. بالإضافة إلى ذلك، يثير تصاعد الصراع في الشرق الأوسط مخاوف من ارتفاع التضخم مرة أخرى، حيث ارتفع سعر خام "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 9% الأسبوع الماضي، وهو أكبر ارتفاع أسبوعي منذ مارس 2023.

قال دينيس ديبوشير من "22 في ريسيرش" (22V Research): "الخلاصة هي أن التوقعات والتوجيهات ضعيفة، مما يشير إلى استمرار المخاوف بشأن الاقتصاد ويعكس بعض موسمية سنة الانتخابات". وأضاف: "هذا يساعد في جعل موسم التقارير حدثاً آخر لإزالة عدم اليقين".

بالإضافة إلى ذلك، والأمر الذي يعقّد الأمور أكثر، لدى المستثمرين المؤسسيين الكبار قدرة شرائية محدودة حالياً، والاتجاهات الموسمية للسوق ضعيفة.

المراكز الاستثمارية في الصناديق النظامية المتابعة للاتجاه تميل الآن نحو الجانب السلبي، وتُظهر مراكز سوق الخيارات أن المتداولين قد لا يكونون مستعدين لشراء أي أسهم عن الانخفاض. من المتوقع أن يبيع المستشارون التجاريون للسلع الأسهم الأميركية حتى لو ظلت السوق مستقرة في الشهر المقبل، وفقاً لبيانات من "غولدمان ساكس" (.Goldman Sachs Group Inc). كما أن صناديق التحكم في التقلبات، التي تشتري الأسهم عندما ينخفض ​​التقلب، لم يعد لديها مجال لزيادة الانكشاف.

يبدو أن التاريخ يقف في صف المتشائمين أيضاً. فمنذ عام 1945، عندما ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 20% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، سجل انخفاضاً في أكتوبر بنسبة 70% من الوقت، وفقاً لبيانات جمعتها "بيسبوك إنفستمنت ريسيرش" (Bespoke Investment Research). ربما ارتفع المؤشر بنسبة 21% هذا العام حتى سبتمبر.

التوقعات منخفضة

مع ذلك، هناك سبب للتفاؤل، حيث تم تخفيض سقف توقعات الأرباح، مما يمنح الشركات مجالاً أكبر لتجاوز التوقعات.

قالت إيلين هايزن، كبيرة استراتيجيي السوق في "إف إل بوتنام إنفستمنت مانجمنت" (F.L.Putnam Investment Management): "أصبحت التقديرات متفائلة قليلاً، والآن يتم تعديلها إلى مستويات أكثر واقعية. سيكون بالتأكيد من الأسهل تحقيق تفوق في الأرباح لأن التقديرات منخفضة الآن".

في الواقع، هناك العديد من البيانات التي تشير إلى أن الشركات الأميركية لا تزال تحظى بأساسيات قوية. من المتوقع أن يستمر دوران دورة الأرباح القوية في موازنة الإشارات الاقتصادية الضعيفة، مما يميل الكفة لصالح الأسهم، وفقاً لـ"بلومبرغ إنتليجنس". حتى أسهم الشركات الصغيرة، التي تأخرت عن نظيراتها ذات الرسملة الكبيرة هذا العام، من المتوقع أن تشهد تحسناً في هوامش الربح، كما كتب مايكل كاسبر من "بلومبرغ إنتليجنس".

تقرير الوظائف الصادر يوم الجمعة، والذي أظهر انخفاضاً غير متوقع في معدل البطالة، بدّد بعض المخاوف بشأن ضعف سوق العمل.

عامل آخر هو دورة التيسير الفيدرالية، التي كانت تاريخياً ميزة للأسهم الأميركية. فمنذ عام 1971، حقق مؤشر "إس آند بي 500" عائداً سنوياً بنسبة 15% خلال فترات خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس".

كانت هذه المكاسب أقوى حتى عندما كانت دورات خفض الفائدة تحدث في فترات غير ركودية. ففي تلك الحالات، حققت الأسهم ذات الرسملة الكبيرة عائداً سنوياً متوسطاً بنسبة 25% مقارنة بـ11% في فترات الركود، بينما حققت الأسهم ذات الرسملة الصغيرة مكاسب بنسبة 20% في الفترات غير الركودية مقارنة بـ17% في فترات الركود.

قال توم إساي، مؤسس ورئيس شركة "سيفنز ريبورت ريسيرش" (Sevens Report Research): "ما لم تكن الأرباح مخيبة للآمال بشكل كبير، أعتقد أن الفيدرالي سيكون له تأثير أكبر على الأسواق بين الآن ونهاية العام، ببساطة لأن الأرباح كانت ثابتة إلى حد كبير"، مضيفاً: "المستثمرون يتوقعون استمرار ذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك