بلومبرغ
انخفضت عملات الأسواق الناشئة يوم الأربعاء، مع تزايد المخاوف بشأن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، مما أثر على شهية المخاطرة، وسط خفض المتداولين لرهاناتهم على خفض كبير لأسعار الفائدة الأميركية.
أغلق مؤشر "إم إس سي آي" للعملات في العالم النامي منخفضاً قليلاً لليوم الثاني، حيث قاد البيزو التشيلي والفورنت المجري الانخفاضات. وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر الأسهم في الأسواق الناشئة بنسبة 1.3% ولامس أعلى مستوى له منذ فبراير 2022. ارتفعت الأسهم الصينية المدرجة في تايوان وسط عطلة في البر الرئيسي للصين، بعد سلسلة من تدابير التحفيز هناك.
مراقبة المزيد من البيانات
في الولايات المتحدة، جاءت بيانات الوظائف في القطاع الخاص أقوى من المتوقع يوم الأربعاء، مما يقوض الحجة لصالح إجراء تخفيضات كبيرة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والتي من شأنها أن تزيد من جاذبية أصول الأسواق الناشئة ذات العائد الأعلى.
وسوف يراقب المستثمرون عن كثب المزيد من بيانات سوق العمل الأميركية المقرر صدورها يومي الخميس والجمعة، لتقدير مسار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل أفضل.
في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار النفط، مما رفع قيمة البيزو الكولومبي، حيث تعهد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرد على إيران بعد ضربة صاروخية شنتها على إسرائيل. وتخشى القوى العالمية أن يتحول تصعيد الأعمال العدائية بين الخصوم إلى حرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال لويس استرادا، الاستراتيجي في "آر بي سي كابيتال ماركتس" إن الأسواق كانت "غير خائفة نسبياً في ما يتعلق بالتوتر المتزايد في الشرق الأوسط". وفي مكان آخر، قال: "كان التحفيز الصيني مفاجأة سارة للأسواق الناشئة".
انخفاض الفورنت المجري
انخفض الفورنت المجري إلى أدنى مستوى له في أكثر من عام مقابل اليورو، حتى مع تعهد بنكه المركزي بالحفاظ على سياسة نقدية "منضبطة ومحكمة". وقال استراتيجيو "بنك أوف أميركا" في مذكرة، إن الفورنت من المقرر أن يسجل أداءً أضعف، وسط مخاوف من تحول في قيادة البنك في مارس.
انخفض البيزو التشيلي بعد انخفاض النشاط الاقتصادي في الدولة الأنديزية بشكل غير متوقع، مما دعم الدعوات لمزيد من خفض أسعار الفائدة. وعلاوة على ذلك، هدد ارتفاع أسعار النفط بالضغط على الميزان التجاري للدولة المستوردة للوقود.
كانت العملة التشيلية هي الأفضل أداءً في الأسواق الناشئة منذ تحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لخفض أسعار الفائدة الشهر الماضي، وبدأت الصين في الكشف عن تدابير التحفيز.
ويتوقع استرادا أن يتلقى كل من البيزو التشيلي والريال البرازيلي الدعم من الطلب الصيني على صادراتهما من السلع الأساسية. ورفعت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني تصنيف البرازيل إلى قمة الدرجة الاستثمارية يوم الثلاثاء، لكن المكاسب المبكرة في الريال تلاشت يوم الأربعاء.
رئيسة المكسيك تدعم البيزو
تفوق البيزو المكسيكي على بقية العملات، حيث ارتفع بنحو 1% بعد أن تبنت رئيسة البلاد الجديدة نبرة معتدلة يوم الثلاثاء، وأشارت إلى الحاجة إلى المزيد من الاستثمار الخاص في مجال الطاقة، وهو ما قد يمثل بداية لإدارة أكثر ملاءمة للسوق مقارنة بإدارة سلفها.
وقال برتراند ديلغادو، مدير الأبحاث والاستراتيجية في "سوسيتيه جنرال": "في الوقت الحالي، الجميع يمنح الرئيسة الجديدة فرصة الشك". وأضاف أن العملات في أميركا اللاتينية قد تصمد بشكل أفضل وسط المخاوف بشأن الشرق الأوسط، حيث سيدعم الصراع أسعار صادرات السلع الأساسية في المنطقة.
بقي مؤشر "إم إس سي آي" للعملات في الأسواق الناشئة ثابتاً منذ بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة الشهر الماضي. وقال استرادا إن قوة الدولار المفاجئة خالفت التوقعات بتحقيق مكاسب أكبر في العالم النامي، مضيفاً أن الرهانات الممولة باليورو على الريال قد تؤتي ثمارها، لأن اقتصاد أوروبا يبدو أنه يتباطأ بشكل أسرع من الولايات المتحدة.