بلومبرغ
ارتفعت عملات آسيا إلى أعلى مستوياتها خلال سبعة أشهر مع تراجع مخاوف حدوث ركود في الولايات المتحدة والمراهنات على خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الشهر المقبل وتحسن الأوضاع المحلية، مما رفع معنويات المستثمرين في المنطقة.
صعد مؤشر بلومبرغ الذي يقيّم أداء عملات دول آسيوية أمام الدولار 0.6% يوم الاثنين إلى أعلى مستوياته منذ يناير. تصدر الوون الكوري الجنوبي والرينغيت الماليزي صعود العملات في المنطقة وسط التوقعات المتفائلة إزاء النمو، وارتفع البات التايلندي بفضل تراجع وتيرة التوترات السياسية.
قال كريستوفر وونغ، محلل الصرف الأجنبي لدى "أوفرسيز تشاينيز بانكينغ كورب" (Oversea-Chinese Banking Corp) : "الأجواء تبدو مواتية، إذ تتلاشى مخاوف حدوث الركود في الولايات المتحدة، في حين يظل زخم النمو في المنطقة معتدلاً. كما يوجد مجال أمام العملات الآسيوية باستثناء اليابان للتعافي، إذ تميل البنوك المركزية في الأسواق المتقدمة للتيسير النقدي بشكل كبير".
ارتفع الرينغيت 1.5% إلى 4.3678 مقابل الدولار، وهو أعلى مستوى منذ فبراير 2023. يوم الجمعة، أعلنت ماليزيا عن زيادة أقوى من المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني على أساس سنوي، في حين ضخت الصناديق العالمية أكبر قدر من السيولة في سوق الأسهم منذ يونيو.
امتدت مكاسب البات إلى 34.409 مقابل الدولار، وهو أعلى مستوى منذ يناير، بعد أن فازت باتونغتارن شيناواترا يوم الجمعة بعدد كافٍ من الأصوات في البرلمان لتولي مهام رئيسة الوزراء التايلندية.
تهدئة التوترات السياسية
ساعد تعيين باتونغتارن في تهدئة المخاوف إزاء الفراغ السياسي لفترة طويلة بعد إطاحة المحكمة الدستورية بسلفها، فقد تواجه العملة عقبات في المستقبل وسط تقارير تفيد بأن الحكومة الجديدة قد تلغي برنامج توزيع أموال رقمية بقيمة 14 مليار دولار. كما ستكون العلاقة بين الحكومة الجديدة وبنك تايلندا محل اهتمام المتابعين مرة أخرى بسبب انتقادات رئيسة الوزراء الجديدة للبنك المركزي في وقت سابق.
خفض خبراء اقتصاديون لدى مصرف "غولدمان ساكس" نهاية الأسبوع احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة خلال العام المقبل إلى 20% من 25%، بفضل بيانات مبيعات التجزئة وطلبات إعانة البطالة التي جاءت أفضل من المتوقع الأسبوع الماضي. قال الخبراء أيضاً إنهم أصبحوا "أكثر ثقة" في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع السياسة النقدية في سبتمبر.
يمثل تراجع المخاوف بشأن الركود لدى أكبر اقتصاد في العالم عاملاً إيجابياً بالنسبة للدول الآسيوية التي توجه إنتاجها نحو التصدير. ارتفع الوون الكوري الجنوبي 1.5% إلى 1331.35، وهو أعلى مستوى منذ مارس. ارتفع البيزو الفلبيني 1% إلى 56.66 مقابل الدولار، وهو أكبر مكسب له منذ نوفمبر.
الأنظار تتجه إلى المركزي الياباني
ارتفع الين بنحو 1.2% إلى 145.87 مقابل الدولار، حيث ترقب المتعاملون معرفة ما إذا كان محافظ بنك اليابان كازو أويدا سيقدم إشارات حول مسار رفع أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي أثناء حديثه أمام البرلمان في 23 أغسطس.
انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.3%، حيث يترقب المتعاملون خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الاجتماع المقرر في "جاكسون هول" خلال وقت لاحق من الأسبوع لمعرفة أي إشارات بشأن خفض أسعار الفائدة.
أظهر مؤشر الطلب الكلي على خيارات الشراء للمراهنة على ارتفاع الدولار مقابل خيارات البيع للمراهنة على هبوطه، انقسام المتعاملين بشأن الاتجاه الذي يجب التحوط ضده، بعد أن دفعوا ثمن الرهانات على ارتفاع العملة الأميركية خلال الفترة المتبقية من العام.
كما ارتفعت أسهم آسيا يوم الاثنين، إذ صعد مؤشر "إم إس سي آي" القياسي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بنحو 1% ليتجه نحو أعلى مستوى عند الإغلاق في شهر.
قال تومو كينوشيتا، محلل السوق العالمية لدى "إنفيسكو أسيت مانجمنت جابان" (Invesco Asset Management Japan): "تتوقع السوق صورة أكثر إشراقاً للاقتصادات الآسيوية في الفصول المقبلة". ويتوقع أن يخصص المستثمرون المزيد من الأموال لشراء الأسهم الآسيوية، وخاصة لدى الهند وإندونيسيا وماليزيا.