مؤشرات الأسهم الأميركية تفشل في استكمال الصعود مع تحول الأنظار لسوق العمل

توقعات بمراجعات هبوطية ضخمة لأرقام كشوف الأجور

time reading iconدقائق القراءة - 8
متداولون يتابعون أسعار الأسهم والرسوم البيانية ويدونون ملاحظات في قاعة التداول ببورصة نيويورك - الشرق/بلومبرغ
متداولون يتابعون أسعار الأسهم والرسوم البيانية ويدونون ملاحظات في قاعة التداول ببورصة نيويورك - الشرق/بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

واجهت مؤشرات الأسهم الأميركية صعوبة في استكمال الارتفاع، في أعقاب الصعود العنيف الذي دفعها بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق.

أدى انخفاض الأسهم إلى توقف ما كان يمكن أن يكون أطول سلسلة مكاسب متواصلة لمؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) منذ 20 عاماً. وفي تناقض صارخ مع "الزخم السلبي الشديد" خلال عمليات البيع المذعورة في أوائل أغسطس، سيطرت "النشوة". وفي ثمانية أيام فقط، صعد مؤشر الأسهم الأميركية بما يقرب من 8%، مع عودة التمركز إلى مستويات مجهدة. في الأسبوع الماضي فقط، أُضيفت مراكز شرائية جديدة بما يقرب من 16 مليار دولار إلى العقود الآجلة لمؤشر "إس آند بي 500"، وفق "سيتي غروب".

وفي إشارة أخرى على سيادة التفاؤل في السوق، ضخ عملاء "بنك أوف أميركا كورب" مبلغ 2.7 مليار دولار في الأسهم الأميركية خلال أفضل أسبوع في العام بالنسبة لمؤشر "إس آند بي 500"، في ظل قيادة " الأموال الذكية" التدفقات الداخلة. وقال "غولدمان ساكس" إن ما يُسمى بأتباع الاتجاه "لم يعودوا يمثلون تحدياً" ومن المتوقع أن يكونوا مشترين للأسهم هذا الأسبوع، بغض النظر عن كيفية تحرك الأسواق.

مسايرة الزخم

قال كيني بولكاري من "سلات ستون ويلث" (SlateStone Wealth): "المستثمرون المسايرون للزخم هم الذين يقودون السوق. الآن تتجه الأحجام نحو الانخفاض مع اقترابنا من نهاية الشهر. التحركات مبالغ فيها نتيجة لذلك وستواصل على هذا النهج. وأعتقد أن الارتفاع الأخير هو دليل على هذه المبالغة".

ومن "ميلر تاباك"، قال مات مالي إنه سيكون "صحياً" إذا أخذت سوق الأسهم استراحة لمدة يوم أو يومين. وأشار إلى أنه "لا يوجد سوق تتحرك في خط مستقيم".

انخفض مؤشر "إس آند بي 500" إلى ما دون مستوى 5600 نقطة. قاد سهم "إنفيديا كورب" -الذي صعدت قيمته 25% تقريباً في ستة أيام- هبوط أسعار أسهم الشركات الضخمة. تراجع سعر سهم "بنك أوف أميركا" بعد أن باعت "بيركشاير هاثاواي" التابعة لوارن بافيت المزيد من الأسهم. خفضت شركة "Lowe's Cos" توجيهاتها للعام بأكمله. وسجل سعر سهم "نتفلكس" مستوى قياسياً. ارتفعت أسهم شركة "بالو ألتو نتوركس" (Palo Alto Networks) بفضل توقعات متفائلة وبعد تعزيز برنامج إعادة الشراء الخاص بها.
هبطت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار ست نقاط أساس إلى 3.81%. تخلف الدولار الكندي عن معظم أقرانه الرئيسيين مع تباطؤ التضخم في كندا، مما عزز الرهانات على خفض أسعار الفائدة. واستقر سعر النفط مع مراقبة التجار للتطورات في محادثات الهدنة في غزة.

"مصيدة الثيران"


قال دان وانتروبسكي، من "جاني مونتغمري سكوت"، إنه يواصل توقع استمرار قوة سوق الأسهم على المدى القريب، لكنه يظل في "حالة تأهب قصوى" لموجة تصحيحية أخرى ربما تكون أكبر خلال الفترة من أغسطس إلى أكتوبر.
أوضح وانتروبسكي: "إذاً، ماذا يحدث عندما يكون كل شيء وكل شخص مراهناً على الصعود. من منظور التوقيت، نحن نتجه إلى فترة حيث قد يكون هناك احتمال كبير لحدوث حدث سيولة، فالرسوم البيانية، وتمركز المتداولين، والمعنويات كلها ضعيفة للغاية في الوقت الحالي من وجهة نظرنا. نحن نشم رائحة "مصيدة ثيران" أمامنا. لكن نأمل أن نكون مخطئين".
بعد أن أغلق مؤشر "إس آند بي 500" آخر مرة عند مستويات ذروة الشراء في 23 يوليو، ضربته موجات بيعية بسرعة وانتقل إلى منطقة ذروة البيع "المتطرفة" في 13 يوماً فقط، وفقًا لمجموعة "بيسبوك إنفستمنت غروب" (Bespoke Investment Group). وبنفس السرعة التي انتقل بها المؤشر إلى منطقة ذروة البيع القصوى، عاد إلى مستويات ذروة الشراء.
قال استراتيجيو "بيسبوك": "قد تصعد السوق عادة بالدرج إلى الأعلى، على أن يستقل المصعد في الهبوط (أي الهبوط أسرع)، لكن في هذه الحالة، استقلت السوق المصعد في كلا الاتجاهين!".

نظرة تاريخية


منذ الحرب العالمية الثانية، لم تكن هناك سوى 10 أحداث أخرى انتقل فيها مؤشر "إس آند بي 500" من مستويات ذروة البيع إلى التشبع البيعي القصوى، ثم عاد إلى مستويات التشبع الشرائي في أقل من خمسة أسابيع.

في حين أن اتساق العائدات الإيجابية لمؤشر "إس آند بي 500" كان أفضل قليلاً من المعتاد، إلا أن حجم العائدات مقارنة بالمتوسطات التاريخية كان مختلطاً، حسبما أشارت "بيسبوك". وكان متوسط ​​العائدات لمدة شهر وثلاثة وستة أشهر أفضل قليلاً من المتوسط ​​الطويل الأجل، ولكن متوسط ​​المكاسب لمدة عام واحد كان أقل كثيراً من متوسط ​​ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وخلص الاستراتيجيون إلى أنه "رغم أن الأسهم شهدت تحركات مذهلة في الشهر الماضي، فإننا نحذر من محاولة قراءة الكثير (جيداً أو سيئاً) في سرعة الانتعاش".

"نفاد الذخيرة"

قال سكوت روبنر، من "غولدمان ساكس"، في مذكرة مؤرخة يوم الإثنين، إن زخم المتداولين وزيادة عمليات إعادة شراء الشركات لأسهمها يعدون بدفع ارتفاع الأسهم الأميركية خلال الأسابيع الأربعة المقبلة.

روبنر، الذي توقع بشكل صحيح حدوث تصحيح في أواخر الصيف ونصح في أواخر يونيو بتقليص التعرض للأسهم الأميركية بعد الرابع من يوليو، تحول إلى التفاؤل من الناحية التكتيكية قائلاً إن التمركز والتدفقات الحالية "ستعمل بمثابة عوامل داعمة مع نفاد ذخيرة البائعين (أي السيولة المتاحة لديهم)".

قال جيسون دراهو من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت": "إن الزخم القوي للأسعار والانتكاسات السريعة الحادة كما شهدناها خلال الشهر الماضي هي سمة من سمات الأسواق المالية الحديثة، وليست خطأ". و"ينبع هذا من تأثير السوق بقوة ببنك الاحتياطي الفيدرالي، وعدم اليقين في الاقتصاد الكلي، وسلوك قطيع المستثمرين، والاستخدام المتزايد للمنتجات المرتبطة بالمؤشر لإدارة التمركز".

مراجعات أرقام سوق العمل الأميركية

وبصرف النظر عن التدفقات الاستثمارية والمراكز، فإن الارتفاع الأخير كان مدفوعاً أيضاً بالرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي سيشير إلى أنه يقترب من خفض أسعار الفائدة. قبل أيام قليلة من خطاب جيروم باول في جاكسون هول، من المتوقع أن تجذب المراجعات الرئيسية لكشوف الأجور الأميركية انتباه وول ستريت.

ويتوقع الاقتصاديون في مصرفي "غولدمان ساكس" و"ويلز فارغو" أن تظهر المراجعات القياسية الأولية للحكومة يوم الأربعاء أن نمو الأجور في العام حتى مارس كان أضعف بمقدار 600 ألف وظيفة على الأقل من التقديرات الحالية. وبينما يتوقع اقتصاديو "جيه بي مورغان" انخفاضاً بنحو 360 ألفاً، يشير "غولدمان" إلى أنها قد تصل إلى مليون وظيفة.

قال دينيس ديبوسشير، مؤسس شركة "22 في ريسرش" (22V Research): "نعتقد أن ما يدفع الفائدة للانخفاض اليوم/خلال الأسبوع الماضي هو التركيز المفرط على مراجعات كشوف الأجور. يبدو أن الناس يفترضون أن المراجعة الهبوطية الكبيرة من شأنها أن تزيد من احتمالات إشارة (الاحتياطي الفيدرالي) لتخفيضات أكثر قوة في أسعار الفائدة في جاكسون هول. يبدو ذلك عادلاً. كما أن هذا لا يعني أن احتمالات الركود ترتفع".

توافر شروط تيسير السياسة النقدية

بالنسبة إلى أنتوني ساغليمبيني من "أميربرايز" (Ameriprise)، فإن التقدم المستمر في مكافحة التضخم، وظروف العمل المعتدلة ولكن التي لا تزال صحية، والتحديثات الاقتصادية التي تشير إلى اتجاهات استهلاكية ثابتة من المرجح أن تسمح لبنك الاحتياطي الفيدرالي بالبدء بشكل مريح في خفض سعر الفائدة في سبتمبر.

وأشار إلى أنه من منظور السياسة النقدية، سواء كان خفض الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس الشهر المقبل ليس أمراً مهماً حقاً. الأمر المهم -والذي لم يغب عن المستثمرين خلال الأسبوع الماضي- هو أن التحديثات المتعلقة بالعمالة ونشاط الخدمات والتضخم والمستهلك تشير جميعها إلى بيئة اقتصادية لا تزال صحية، ولكنها تسمح لبنك الاحتياطي الفيدرالي بالبدء في تيسير السياسة النقدية.

وأضاف: "هكذا يبدأ الهبوط السلس من وجهة نظرنا. بالطبع، ليس هناك ما يضمن أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سينجح في النهاية، لكنك بحاجة إلى توافر الظروف للبدء، ويبدو أن لدينا هذه الظروف أخيراً اليوم".

تصنيفات

قصص قد تهمك