الشرق
بعد أداء قوي لشركات التأمين الإسلامي في منطقة الخليج خلال العامين الماضيين وتوقعات إيجابية باستمراره هذا العام، يواجه القطاع تحديات قد تعيق نموه في العام المقبل. فاشتداد المنافسة وخفض معدلات الفائدة واحتمالية حدوث تقلبات في الأسواق المالية، كلها عوامل قد تضغط سلباً على نمو شركات القطاع في 2025، بحسب تقرير لـ"إس آند بي غلوبال ريتينغز".
توقع التقرير أن تشتد المنافسة بين شركات التأمين في بعض الأسواق الخليجية، وهو ما قد يؤدي، إلى جانب خفض أسعار الفائدة المتوقع بدءاً من سبتمبر واحتمالية حدوث المزيد من التقلبات في الأسواق المالية، إلى انخفاض حاد في الأرباح في 2025، في حال أخفقت الشركات في الحفاظ على انضباط عمليات الاكتتاب لديها.
رغم أن التقرير استبعد أن يكون السيناريو الأساسي لحرب غزة هو اتساعها لتكون نزاعاً إقليمياً، إلا أنه يرى أنه إن حدث فقد يؤثر سلباً على معنويات الأعمال في أرجاء منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك منطقة الخليج، ويقلل من آفاق النمو ويضعف المحافظ الاستثمارية لدى شركات التأمين الخليجية.
نمو قوي بدعم سعودي
للعام الحالي، تتوقع "إس آند بي" نمو قطاع التأمين الإسلامي في منطقة الخليج بنسبة تتراوح بين 15% و20%، مع إيرادات تتجاوز 20 مليار دولار. وأشارت إلى أن السوق السعودية ستظل، كما كان الحال في العامين الماضيين، المحرك الرئيسي لنمو الإيرادات في منطقة الخليج. كونه الأكبر في المنطقة وفي ضوء انتعاشة اقتصادية تشهدها المملكة، إضافة إلى مواصلة الجهات المعنية خفض عدد المركبات غير المؤمنة، وتطبيق تغطيات طبية إلزامية جديدة.
وبحسب التقرير، تشير نتائج النصف الأول من العام الجاري إلى أن صافي الأرباح قد يشهد تحسناً أكبر هذا العام، بعد أن أعلنت شركات التأمين الإسلامية الخليجية عن نتائج قياسية العام الماضي. ارتفع صافي الربح الإجمالي في القطاع إلى نحو 967 مليون دولار في عام 2023، من نحو 100 مليون دولار أميركي في 2022. وارتفعت الإيرادات للعامين الماضيين بنسب تراوحت بين 20% و25%.
استمرار الاندماجات
وللتغلب على التحديات، رجّح التقرير أن تظل عمليات الاندماج احتمالاً وارداً بين الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم. خاصة في السعودية والإمارات والكويت، في ظل إخفاق العديد من شركات التأمين الإسلامية في الوفاء بشروط متطلبات رأس المال.
أدت المنافسة القوية وتزايد المتطلبات التنظيمية بالفعل إلى العديد من عمليات الاندماج في قطاع التأمين الإسلامي بالخليج. فوفق التقرير، شهدنا خلال السنوات القليلة الماضية اندماج نحو خُمس شركات التأمين الإسلامية في السعودية، وما يقرب من ثلث الشركات في الإمارات.