بلومبرغ
يسعى بنك "بي إن بي باريبا" لتسييل ضمانات حصته في قرض مقدم لوحدة "دونكيرك" (Dunkirk) التابعة لشركة "جيه إف جيه أليانس" (GFG Alliance)، وهي عملية بيع من شأنها أن تخفف قبضة الملياردير سانجيف غوبتا على أحد الأصول الرئيسية، في الوقت الذي يفكر فيه المقرضون الآخرون في الاستيلاء على مصهر الألومنيوم التابع له.
ويعمل البنك على إلغاء جزء من القرض الذي تبلغ قيمته 20 مليون دولار والذي حصل عليه غوبتا في عام 2018، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.
ورغم ضآلة المبلغ، إلا أن عملية البيع قد تمهد الطريق أمام مقرضين آخرين، بقيادة "ترافيغورا غروب" (Trafigura Group)، لاتخاذ إجراءات جديدة، ما يهدد لسيطرة غوبتا على وحدة الصهر.
وكان البنك الفرنسي أحد المقرضين الذين أحجموا عن مقاضاة شركة "ليبرتي إندستريز فرنسا" (Liberty Industries France)، والتي تعود لشركة "جيه إف جيه"، من أجل أكثر من 350 مليون دولار قيمة التزامات لم يقم المصهر بالوفاء بها منذ فترة طويلة.
ويمكن أن يزيل قرار "بي إن بي" واحدة من العقبات أمام اتخاذ إجراءات أكثر صرامة من قبل المقرضين الآخرين لتنفيذ شروط القرض.
موجة بيع القروض
وفي الأسابيع الأخيرة، باعت البنوك الأخرى، ومن بينها "مورغان ستانلي" و"ناتيكسيس" و"إندستريال آند كوميرشال بانك أوف تشاينا" و"آي سي بي سي ستاندرد بانك"، أو سعت إلى بيع القروض التي قدمتها إلى مصهر "ليبرتي" بسعر مخفض، حيث تكافح "جيه إف جيه" من أجل البقاء بعد انهيار أكبر داعميها "غرينسل كابيتال".
وقال الأشخاص المطلعون إن مستثمري الديون المتعثرين الذين اشتروا القروض – ومن بينهم "دافيدسون كيمبنير كابيتال مانجمنت" و"تريتون بارتنرز" قد يوحدون جهودهم مع "ترافيغورا" للسيطرة على المصهر.
وامتنع ممثلو "بي إن بي" و"دافيدسون كيمبنير" و"ناتيكسيس" و"ترافيغورا" و"تريتون" عن التعليق. وشهدت الفترة الماضية تقارير بشأن وجود خطط لبيع قروض "مورغان ستانلي" و"آي سي بي سي" (ICBC) و"آي سي بي سي ستاندرد بانك".
وكتب متحدث باسم "جيه إف جيه" في بيان أرسله بالبريد الإلكتروني: "يعد المصهر ضمن فئة التدفق النقدي الإيجابية بقوة ويتمتع ببعض أفضل ظروف السوق التي شهدتها الصناعة في السنوات العشر الماضية. كما أن توقعات الأرباح قبل الفوائد والإهلاك والاستهلاك والضرائب لهذا العام والعام المقبل أعلى من مجرد سداد كافة الديون".
محاولات للنجاة
وتعد "ليبرتي إندستريز فرنسا" واحدة من بضع وحدات من "جيه إف جيه" التي تمكنت من جمع التمويل عبر مجموعة من البنوك الدولية أثناء سعيها للحصول على تمويل للاستحواذ على المصهر من مجموعة "ريو تينتو غروب" (Rio Tinto Group). ورغم أنها لم تفوت سداد مدفوعاتها، لكنها انتهكت تعهدات القروض بشأن الإفصاح والمعاملات مع الأطراف ذات الصلة، وفقاً لبيانات المجموعة والأشخاص المطلعين على الأمر.
ودخلت الشركة في مفاوضات مع الحكومة الفرنسية للحصول على قرض لتخفيف آثار جائحة كوفيد منذ العام الماضي. وقال مسؤول في وزارة المالية إن المحادثات توقفت في مارس في خضم انهيار "غرينسل".
وتكافح "جيه إف جيه" (GFG Alliance)، وهي مجموعة ممتدة من شركات المعادن وتجارة السلع المملوكة لغوبتا وعائلته، لاستبدال 5 مليار دولار من خطوط الائتمان التي كانت تمتلكها مع "غرينسل".
وكانت المجموعة تسعى إلى جمع تمويل جديد للشركات في الوقت الذي كانت تصد فيه محاولات "كريدي سويس غروب"، التي اشترت قروض "جيه إف جيه" من "غرينسل"، لدفع الوحدات في المملكة المتحدة وأستراليا إلى الإفلاس.
وفي الأسبوع الماضي، باشرت ثلاث وحدات منفصلة تابعة لمجموعة "جيه إف جيه" الفرنسية في إجراءات "التوفيق" لدرء مخاطر الإفلاس والتوصل إلى اتفاق مع الدائنين.