بلومبرغ
انهارت أسهم شركة "ديلفرو" في أولى أيام تداولها ببورصة لندن بعد إنجاز الطرح العام، حيث تخلى المستثمرون عن شركة توصيل الطعام بسبب ممارساتها ضد العمال واشكاليات تتعلق بالحوكمة مع وجود فئة مميزة لأسهم رئيسها التنفيذي.
وانخفض السهم بنسبة تصل إلى 31% في الدقائق الأولى من تعاملات اليوم الأربعاء، ليكون الأداء الأسوأ منذ عقود لسهم، في أول أيام تداوله بالمملكة المتحدة. وأغلق متراجعاً بنسبة 26% عن سعر الطرح إلى 287.45 بنساً.
قيمة الطرح
جمعت شركة خدمات توصيل الطعام "ديلفرو" 1.5 مليار جنيه إسترليني (2.1 مليار دولار) في طرح عام أولي، ثار الجدل بشأنه، مما زاد من الضغط على جهود لندن لتعزيز مكانتها باعتبارها مركزاً للتكنولوجيا والإدراج، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي .
وبلغ سعر الاكتتاب العام 390 بنساً للسهم، وهو الحد الأدنى لنطاق السعر الاسترشادي، وفقاً لبيان صدر يوم الأربعاء.
وبسبب المخاوف المتعلقة بالهيكل مزدوج الفئة وحقوق العمال، فإن "ديلفرو" هي الأولى من بين أفضل خمس صفقات في لندن هذا العام لا يتم تسعيرها بأعلى تقييم مستهدف، وفقاً للبيانات التي جمعتها وكالة "بلومبرغ نيوز".
وقال بعض أكبر مديري الأصول في بريطانيا الأسبوع الماضي، إنهم لن يشاركوا في الاكتتاب العام بسبب معاملة الشركة لسائقي دراجاتها، الذين يوصِلون الطلبات، والتي لا تتوافق مع ممارسات الاستثمار المسؤولة.
ومن المتوقع أن يرفض المئات من السائقين لتوصيل الطلبات، القيام بعمليات التسليم يوم الأربعاء، عندما يبدأ تداول الأسهم في بورصة لندن.
وباعت "ديلفرو" 384.6 مليون سهم، لتجمع مليار جنيه إسترليني، في حين باع المساهمون الأخرون بما في ذلك "أمازون" والرئيس التنفيذي ويل شو الأسهم المتبقية بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني.
ويمثل طرح "ديلفرو"، الأكبر في بريطانيا منذ إدراج "ذي هات غروب" (THG Plc) شركة التجارة الإلكترونية بقيمة 1.88 مليار جنيه إسترليني في سبتمبر 2020.
وعلى غرار "ذي هات غروب"، جرى إدراج "ديلفرو" بحقوق تصويت مزوجة في بورصة لندن، وبالتالي لا يمكن تضمينها في مؤشرات مثل "مؤشر فاينانشال تايمز 100"، على الرغم من حجمها.
وفي حين أن السهم سيخسر تدفقات الأموال من "الاستراتيجيات" التي تتبع مؤشرات الأسواق، فإن نفس الموقف لم يمنع أسهم "ذي هات غروب" من الارتفاع بنسبة 26%.
مركز التكنولوجيا
وامتنع بعض المستثمرين عن هيكل الفئة المزدوجة، والذي سيسمح لـ"شو" بالاحتفاظ بالسيطرة على الشركة لمدة ثلاث سنوات.
ومع ذلك، قد تتخلص لندن قريباً من مبدأ "سهم واحد، صوت واحد" المعمول به حتى الآن للإدراج المتميز، كونه أحد التغييرات العديدة المقترحة على قواعد الإدراج في بريطانيا في محاولة لجذب المزيد من الطروحات عالية النمو.
ويعتبر إدراج "ديلفرو" صفقة مهمة بالنسبة للندن، التي تعمل جاهدة لتعزيز مؤهلات اعتمادها باعتبارها مركزاً لإدراج شركات التكنولوجيا التي يمكنها منافسة المراكز ذات الثقل في نيويورك وهونغ كونغ.
وتعززت جهود لندن يوم الثلاثاء عندما قالت "أكسفورد نانوبور تكنولوجيز" وهي شركة يونيكورن، تتخطى قيمتها مليار دولار أمريكي، ومتخصصة في تسلسل الحمض النووي، إنها تخطط للإدراج في لندن خلال 2021.
وبدأت الحملات التي دشنتها لندن تؤتي ثمارها بعد "بريكست". حيث جمعت الاكتتابات العامة أكثر من 7 مليارات جنيه إسترليني في لندن منذ بداية 2021، لتسجل أفضل أداء فصلي على الإطلاق، وفقاً للبيانات التي جمعتها " بلومبرغ".
وتبلغ القيمة السوقية لشركة "ديلفرو" 7.6 مليار جنيه إسترليني، مما يجعلها واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا المتداولة في بريطانيا.
وتعتزم "ديلفرو" طرح حصة 21.3%، وفي حال توافر طلب كاف، يمكن للشركات التي تتولى لاكتتاب زيادة حجم الطرح بنسبة 10% مع زيادة نسبة التخصيص.
وعلى الرغم من أن "ديلفرو" كانت تروج للمكاسب التي حققتها عندما شركة مغلقة، للمستثمرين، إلا أن أسهم الشركات الشبيهة مثل "جاست إيت تيك أواي دوت كوم" (Just Eat Takeaway.com NV) و "ديلفيري هيرو" (Delivery Hero SE) و "هالو فريش" (HelloFresh SE) لإعداد الوجبات قد تراجعت خلال 2021، إذ أثار توزيع اللقاحات الآمال في إعادة فتح الاقتصادات.
وقام "غولدمان ساكس" و"جيه بي مورغان" بدور منسقين عالميين مشتركين في طرح "ديلفرو" في حين أن "بنك أوف أمريكا" و "سيتي غروب" و "جيفريز" و "نوميس سيكوريتيز" قاموا بإدارة سجل الأوامر.