بلومبرغ
هددت عملية احتيال محتمله بقيمة 40 مليون دولار بمحو جزء كبير من أرباح شركة "أو إس بي غروب"، نتيجة تورط عميلها المتخصص بأعمال تأجير آلات البيانو الرفيعة المستوى، في تلك العملية.
وتقدّمت الشركة البريطانية العاملة في مجال القروض، بطلب لوضع شركة "دويت كابيتال هولدينغز" Duet Capital (Holdings) Ltd. تحت الإدارة الخاصة، وهو شكل من أشكال الإفلاس في بريطانيا، وتواصلت مع سلطة السلوك المالي بشأن الاحتيال المشتبه به، وفقاً للطلبات التي قدمتها الشركة ومصادر مطلعة على الأمر.
وقال المصادر إن "دويت" تؤجر آلات البيانو لبعض المدارس الداخلية البريطانية رفيعة المستوى، وإنها توسعت مؤخراً في الاستثمار العقاري بكرواتيا.
وتراجعت أسهم "أو إس بي" بعد أن حذرت في وقت سابق هذا الشهر من أن المخالفات المحتملة، المتعلقة بطرف ثالث مجهول، قد تؤدي إلى خسارة ائتمانية تصل إلى 29 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل حوالي 12% من أرباحها المقدّرة لعام 2020، لكن لم تتضح بعد الطبيعة الدقيقة لعملية الاحتيال المشتبه بها وهوية الجناة المزعومين.
ورفضت متحدثة باسم "أو إس بي" في مقرها الرئيسي بتشاتام في كينت التعليق. كما لم تعلق متحدثة باسم سلطة السلوك المالي، ولم تستجب "دويت" لطلبات التعليق المتعددة.
البنوك المنافسة
وتعتبر "أو إس بي" واحدة مما يسمى بالبنوك المنافسة والتي تم إنشاؤها لمواجهة المقرضين البريطانيين في أعقاب الأزمة المالية. وبينما أشاد المسؤولون المنظمون بالمنافسة المتزايدة، كان عليهم أيضاً التعامل مع عدة مشكلات، ففي عام 2019، تبين أن "مترو بنك" Metro Bank Plc أخطأ في تصنيف حجم المخاطر لأعداد كبيرة من قروضه. وحذّر بنك إنجلترا من أن المقرضين سريعي النمو ربما يقللون من شأن المخاطر التي تتعرض لها نماذج أعمالهم بسبب الانكماش.
ويتخصص البنك، بقيادة رئيسه التنفيذي آندي غولدينغ، في الرهن العقاري التجاري والإقراض التجاري. وفي 17 مارس، قالت "أو إس بي" إنها أصبحت على علم "مؤخراً" بالاحتيال المشتبه به، والذي يرتبط بتمويل مؤمن ضد "مستحقات الإيجار والأصول الثابتة الأساسية". وأجّل البنك نشر نتائجه السنوية حتى 8 أبريل، وعيّن شركة المحاسبة "سميث آند ويليامسون" Smith & Williamson LLP، لتتولى إدارة "دويت".
توسّع "دويت"
وقالت "سميث آند ويليامسون" في بيان لها: "بصفتنا مديرين مشاركين، نهدف أساساً إلى تحقيق أفضل النتائج لدائني الشركة، بما في ذلك الموظفين في مكاتبها القائمة بأشفورد في كينت. سيستمر العمل التجاري ولكننا نفكر في أفضل السبل لتحقيق هذا الهدف. نحن ندرس جميع الخيارات بما في ذلك بيع الشركة".
وتُظهر الأوراق أن "أو إس بي" بدأت في إقراض "دويت" لأول مرة في عام 2015. كما تم دعم بعض صفقات التأجير بقروض مقدّمة من قبل "كلوز براذرز غروب"Close Brothers Group Plc، وهو بنك تجاري مقره لندن. ورفض آندي دونالد، المتحدث الخارجي باسم "كلوز براذرز" التعليق.
واستناداً إلى أوراق الشركة، قامت "دويت" بتأجير آلات البيانو وغيرها من الآلات إلى المدارس، بما في ذلك "هارو" التي كان ونستون تشرشل واحداً من تلاميذها السابقين، في حين يضم عملاؤها "رويال كونزرفاتوار أوف سكوتلاند".
272 ألف دولار لكل بيانو
وتشير الحسابات إلى أن الشركة، والتي تبلغ قيمة كل بيانو منها 227,100 دولار بحسب موقعها الإلكتروني، عملت أيضاً مع صانع البيانو، ستينواي آند سانز، Steinway & Sons في الولايات المتحدة، وناقشت مع مستشاريها اكتتاباً عاماً أولياً في سوق الاستثمار البديل في لندن. وليس لدى الشركة أية روابط بشركة استثمارية تحمل نفس الاسم بمدينة لندن.
وتأسست "أو إس بي" في عام 2011 من قبل شركة التمويل، "جي سي فلاورز آند كو" JC Flowers & Co، المملوكة لقطب "وول ستريت" جيه كريستوفر فلاورز، بعد إنقاذ جمعية "كينت ريلايانس بيلدينغ سوسايتي" السابقة. وانضمت الشركة إلى موجة ظهور مقرضين بريطانيين جدد بعد الأزمة المالية، لكي تنافس البنوك الكبرى في البلاد.
وقال محللون إنه من المرجح أن تتغلب "أو إس بي" على الاحتيال المزعوم، لكنهم حذروا أيضاً من احتمالية أن يسلط ذلك الضوء على مخاوف أوسع.
وقال محللون في "باركليز بي إل سي": "يبدو التأثير المباشر محدوداً نسبياً رغم أن هذا قد يثير عدداً من الأسئلة غير المباشرة حول إدارة مخاطر البنك".