الشرق
يُتوقع أن يجذب طرح شركة "أوكيو" العُمانية لوحدتها الخاصة باستكشافات النفط المستثمرين الأجانب، بخلاف دول الخليج، الذين تناهز حصتهم في بورصة مسقط 4.5%، بما قد يُسهم في تسليط المزيد من الضوء على أداء بورصة مسقط.
تتطلع شركة الطاقة الحكومية العُمانية "أوكيو" (OQ) لجمع حوالي ملياري دولار من خلال طرح عام أولي لحصة 25% من أسهم وحدتها للاستكشاف والإنتاج خلال شهر أكتوبر المقبل، في صفقة قد تكون الأكبر من نوعها بتاريخ السلطنة.
وتُقدّر كامل قيمة شركة "أو كيو للاستكشاف والإنتاج" بحوالي 8 مليارات دولار، وفقاً لوكالة "بلومبرغ". كانت "أوكيو" طرحت العام الماضي وحدتها لخطوط أنابيب الغاز في اكتتاب عام جمع 749 مليون دولار، بالإضافة إلى وحدة الحفر "أبراج لخدمات الطاقة".
جذب المستثمرين الأجانب
من شأن الطرح المرتقب أن يحفز ويجذب سيولة جديدة، وخاصة الأجنبية منها، وتحديداً بعد نجاح الطرحين السابقين للمجموعة "أوكيو لشبكات الغاز" و"أبراج"، إذ ترى ماري سالم المحللة لدى "الشرق" أن "تواضع حصة المستثمرين الأجانب هو الذي كان يحد من تسليط الضوء على بورصة مسقط التي تسجل ثاني أفضل أداء في المنطقة"، ويأتي هذا الطرح بحسب قولها في وقت "يتعطش فيه المستثمرون إلى الفرص الجديدة". مع الإشارة إلى أن حصة مواطني دول مجلس التعاون في بورصة مسقط تتجاوز 18% والعُمانيين ما يقارب 77%.
عزم الشركة الحكومية على طرح وحدة الاكتشافات الخاصة بها بقيمة تصل إلى ملياري دولار، سيجعل منها الطرح الأهم في السوق المالية العُمانية، والأكبر في دول الخليج منذ طرح "أدنوك" للغاز العام الماضي. وتتجاوز قيمة هذا الطرح مجموع الطروحات في بورصة مسقط على مدار العشر سنوات الماضية التي شهدت 16 طرحاً بإجمالي يناهز 1.5 مليار دولار.
وعود بتوزيعات كبيرة
لجذب المستثمرين، تخطط الشركة العُمانية لتوزيع أرباح سنوية قدرها 600 مليون دولار من عام 2024 حتى 2026. كما تعتزم دفع توزيعات مرتبطة بالأداء تعادل 90% من التدفقات النقدية بعد الاستثمارات في عامي 2025 و2026، بحسب بيان صادر عن "أوكيو".
تشهد الطروحات الأولية في الأسواق الخليجية زخماً مستمراً ما يساعد بورصات المنطقة على الارتقاء لمستويات الأسواق العالمية، وينعكس ذلك من خلال تصنيف معظم الشركات الخليجية المدرجة حديثاً في المؤشرات العالمية مثل "فوتسي" و"إم إس سي أي".
يأتي الطرح العام الأولي لذراع "أوكيو" للاستكشافات، والوعد بتوزيع الأرباح، في وقت تراجعت فيه أسعار خام برنت الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2021 بسبب مخاوف تتعلق بالطلب العالمي. علماً أن عُمان هي عضو في تحالف "أوبك+".
حتى الآن، جمعت الشركات حوالي 4 مليارات دولار عبر الاكتتابات العامة في بورصات الخليج هذا العام، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ". وتتوقع "إي إف جي هيرميس" (EFG Hermes) أن يستمر هذا الازدهار في نشاط الطروحات خلال العامين الحالي والمقبل.