بيانات التضخم في أميركا تمنح وول ستريت بعض الدعم

ارتفعت كل مجموعة رئيسية في مؤشر "إس آند بي 500" بفعل الآمال بقرب خفض الفائدة

time reading iconدقائق القراءة - 9
لافتة شارع وول ستريت أمام بورصة نيويورك في نيويورك ، الولايات المتحدة ، يوم الأربعاء ، 9 نوفمبر 2022. - المصدر: بلومبرغ
لافتة شارع وول ستريت أمام بورصة نيويورك في نيويورك ، الولايات المتحدة ، يوم الأربعاء ، 9 نوفمبر 2022. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

حصلت سوق الأسهم الأميركية على دفعة في نهاية أسبوع جامح، بعد أن عززت البيانات الاقتصادية الرئيسية التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يمهد الطريق لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر.

ارتفعت كل مجموعة رئيسية في مؤشر "إس آند بي 500" يوم الجمعة، بفعل رهانات على أن دورة التيسير التي يحتمل أن ينفذها الاحتياطي الفيدرالي، ستستمر في تغذية الشركات الأميركية، وسط توسع السوق الصاعدة إلى ما هو أبعد من مجموعة ضيقة من الشركات.

وفي حين تمتعت شركات التكنولوجيا الكبرى بمكاسب هائلة هذا العام، فإن القلق بشأن "مخاطر التركيز" أصبح في الواجهة، بعد بداية مخيبة للآمال لموسم إعلان الأرباح.

جاء التناوب إلى الأسهم الحساسة اقتصادياً والذي سيطر في يوليو، في أعقاب بيانات جيدة بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وجد المستثمرون الذين رأوا لعدة أشهر بدائل أقل لمجموعة صغيرة من الشركات الصاعدة في وول ستريت، فجأة المزيد من الخيارات.

وتفوقت أسهم الشركات المالية والصناعية والسلع الأساسية إلى حد كبير على أسهم شركات التكنولوجيا. وارتفعت أسهم الشركات الصغيرة بنسبة 10% بفضل الرهانات على أنها ستحقق نتائج أفضل، في حال انخفضت تكاليف الاقتراض، نظراً لأعباء ديونها المرتفعة.

"تناوب لم نشهده منذ عقود"

قال جورج ماريس، من "برينسيبال أسيت مانجمنت" (Principal Asset Management): "لقد رأينا هذه القوة في الشركات الصغيرة، وهو تناوب كبير لم نشهده منذ عقود". وأضاف: "بما أننا نرى احتمال توسع الأرباح وتعافيها، فسنشهد حماساً أكبر للشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة. سيكون هناك دعم لهذا التناوب لفترة طويلة".

عززت البيانات الاقتصادية الصادرة يوم الجمعة تلك الرهانات. إذ ارتفع المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم الأساسي في الولايات المتحدة، والذي يسمى مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، بوتيرة معتدلة في يونيو، في حين ظل الإنفاق الاستهلاكي قوياً. وبشكل منفصل، تراجعت معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة في يوليو إلى أدنى مستوى لها منذ ثمانية أشهر.

قال تيم ماكدونو من "كي ويلث" (Key Wealth.): "لا يزال بإمكان بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يضع أوراقه على الطاولة في اجتماع يوليو، ويمهد الطريق لتطبيق التخفيض الأول في سبتمبر".

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.1%، كما صعد مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 1.6%، ومؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1%. من جهته، ارتفع مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة بنسبة 1.7%. 

وحقق بناة المنازل رقماً قياسياً، وارتفعت أسهم شركة "ثري إم" (3M) الشهيرة في تصنيع أوراق الملاحظات اللاصقة، بأكبر قدر منذ عام 1980 على الأقل، بفضل التوقعات الصعودية. وانخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار خمس نقاط أساس إلى 4.19%.

خلفية اقتصادية قوية

قال كوينسي كروسبي من "إل بي إل فاينانشيال" (LPL Financial) إن "استمرار الشركات الصغيرة في رؤية التدفقات على الرغم من المد والجزر السياسي، والإشارات الاقتصادية المختلطة، يعد مؤشراً على رؤية المستثمرين لخلفية اقتصادية قوية مقترنة بانخفاض أسعار الفائدة".

يأتي التناوب من شركات التكنولوجيا الكبرى، بعد ارتفاع هائل في أسهمها دفع مؤشر "إس آند بي 500" إلى ما يقرب من 40 مستوى قياسياً هذا العام وحده.

وتفوقت نسخة متساوية الوزن من مؤشر "إس آند بي 500"، حيث تحمل شركات مثل "إنفيديا"، نفس الثقل الذي تتمتع به "دولار تري" (Dollar Tree Inc)، على مؤشر الأسهم الأميركية للأسبوع الثالث على التوالي.

يعد هذا تحولاً ملحوظاً في المقياس الذي تأخر عن مؤشر الأسهم الأميركية لعدة أشهر. يأتي ذلك في الوقت الذي يدفع فيه التفاؤل بشأن التيسير النقدي في نهاية المطاف المستثمرين بعيداً عن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تُصور على أنها أكثر أماناً.

قال كريغ جونسون، من شركة "بايبر ساندلر" (Piper Sandler): "لقد كان هناك تحول كبير من أسهم النمو أي الشركات ذات رأس المال الكبير، إلى أسهم القيمة أي الشركات الصغيرة والمتوسطة، ونعتقد أن ذلك سيستمر".

وأضاف أن "مؤشرات الاتساع لدينا أكدت هذا التناوب الزلزالي، إلى جانب الأدلة الفنية التي تشير إلى أن المستثمرين قلقون من مخاطر تركيزهم في شركات العظماء السبعة، وغيرها من الشركات الرائدة ذات رأس المال الضخم".

تقارير الأرباح

من المرجح أن يشير بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، إلى خططه لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، وفقاً لخبراء اقتصاديين استطلعت "بلومبرغ نيوز" آراءهم، وهي خطوة يقولون إنها ستبدأ التخفيضات كل ربع، حتى عام 2025. 

يقول ما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين في الاستطلاع إن الاحتياطي الفيدرالي سيستخدم تجمع الأسبوع المقبل لتمهيد الطريق لخفض بمقدار ربع نقطة في الاجتماع التالي في سبتمبر.

اعتبر ديفيد راسل من "ترايد ستايش" (TradeStation) في تعليقات تناولت أحدث بيانات التضخم: "يبدو أن المد قد تحول أخيراً"، مضيفاً: "يمكن للمستثمرين الآن التركيز على الأرباح الكبيرة الأسبوع المقبل، والقلق بشكل أقل بشأن الأسعار والفائدة".

من جهته، أشار كروسبي إلى أن تقارير الأرباح التي ستصدر في الأسبوع المقبل عن مجموعة كبيرة من شركات التكنولوجيا العملاقة، ستكون اختباراً حاسماً للسوق التي تحاول العثور على اتجاه وسط بيانات اقتصادية مختلطة، ونمط موسمي سلبي تاريخياً".

مخاطر مرتفعة

في الواقع، سوف يبحث المتداولون في مجموعة كبيرة من إعلانات نتائج شركات التكنولوجيا الكبرى. لقد كانت المخاطر مرتفعة بالفعل بالنسبة للمجموعة قبل موسم الأرباح هذا، وزادت بشكل ملحوظ بعد انخفاض أسهمها بسبب النتائج المخيبة للآمال هذا الأسبوع من شركتين من هذه الشركات العملاقة. من المقرر أن تعلن شركات "أبل" و"مايكروسوفت" و"أمازون" و"ميتا" عن نتائجها الأسبوع المقبل.

قال مات مالي من شركة "ميلر تاباك كو" (Miller Tabak + Co) إنه "من المحتمل أن تظل مسألة الأرباح هي الأكثر أهمية مع انتقالنا إلى شهر أغسطس"، مضيفاً: "إذا استمر موسم الأرباح هذا في الضغط على أسهم التكنولوجيا، فهناك فرصة جيدة في أن يتسبب ذلك في تناوب المستثمرين نحو الأموال النقدية، بدلاً من أسهم الشركات الصغيرة".

كما أن الارتفاع في أسهم أكبر شركات التكنولوجيا الأميركية معرض لخطر التلاشي بشكل أكبر إذا استمر الاقتصاد الأميركي في التباطؤ، وفق مايكل هارتنت من "بنك أوف أميركا".

وقال الخبير الاستراتيجي – المتفائل بشأن السندات للنصف الثاني من عام 2024 – إن علامات التباطؤ الاقتصادي من شأنها أن تغذي التناوب نحو الأسهم التي تأخرت عن أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة باهظة الثمن هذا العام.

وأضاف هارتنت أن البيانات الأخيرة تشير إلى أن الاقتصاد العالمي "مريض"، مضيفاً أن فقدان شركات التكنولوجيا الكبرى لهيمنتها على مسافة "تقرير واحد سيئ للوظائف". 

الخوف من خفض الفائدة

والآن هذه نصيحة من شركة "ستراتيغاس" (Strategas): "الخوف على الأسواق والأرباح من تخفيض الفائدة، وليس التوقف المؤقت".

تميل السوق إلى الأداء بشكل أفضل بكثير خلال الفترة ما بين آخر رفع للفائدة في دورة التشديد، وأول خفض لها في دورة التيسير، وفق جيسون دي سينا ​​ترينيرت وريان جرابينسكي من "ستراتيغاس".

في المتوسط، تصل السوق إلى أدنى مستوياتها بعد 213 يوماً، وتنخفض ​​بنسبة 23% بعد أول خفض من بنك الاحتياطي الفيدرالي في سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة. انخفضت الأرباح التشغيلية لمؤشر "إس آند بي 500" بحوالي 10% في المتوسط ​​خلال الـ12 شهراً التي أعقبت التخفيف الأول، وفقاً للشركة.

تصنيفات

قصص قد تهمك