وول ستريت ترى خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في سبتمبر أمراً محسوماً

محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في يوليو يكشف عن توافر مقومات خفض الفائدة

time reading iconدقائق القراءة - 8
لافتة تشير إلى شارع \"وول ستريت\" في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
لافتة تشير إلى شارع "وول ستريت" في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ارتفعت مؤشرات الأسهم وانخفضت عائدات السندات، إذ عزز محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير -والمراجعة الهبوطية الكبيرة لكشوف الأجور الأميركية- الرهانات على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر.

صعدت كل المجموعات الرئيسية تقريباً في مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500)، ليستكمل ارتفاعه في أغسطس واقترابه من أعلى مستوى له على الإطلاق. وتفوق أداء سندات الخزانة قصيرة الأجل، إذ انخفضت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 10 نقاط أساس قبل تقليص هبوطها. وعاد المتداولون لتوقع خفض الفائدة بإجمالي يتخطى نقطة مئوية واحدة بحلول نهاية هذا العام، بدءاً من الشهر المقبل.

في الفترة التي تسبق خطاب جيروم باول يوم الجمعة في جاكسون هول، يتفحص المتداولون محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير. إذ اعترف العديد من مسؤولي البنك المركزي بوجود سبب معقول لخفض أسعار الفائدة في اجتماعهم في يوليو قبل أن تصوت لجنة السياسة بالبنك المركزي بالإجماع على إبقاء أسعار الفائدة عند نفس مستوياتها.

خفض الفائدة في سبتمبر

قال جيمي كوكس من "هاريس فاينانشال غروب" (Harris Financial Group): "أزال محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي كل الشكوك حول خفض أسعار الفائدة في سبتمبر. تتمثل استراتيجية الاتصال التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي في جعل اجتماعاته أقل من كونها حدثاً مؤثراً في السوق، وهم يتبعون النص حرفياً".

يرى بريت كينويل من "إي تورو" (eToro)، أنه في ظل كون "الأغلبية العظمى" من أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي ينظرون إلى خفض سعر الفائدة في سبتمبر باعتباره مناسباً، قبل تقرير الوظائف الشهري المخيب للآمال، يبدو من المؤكد أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض سعر الفائدة الشهر المقبل.

وقال: "السؤال ليس ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، بل مقدار الخفض؟". وأوضح: "السوق تضع حاليا احتمالات أكبر لخفض بمقدار 25 نقطة أساس بدلاً من 50 نقطة أساس، وهو ما يبدو وكأنه النتيجة الأكثر ترجيحاً في هذه المرحلة، بشرط ألا يكون تقرير الوظائف لشهر أغسطس مخيباً للآمال بشكل كبير".

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" إلى مستوى 5620 نقطة. صعد سعر سهم "تارغت كورب" بنسبة 10% بعد إنهاء سلسلة من انخفاضات المبيعات في الربع الثاني، بسبب تحسن الإنفاق التقديري. خفضت شركة "Macy’s Inc" توقعاتها للمبيعات لبقية العام.

انخفضت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 3.79%. واصلت أسعار النفط انخفاضها إلى أدنى مستوياتها في أكثر من ستة أشهر.

أداء "S&P 500" في فترة جاكسون هول

تنطلق أعمال ندوة جاكسون هول الاقتصادية يوم الخميس، ومن المتوقع أن يتحدث رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باول صباح الجمعة. ويتزامن ذلك مع تسجيل مؤشر "إس آند بي 500" ثاني أقوى أداء سنوي حتى الآن منذ عام 2000، وفقاً للبيانات التي جمعتها مجموعة "بيسبوك إنفستمنت غروب" (Bespoke Investment Group).

وأوضحت "بيسبوك" أنه في حين أن أداء المؤشر في الفترة التي تسبق "جاكسون هول" كان إيجابياً هذا العام، إلا أن المؤشر ارتفع فقط في ثلث الحالات السابقة خلال الندوة، بمتوسط ​​انخفاض قدره 1.37% خلال الأيام القليلة التي تنعقد فيها. وسجل المؤشر أيضاً انخفاضات متوسطة في اليوم التالي والأسبوع وخلال اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي التالي. أي خلال فترة ثلاثة أسابيع تقريباً بعد اليوم الأخير من "جاكسون هول".

بيئة داعمة للأسهم


قال مارك هاكيت من "نيشن وايد" (Nationwide): "استقرت التقلبات التي شهدناها الشهر الماضي، مع انحسار المخاوف الكلية، وتم إعادة ضبط التوقعات، واستخدم المستثمرون الضعف كفرصة لزيادة التعرض للمخاطر". وأضاف أنه قبل جاكسون هول، من المرجح أن تتبع وول ستريت "نهج الانتظار والترقب حتى يوم الجمعة".

ومع استعداد الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة من المستويات المقيدة، واستمرار أساسيات الاقتصاد والأرباح القوية، تظل البيئة داعمة للأسهم، وفق سوليتا مارسيلي. في "يو بي إس غلوبال أسيت مانجمنت". وأشارت إلى أن "أهدافنا السعرية الرئيسية لنهاية العام ويونيو 2025 لمؤشر (إس آند بي 500) تظل عند مستويات 5900 نقطة و6200 نقطة على التوالي".

تعتقد مارسيلي أن أسهم شركات النمو عالية الجودة لا تزال في وضع جيد للتفوق من حيث الأداء. وأشارت إلى أن الشركات التي تتمتع بمزايا تنافسية وتعرض للمحركات الهيكلية يجب أن تكون في وضع أفضل للنمو وإعادة استثمار أرباحها باستمرار.

صحة سوق العمل

في حين أن المراجعة السنوية لنمو كشوف الأجور لن تؤثر عادة على التداول، إلا أنها حظيت بمتابعة هذه المرة بسبب المخاوف الأخيرة من تباطؤ سوق العمل أكثر من المتوقع وسط ارتفاع أسعار الفائدة. ويُرجح تعديل عدد العاملين على كشوف الأجور بمقدار 818 ألف وظيفة خلال الـ12 شهراً حتى مارس. فيما يُعد أكبر مراجعة بالخفض منذ 2009.

قال نيل دوتا من "رينيسانس ماكرو ريسرش": "الرسالة الرئيسية من المراجعات في ذهني هي تعزيز مدى عدم منطقية السماح لتقرير الوظائف التالي بأن يكون العامل المحدد فيما إذا كان سيتم رفع الفائدة 25 أو 50 نقطة أساس في سبتمبر"، و"ما تشير إليه بيانات المراجعة هذه هو أنه مهما كان رقم كشوف الأجور التالي، فمن المحتمل أن يكون أقل في الواقع".

يقول كريشنا جوها، من "إيفركور"، إن المراجعات الكبيرة لكشوف الأجور ستعزز تقييم الاحتياطي الفيدرالي بأن سوق العمل تتراجع تحت وطأة السياسة النقدية التقييدية، وأنه سيحتاج إلى إعادة معايرة أسعار الفائدة في الوقت المناسب لمنع الأمر من التوسع أبعد من المطلوب.

وكل هذا يؤيد "احتمالات أقل" نسبياً لخفض أسعار الفائدة مرة واحدة بمقدار 50 نقطة أساس. تظل الحالة الأساسية هي خفضها 25 نقطة أساس أكثر من مرة.

ومن "ستراتيجاس"، يقول دون ريسميلر إن الحجة لصالح خفض أسعار الفائدة أصبحت أقوى. وأشار إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى التحقق من صحة دورة خفض أسعار الفائدة هذه، وهو ما يعني على الأرجح تخفيضات متعددة للفائدة، مشيراً إلى خطاب باول يوم الجمعة في جاكسون هول.

 

ترى جينيفر ماكيون من "كابيتال إيكونوميكس" أن محافظي البنوك المركزية من غير المرجح أن يقدموا الكثير من التوجيهات المستقبلية في ندوة جاكسون هول، مفضلين التأكيد على "اعتمادهم على البيانات".

وأشارت إلى أنه "نظراً لأن معظم الاقتصادات تتوسع، فإن التضخم يتراجع مرة أخرى إلى الهدف، واستقرت الأسواق المالية بعد ذعر الركود قبل بضعة أسابيع، فإن الضغط عليهم لتوجيه الأسواق بات أقل مما كان عليه الحال في الأحداث الماضية. لكنهم يخاطرون بإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة للغاية لفترة طويلة جداً".

تصنيفات

قصص قد تهمك