بلومبرغ
كانت بداية موسم إعلان نتائج "العظماء السبعة" (تسلا، ميتا، أمازون، ألفابت، إنفيديا، مايكروسوفت، أبل) متباينة في أحسن الأحوال، مع ارتفاع أسهم شركة "ألفابت" وانخفاض "تسلا" بعد الإعلان عن نتائجهما للربع الثاني.
بالكاد تحرك صندوق "كيو كيو كيو" (QQQ) المتداول في البورصة بقيمة 290 مليار دولار، والذي يتتبع مؤشر "ناسداك 100" في الساعات المتأخرة ما قبل إغلاق السوق.
أعلنت الشركة الأم لـ "غوغل" عن إيرادات فاقت توقعات المحللين، مدعومة بالطلب على خدمات الحوسبة السحابية والإعلانات على محرك البحث الخاص بها. وفي الوقت نفسه، كانت أرباح شركة السيارات الكهربائية العملاقة "تسلا" التي يملكها إيلون ماسك، أقل من تقديرات وول ستريت.
ضغوط موسمية على السوق
قال أنتوني ساغليمبيني، من شركة "أميريبرايز" (Ameriprise)، إنه "بالنظر إلى أن توقعات الأرباح مرتفعة بالنسبة للعظماء السبعة، سيكون لدى هذه الشركات الكثير لتثبته عندما تعلن عن نتائجها". وأضاف: "في الوقت نفسه، من المرجح أن تخضع توقعاتها للتدقيق الشديد، مقارنة بالتقييمات المرتفعة".
ستكون الأرباح المتفائلة محركاً تشتد الحاجة إليه في سوق الأسهم بعد النصف الأول من العام. تواجه السوق ضغوطاً مع دخولها في فترة ضعيفة موسمياً، وسط احتمال زيادة التقلبات بسبب الانتخابات الرئاسية الأميركية.
في ساعات التداول الرسمية، كافحت مؤشرات الأسهم الأميركية لكسب الزخم وسط طوفان من إعلان نتائج الأرباح، مع إغلاق مؤشر "إس آند بي 500" على انخفاض طفيف. كان أداء مؤشر "العظماء السبعة" أقل من أداء مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة، في وقت عانت أسهم شركة "يو بي إس" (United Parcel Service Inc) من أسوأ انخفاض لها على الإطلاق، بسبب أرباح دون التوقعات.
انخفضت عوائد السندات الأميركية لأجل عامين بعد مزاد قوي بقيمة 69 مليار دولار، وهو ما أكد رهانات السوق على تخفيضات أسعار الفائدة. دخلت شركة "أوكسيدنتال بتروليوم" (Occidental Petroleum) سوق السندات ذات الدرجة الاستثمارية، من خلال بيع سندات بقيمة 5 مليارات دولار. انخفضت أسعار النفط وسط عمليات بيع خوارزمية، وانخفاض السيولة في الصيف.
اختبار حقيقي
بعد قيادة الارتفاع في مؤشرات الأسهم الأميركية معظم هذI السنة، اصطدمت شركات التكنولوجيا الكبرى بجدار الأسبوع الماضي. تحول المستثمرون من الأسهم الضخمة التي تحلق على ارتفاعات عالية، إلى الأجزاء الأكثر خطورة والمتأخرة في السوق، مدفوعين بالرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتهديدات الأميركية بفرض المزيد من القيود التجارية على صانعي الرقائق، والقلق من أن الضجيج حول الذكاء الاصطناعي قد يكون مبالغاً فيه.
قال آرثر هوغان من "بي رايلي ويلث" (B. Riley Wealth)، إنه "من المحتمل أن تجذب شركتا ألفابت وتسلا، أكبر عدد من الاهتمام، وستمثل نتائجهما أيضاً اختباراً كبيراً للعظماء السبعة، بعد قدر كبير من التناوب خارج هذا القطاع ذي الوزن الثقيل على المؤشر، منذ آخر تقرير لتضخم المستهلك".
مقارنات صعبة
تواجه أكبر خمس شركات تكنولوجيا في الولايات المتحدة مقارنات صعبة مع نتائج أرباح ممتازة في العام الماضي. ومن المتوقع أن ترتفع أرباح هذه الشركات بنسبة 29% في الربع الثاني مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس".
على الرغم من أن هذه النتائج لا تزال قوية، إلا أنها تُعتبر انخفاضاً عن الأرباع الثلاثة الماضية، وبالنسبة للمستثمرين، يظل رد فعل الأسهم على نتائج الأرباح أحد أكبر العوامل المجهولة.
قالت مجموعة "بيسبوك إنفستمنت غروب" (Bespoke Investment Group)، إن "ضعف أسهم هذه الشركات المرتبط بتقارير نتائج أعمالها، ليس بالضرورة أمراً سيئاً، لأن الارتفاعات في الأرباح لن تؤدي إلا إلى رفع المعدل بشكل غير واقعي"، وأضافت: "لا يتطلب الأمر لاعب جمباز، لكي يعرف أنه كلما انخفض ارتفاع العارضة، أصبح من الأسهل القفز فوقها".
تعزيز الثقة في سوق الأسهم
توقعت سوليتا مارسيلي من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management) أن "يعزز موسم الأرباح الثقة في سوق الأسهم"، مضيفة: "في حين أن الأسواق قد تكون متقلبة على المدى القريب، بعد فترة أصبحت فيها مراكز المستثمرين ممتدة بشكل مفرط، نعتقد أن الأساسيات لا تزال قوية".
في حين أن المستثمرين يشعرون بالقلق إزاء عمليات البيع المستمرة في شركات التكنولوجيا العملاقة في الولايات المتحدة، يقول الاستراتيجيون في "بنك باركليز" إن توقعات الأرباح القوية تعني أن المجموعة لا تزال جذابة بعد الانخفاضات الأخيرة.
رفع الفريق بقيادة فينو كريشنا توقعهم لمؤشر "إس آند بي 500" في نهاية العام إلى مستوى 5600 نقطة، من 5300 نقطة، وأشاروا إلى توقعات الأرباح القوية لشركات التكنولوجيا الكبرى.
وقالوا: "على الرغم من أن افتراضنا لتقييم شركات التكنولوجيا الكبرى مرتفع، إلا أن المضاعفات المعدلة حسب النمو معقولة، ونتوقع أن تحقق المجموعة مكاسب في تقييماتها".
كان عملاء "بنك أوف أميركا" من كبار البائعين للأسهم الأميركية عندما سجل مؤشر "إس آند بي 500" أسوأ أسبوع له منذ أبريل، وقادت المؤسسات وصناديق التحوط التدفقات الخارجة، في حين قام المستثمرون الصغار بالشراء.
قال الاستراتيجيون الكميون بقيادة جيل كاري هول يوم الثلاثاء، إن عملاء "بنك أوف أميركا" باعوا الأسبوع الماضي ما قيمته 7 مليارات دولار من الأسهم الأميركية، وهو أكبر تخارج منذ نوفمبر 2020. وشهدت أسهم التكنولوجيا أول تدفقاتها الخارجة منذ مايو.