بلومبرغ
ساعدت التعليقات الحذرة من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، على توسيع نطاق صعود مؤشرات الأسهم الأميركية الذي بدأ مع ارتفاع شركات التكنولوجيا الرئيسية، حيث سجلت السوق أفضل يوم تداول متزامن مع إعلانات الاحتياطي الفيدرالي، منذ عامين.
شهدت الأسهم انتعاشاً قوياً، إذ ارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 3%، في حين صعدت أسهم "إنفيديا" بنسبة 13%، مضيفة قيمة قياسية قدرها 329 مليار دولار إلى قيمتها السوقية، بعد توصية محلل متفائل.
في التداول ما بعد إغلاق السوق، ارتفعت أسهم شركة "ميتا" بفضل مبيعاتها التي فاقت التوقعات، كما قدمت شركة "كوالكوم"، أكبر بائع لمعالجات الهواتف الذكية في العالم، توقعات قوية للإيرادات. وتراجعت عوائد سندات الخزانة إلى جانب الدولار.
وقال باول إن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة "في أقرب وقت ممكن" في سبتمبر. وجاءت تعليقاته في مؤتمر صحفي بعد قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بترك سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية من دون تغيير، في نطاق يتراوح بين 5.25 إلى 5.5%، وهو المستوى الذي حافظت عليه منذ يوليو الماضي.
كما أجرى صناع السياسات عدة تعديلات على لغة البيان الصادر بعد اجتماعهم الذي استمر يومين. والجدير بالذكر أن اللجنة تحولت إلى القول إنها "منتبهة للمخاطر" على التفويضين الممنوحين لها، أي استقرار الأسعار وسوق العمل، بدلاً من الصياغة المسبقة التي تركز فقط على مخاطر التضخم.
وقال نيل دوتا من "رينيسانس ماكرو ريسيرش" (Renaissance Macro Research)، إن "المؤتمر الصحفي أكثر تشاؤماً إلى حد ما من البيان"، مضيفاً: "بشكل عام، يبدو بالتأكيد أن اللجنة تنتظر من أجل الانتظار فقط، فباعتراف باول الشخصي، تشير جميع البيانات بالفعل إلى الاتجاه الذي يريد الفيدرالي رؤيته!".
ارتفع صندوق متداول في البورصة بقيمة 563 مليار دولار يتتبع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.6%. إلى جانب مكاسب بنسبة 1% في صناديق الاستثمار المتداولة لسندات الخزانة طويلة الأجل، كان الارتفاع عبر الأصول يوم الأربعاء هو الأكبر خلال العام لجلسات تأتي بعد الإعلان عن السياسة النقدية.
قفز مقياس "بلومبرغ" لـ"العظماء السبعة" (ميتا، أبل، مايكروسوفت، تسلا، أمازون، إنفيديا، ألفابت) بنسبة 3.5%، في حين أضاف مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة، 0.5%.
وواصلت سندات الخزانة مكاسبها، وقفزت أسعار النفط في تداولات ما بعد إغلاق السوق، إذ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إيران أمرت بالانتقام من إسرائيل لقتلها أحد قادة "حماس" على أراضي إيران. وارتفع الين بعد أن رفع بنك اليابان أسعار الفائدة، وأعلن عن خطط لخفض مشتريات السندات.
خفض أسعار الفائدة
تؤدي التغييرات في بيان بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى ترسيخ التحول في اللهجة بين العديد من صناع السياسات، بما في ذلك باول، الذين يدركون المخاطر المتزايدة على سوق العمل. ومن المرجح أيضاً أن تعزز التوقعات بين الاقتصاديين والمستثمرين بخفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي يومي 17 و18 سبتمبر.
وقال بيتر بوكفار، من "ذا بووك ريبورت" (the Boock Report) إن "باول يريد أن يقول اليوم: دعونا نفعل ذلك، لكنه في الوقت نفسه يعلم أنه ليس مضطراً إلى الالتزام، قبل أن يحصل على المزيد من الوقت والبيانات".
أظهرت مقايضات أسعار الفائدة، أن المتداولين يسعرون بشكل كامل تخفيضاً بربع نقطة مئوية في سبتمبر، ونحو 70 نقطة مئوية هذه السنة.
قال ديفيد راسل من "ترايد ستايشن" (TradeStation)، إن "البيانات تحركت في اتجاه باول، وهو الآن يستعد للمتابعة". وأضاف: "بيانات الوظائف يوم الجمعة ومؤشر أسعار المستهلكين خلال أسبوعين هي النقاط الكبيرة التالية. إذا سارت الأمور على ما يرام، فيمكننا الحصول على رسائل أكثر وضوحاً من باول في جاكسون هول في أواخر أغسطس".