بلومبرغ
تخلى مستثمرو الائتمان عن السندات الأكثر خطورة التي أصدرها "كريدي سويس" بعد أن أخفى عنهم النطاق الكامل للضرر الواقع على احتياطيات رأس مال البنك من أزمة "أركيغوس كابيتال".
وتراجعت بعض الأذون الثانوية الأكثر خطورة للبنك السويسري، والمعروفة باسم "CoCos" أو ديون المستوى الأول من رأس المال الإضافي، بأكثر من 5 سنتات للدولار منذ يوم الاثنين.
وقال أندرو فرايجر، مدير الأبحاث المالية والائتمان في "أبردين ستاندرد انفستمنتس"، التي تشرف على أصول بقيمة 464.7 مليار جنيه إسترليني (640 مليار دولار)، إن "سؤال المليون دولار هو: هل ستتراجع السندات أكثر أم لا وما هي النقطة التي ستصبح عندها رخيصة بما يكفي لجذب صائدي الصفقات".
خسائر فادحة
وحذر البنك يوم الاثنين من أنه يواجه خسائر كبيرة ترتبط بـ"أركيغوس"، صندوق التحوط الأمريكي الذي تخلف عن سداد طلبات تغطية الهامش، وقالت مصادر مطلعة على الأمر إن رقم الخسائر قد يصل إلى مليارات.
وقال المحللون لدى "جى بي مورغان تشايس آند كو" إن التقديرات الإعلامية بخسارة تتراوح من 3 إلى 4 مليارات دولار "محتملة للغاية".
وقال فرايجر: "في النهاية سيعتمد الأمر على حجم الخسارة، وحتى إذا لم يكن الرقم كبيرا كما يظن البعض، أعتقد أن السندات ستعاني للعودة إلى مستويات يوم الجمعة وسيتم تداولها بفارق مقارنة بنفس الفئة بالنظر إلى الفشل في إدارة المخاطر".
ولم يستجب متحدث باسم "كريدي سويس" لطلبات التعليق.
وكان أداء بعض السندات أفضل يوم الأربعاء، واكتسبت أذون البنك بقيمة 25 مليار دولار وذات عائد 6.25%، على سبيل المثال، 0.125 سنت لتصل إلى 106.75 سنت.
وخفضت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز" نظرتها لـ "كريدي سويس" إلى سلبية يوم الثلاثاء، مستشهدة بالمخاوف من جودة إدارة المخاطر بما يمكن أن يقود إلى "خسائر كبيرة محتملة".
تعزيز رأس المال
وتعد معرفة حجم الضرر أمرا ضروريا لحاملي سندات "CoCo" بشكلٍ خاص، لأن مدفوعات الفائدة قد تُلغى في حال خرق البنك اشتراطات رأس المال التنظيمية، ويحق لهيئة الرقابة على الأسواق المالية السويسرية "FINMA" حظر مدفوعات الفائدة.
وتقف نسبة رأس المال الأساسي من المستوى الأول، وهي مقياس رئيسي للقوة المالية، عند 12.8% مقارنة بالحد الأدنى المطلوب عند 10%، وفقا لعرض تقديمي بشأن الدخل الثابت على موقع البنك بتاريخ 30 مارس، بينما تقف نسبة الرفع المالي عند 4.4% مقارنة بالاشتراطات التنظيمية عند 3.5%.
وقال هانك كالينتي، مؤسس ومحلل الائتمان في "كريدي كونتينيام"، مقدمة الأبحاث المستقلة، إنه حتى الآن تظل احتمالية إلغاء الكوبون "منخفضة إلى حد ما"، وأوضح أن البنك يتعين عليه تعزيز احتياطات رأس المال لإعادة بناء ثقة المستثمرين.
ويقدر أن البنك قد يحتاج رأس مال إضافي يصل إلى 8 مليارات فرنك سويسري (8.5 مليار دولار) لإعادة احتياطياته إلى المستوى التنافسي مقارنة بنظرائه.
وقال كالينتي: "من المبكر للغاية اعتبار تلك الديون فرصة شراء.. ألسنة اللهب تتصاعد ويمكن إضافة المزيد من الوقود قبل أن توضع بطانية رأس المال، ونتيجة لذلك، نعتقد أن سندات كريدي سويس قد تواصل التخلف عن نظيراتها".