الزخم الرياضي في السعودية يفتح آفاقاً جديدة لشركات القطاع الخاص

المملكة تطمح لأن يصل حجم السوق الرياضية المحلية إلى نحو 100 مليار ريال خلال 6 إلى 7 سنوات

time reading iconدقائق القراءة - 5
حي الملك عبد الله المالي في العاصمة السعودية الرياض - المصدر: بلومبرغ
حي الملك عبد الله المالي في العاصمة السعودية الرياض - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

دفع توجه السعودية إلى الاهتمام بالرياضة ضمن مساعيها لتنويع اقتصادها وتشجيع السياحة، إلى فتح آفاق جديدة لشركات القطاع الخاص، وبدأت تتضح معالم ذلك في توجهات الشركات الاستثمارية.

أحدث هذه العلامات تبرز في توقيع شركة "دار المعدات الطبية والعلمية"، اتفاقية توزيع حصرية مع شركة "جينجي" (GenGee)، المتخصصة في بيع تقنيات تحليل أداء لاعبي الأندية الرياضية وتسويقها.

الشركة المدرجة في سوق الأسهم السعودية، قالت في إفصاح يوم الخميس، إن "جينجي" تستخدم "تقنيات متطورة لجمع البيانات المتعلقة بأداء اللاعبين وتحليلها في مختلف الرياضات، وأجهزة استشعار وأنظمة متخصصة لجمع بيانات عن حركة اللاعبين"، وفق البيان. من شأن هذه البيانات أن "تساعد الفرق والأندية الرياضية على فهم نقاط قوة وضعف لاعبيها، وتحسين أدائهم بشكل عام. 

بركات بن سعود العريفي الرئيس التنفيذي لـ "دار المعدات" اعتبر الاتفاقية الحصرية "نقلة نوعية" لأنشطة الشركة حيث تعمل تقنية "جينجي" على "إحداث ثورة في كيفية تحليل أداء كرة القدم وتعزيزه، وذلك بالاعتماد على جمع البيانات الدقيقة والتفسير الخوارزمي المبتكر لها". توقع أن يظهر الأثر المالي لتوقيع الاتفاقية على نتائج أعمال شركة "دار المعدات" في الربع الأول من 2025، وفق بيان صادر عن الشركة. 

تتضمن خطة المملكة للاستثمار الرياضي 15 مجالاً رئيسياً، بما في ذلك التكنولوجيا في الرياضة، والخدمات الرياضية، والطب الرياضي، والسياحة الرياضية، وغيرها، وتتوقع الحكومة أن يساهم القطاع الخاص بما يصل إلى 5.3 مليار دولار سنوياً بالناتج المحلي الإجمالي في المستقبل.

فرص تطور القطاع، دفعت الشركات إلى زيادة استثماراتها في المملكة. أبرز العلامات على ذلك تمثل في نية الشركة الألمانية "جيم 80" (gym 80) المصنّعة لمعدات الصالات الرياضية، افتتاح أول فروعها وأول استثماراتها في المملكة بحلول العام المقبل، وفقاً لما كشفه مديرها الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ياسر أحمد في تصريحات سابقة لـ"الشرق".

شركة "لجام الرياضية"، المدرجة في السوق السعودية، قالت أيضاً في نتائجها الفصلية، إنها أطلقت خلال الربع الثاني من العام الجاري مشروعين لأكاديميتين إحداهما متخصصة في الفنون القتالية وأخرى لكرة القدم، وذلك بهدف استكشاف فرص النمو في قطاعات رياضية جديدة.

ولتعزيز مكانتها في القطاع الرياضي، قامت الشركة خلال الربع الثاني بالاستحواذ على 55% في شركة "Sports Hub" المتخصصة في إدارة وتنظيم الفعاليات والأنشطة الرياضية الجماهيرية.

رئيسها التنفيذي عدنان الخلف، قال في تصريحات سابقة لـ"الشرق"، إنها قامت بالشراكة مع "برجيل" الإماراتية بإنشاء شركة متخصصة في العلاج الطبيعي تعمل بالسعودية.

تعمل السعودية على تعزيز قطاع الرياضة، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للدولة. قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تصريحات سابقة إن مساهمة الرياضة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة ارتفعت من 0.4% سابقاً، إلى 1.5%، مؤكداً على الاعتماد على تعزيز حصة الرياضة من الاقتصاد السعودي، وأهميتها في زيادة عوائد السياحة في المملكة.

تعتزم السعودية تشييد 11 ملعب كرة قدم في مناطق مختلفة من البلاد، في إطار مخططها لاستضافة فعاليات كأس العالم 2034، ليصبح مجموعها 15 ملعباً، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية في نهاية يوليو الماضي، عن ملف الترشح. 

توقع مدير تطوير استثمارات قطاع الرياضة في وزارة الاستثمار السعودية باسم إبراهيم، في تصريحات سابقة لـ"الشرق"، ارتفاعاً في قيمة سوق الرياضة في السعودية بنسبة 250% لتصل إلى 84 مليار ريال (نحو 22.4 مليار دولار) بحلول عام 2030. وقال وقتها إن الوزارة تهدف إلى جذب استثمارات في عدة مجالات في هذا القطاع، من بينها الطب الرياضي.

تبلغ قيمة السوق الرياضية في المملكة حالياً نحو 30 مليار ريال، وفقاً لتصريحات سابقة لوزارة الاستثمار على هامش "منتدى الاستثمار الرياضي البريطاني السعودي" الذي أقيم في لندن خلال يونيو الماضي.

تتجه السعودية نحو مستقبل يتخطى الاعتماد على النفط، إذ تنفق بسخاءٍ على قطاعات جديدة، كما يستثمر الصندوق السيادي السعودي المليارات في العديد من القطاعات الجديدة التي تندرج تحت برنامج "جودة الحياة"، على غرار الرياضة. ويُقدر حجم الإنفاق الحكومي على قطاع الرياضة في السعودية نحو 60 مليار ريال سنوياً مع توقعات بتزايده في السنوات المقبلة. 

تصنيفات

قصص قد تهمك