بلومبرغ
تدفع التقارير حول إعادة هيكلة تلوح في أفق واحدةٍ من أكبر مديري الديون المعدومة في الصين، حاملة السندات إلى التفكير في سيناريوهات لم يكن من الممكن تصوّرها منذ وقت ليس ببعيد.
وبعدما انضمَّت شركة "تشاينا هوارونغ أسيت ماندجمنت كو" إلى عشرات الشركات المدرَجة في هونغ كونغ التي فشلت في الإعلان عن نتائج أعمال 2020 بحلول الموعد النهائي في 31 مارس، عزت المجموعة الإعلامية "كايكسن" (Caixin) سبب التأجيل إلى خطط إعادة هيكلة مالية ضخمة، وبدون المزيد من التفاصيل، تقبَّل المستثمرون الأنباء بشكل سلبي حتى الآن، برغم مجهودات "هوارونغ" لتبديد المخاوف.
زيادة كبيرة في العائد
وقفز العائد على سندات الشركة بقيمة 300 مليون دولار ذات عائد 3.375%، المستحقة في مايو 2022 إلى 14.3%، وهي زيادة نسبتها 12% منذ نشر التقرير- مما يضعها في صفوف السندات ذات التصنيف دون الدرجة الاستثمارية.
وارتفعت مقايضات التعثُّر الائتمانية لأجل خمس سنوات الخاصة بإحدى وحداتها لأكثر من الضعف إلى 492.4 نقطة أساس خلال الفترة نفسها، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، وفقاً لبيانات "بلومبرغ"، فيما يعدُّ تدهوراً خطيراً - ونادراً - في المعنويات تجاه شركة حكومية تلعب دوراً رئيسياً في الأسواق المالية.
ويعدُّ قرار بعض المستثمرين بالبيع مفهوماً، فلم تعد الشركات الحكومية محصَّنة من القوى السوقية في الوقت الذي يحيي فيه الرئيس، شي جين بينغ، حملة قديمة لتقليص الديون في النظام المالي، وتعاني "هوارونغ" من مشكلات في الحوكمة، وتحاول معالجتها، وحُكم على رئيس مجلس إدارتها السابق بالإعدام أوائل العام الجاري لتلقيه رشوة في محاكمة اشتهرت بسرعتها وقسوتها.
ولكنَّ عملية إعادة الهيكلة والإصلاح لا ينبغي أن ينتج عنها ألم لحاملي السندات، وفيما يلي بعض السيناريوهات المحتملة التي يتوقَّعها المحللون:
السيناريو الأساسي
لا خفض في قيمة السندات، ولا موجة بيع لأصول "هوارونغ انترناشونال" (Huarong International): تتفق "تشانيا هوارونغ" والمشرِّعون على أنَّ الشركة بإمكانها العودة للربحية بدون إلحاق خسائر بحاملي السندات، وفي هذا السيناريو، توافق السلطات على خطَّة تتخلَّص بموجبها الشركة من الوحدات غير الأساسية والخاسرة، وتحتفظ بـ"هوارونغ انترناشونال"، وهي الوحدة الخارجية التي تصدِّر وتضمن أغلب سنداتها الدولارية، ويراها المحللون أعمالاً غير أساسية.
وتعتزم الشركة الأم حالياً الاحتفاظ بـ"هوارونغ انترناشونال" بدون تغيير هيكل الملكية أو إعادة هيكلة ديونها، بحسب ما كشفت مصادر مطَّلعة على الأمر الأسبوع الماضي، وقال المحللون في "إتش إس بي سي هولدينغز" في وقت سابق: "لا ينبغي تماماً استبعاد احتمالية إعادة هيكلة الديون في "هوارونغ انترناشونال".
وقال محلل الائتمان في "نومورا" في هونغ كونغ، نيكولاس ياب، إنَّ الوحدات المرشَّحة للبيع هي "هوارونغ سيكيوريتيز" (Huarong Securities)، و"هوارونغ ليزينغ" (Huarong Leasing)، و"هوارونغ تراست" ( Huarong Trust).
وكتب ياب الأسبوع الماضي: "على الأرجح ستفضِّل الصين احترام البنود التي تنصُّ على ضمان الشركات الحكومية الرئيسية مثل "هوارونغ"، لأنَّ عدم فعل ذلك يقوِّض مصداقيتها".
وتقول ثو ها تشاو، مديرة محفظة في "لوميس سايلس انفستمنتس آسيا" (Loomis Sayles Investments Asia) في سنغافورة، إنَّ السلطات يمكن أن تستعين ببعض المستثمرين الاستراتيجيين، أو تبحث عن رأس مال جديد للمساعدة في إعادة رسملة الأعمال غير الأساسية، ومع ذلك، لا تزال ترى أنَّ حتى الفصل الجزئي أيضاً "سيكون معقَّداً".
الحل السريع
حل سريع، يتمثَّل في أن تدقق "تشاينا هوارونغ" تقريرها السنوي، وتنشره سريعاً، وتستأنف الأسهم تداولها في هونغ كونغ، وتؤكِّد السلطات الصينية دعمها للشركة من خلال ضخِّ رأسمال أو السماح للبنوك الحكومية بتقديم قروض جديدة للشركة.
وكتب محللو "إتش إس بي سي"، في تقرير بتاريخ 8 أبريل: "ما سيكون بمثابة أنباء جيدة هو إصدار الحكومة بياناً يقول على سبيل المثال، إنَّ أيَّ حادثة ائتمانية في مؤسسة مالية مثل "تشاينا هوارونغ" غير مقبولة من المنظور السياسي".
وقال أوين غاليمور، مدير استراتيجية التداول في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية المحدودة، إنَّ هذا السيناريو هو الأقل احتمالية، وأوصى بتخفيف وزن الشركة في المحفظة، وقال، حتى إذا ساعدت الحكومة "هوارونغ"، فإنَّ العائد على المخاطر غير جذَّاب.
السيناريو الأسوأ
مفاوضات مطوَّلة مع المشرِّعين؛ يتضمَّن هذا السيناريو عدم نشر تقرير سنوي، بالإضافة إلى تعليق أطول لتداول الأسهم، وغموض أكبر لحاملي السندات، ويواصل فيه "المستثمرون والبنوك خفض ممتلكاتهم من أصول الشركة" خوفاً من أيِّ شطب للقيمة، وفقاً لغاليمور.
وسيتوقَّع المستثمرون إعادة هيكلة للشركة بالأخير، وسيعاني حاملو السندات الخارجية، كما قد تكافح "تشاينا هوارونغ" وشركاتها التابعة لإعادة تمويل ديونها المحلية والخارجية المستحقَّة مع ارتفاع تكاليف الاقتراض.
وقالت ثو ها تشاو: "في ظلِّ المخاطر الكبيرة التي تواجه إعادة التمويل، من الأهمية أن توضِّح "هوارونغ" الوضع"، في حين قال المحللان شيوين دينغ وكيث تشان من "إتش إس بي سي": "قد يؤدي نقص الوضوح إلى "مشكلات سيولة حقيقية" في "هوارونغ انترناشونال" بالنظر إلى ديونها المستحقَّة "الهائلة".