مؤشرات وول ستريت تعود للمنطقة الخضراء بعد أسوأ أسبوع منذ أبريل

المستثمرون يركزون على إعلان شركات التكنولوجيا لنتائج الربع الثاني

time reading iconدقائق القراءة - 9
لافتة تشير إلى 'وول ستريت' في نيويورك - المصدر: بلومبرغ
لافتة تشير إلى 'وول ستريت' في نيويورك - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

انتعشت مؤشرات الأسهم الأميركية بعد أسوأ أسبوع لها منذ أبريل، حيث نظر المستثمرون إلى ما بعد إنهاء جو بايدن لحملة إعادة انتخابه، للتركيز على بداية موسم إعلان أرباح شركات التكنولوجيا.

على الرغم من التراجع الأخير الذي دفع البعض في وول ستريت إلى الاستعداد لعمليات تصحيح، يتوقع المشاركون في استطلاع "ماركيتس لايف بالس" (Markets Live Pulse) الذي أجرته "بلومبرغ" أن تؤدي أرباح الشركات إلى تنشيط مؤشر "إس آند بي 500". وارتفع المؤشر بأكثر من 1% في بداية الأسبوع.

مع إعلان نتائج شركتي "تسلا" و"الفابت" الثلاثاء، يتوقع ما يقرب من ثلثي المشاركين في الاستبيان البالغ عددهم 463 شخصاً، أن تؤدي أرباح الشركات إلى تعزيز مؤشرات الأسهم الأميركية.

تحذيرات من تراجع الأسهم

أثارت التقييمات المرتفعة والضعف الموسمي، بعض التحذيرات من تراجع الأسهم، في وقت يواجه المتداولون أيضاً حالة من عدم اليقين السياسي. وحتى مع الأخبار الكثيرة التي أعقبت قرار بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي، وتأييد كامالا هاريس، ساد شعور بالهدوء يوم الإثنين. وتراجعت التقلبات مع ظهور المستثمرين الذين يميلون للشراء عند انخفاض الأسهم.

قال توم إيساي من "ذي سيفينس ريبورت" (The Sevens Report)، إنه "لا ينبغي لهذا التغيير السياسي أن يغير اتجاه الأسواق بشكل جوهري"، مضيفاً أن "الاتجاه النهائي لمؤشر إس آند بي 500 سيظل مرهوناً بالنمو الاقتصادي".

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بأكبر قدر منذ أوائل يونيو. كما صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.5%، ومؤشر "العظماء السبعة" (ميتا، تسلا، أبل، أمازون، إنفيديا، ألفابت، مايكروسوفت) صعد هو الآخر بـ2.5%، وقادت شركتا "تسلا" و"إنفيديا" المكاسب. وأضاف مؤشر "راسل 2000" للشركات الأصغر حجماً 1.7%، في وقت تعثرت شركة "كراود سترايك" (CrowdStrike Holdings Inc) وسط التداعيات المستمرة الناجمة عن التحديث الخاطئ.

زادت عوائد سندات الخزانة، مما مهد الطريق لقراءات هذا الأسبوع حول الاقتصاد، بالإضافة إلى مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي. خلال معظم شهر يوليو، أدت الرهانات على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر إلى ارتفاع السندات قصيرة الأجل، ما أدى إلى تضييق الفجوة مع آجال الاستحقاق الأطول. وتذبذب الدولار يوم الإثنين.

ارتفاع العجز الأميركي

قال مات مالي من شركة "ميلر تاباك+" (Miller Tabak+ Co): "لا تخطئوا، فالانتخابات المقبلة ستظل بالتأكيد محط اهتمام الجميع خلال الأشهر المقبلة، ولكن ستكون هناك أوقات سينتقل فيها تركيز المستثمرين إلى قضايا أخرى".

اعتبر بيتر بوكفار في "ذا بوك ريبورت" (The Boock Report)، أن الديون والعجز سيستمران في الارتفاع بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات.

وقال: "إذا فاز ترمب، فسنحصل على تمديد كامل للتخفيضات الضريبية لعام 2025، ولكن مع سلسلة محتملة من الرسوم الجمركية، والمزيد من الحمائية، ومن المحتمل أن يكون الدولار أضعف"، مضيفاً: "أما إذا فازت هاريس (على افتراض أنها ستترشح رسمياً)، فلن يتم تمديد بعض التخفيضات الضريبية التي قام بها ترمب، وسنحصل على بعض الرسوم الجمركية فقط، ولكن مع ذلك سنحصل على الكثير من الحمائية، وربما ضعف الدولار".

وخلص إلى القول: "أعتقد أنه حتى بدء الانتخابات، ستركز الأسواق بشكل أكبر على مسار التضخم والأرباح والاقتصاد وما يفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي".

منذ عام 1928، تقدم مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 5% تقريباً في المتوسط ​​في الربع الثالث من سنوات الانتخابات، مسجلاً عوائد إيجابية ما يقرب من ثلثي الوقت خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر، وفقاً لبيانات من "بلومبرغ إنتليجنس".

وكان سجل المؤشر أفضل في الأوقات التي كان فيها الرئيس على وشك إعادة انتخابه، حيث بلغ متوسط ​​الزيادة حوالي 8% في تلك الأشهر.

فرصة للتوجه نحو الأسهم

يكرر الاستراتيجيون في "معهد بلاك روك للاستثمار" اقتناعهم بالأسهم الأميركية، على رغم أن "إس آند بي 500" سجل أسوأ أسبوع له منذ ثلاثة أشهر.

اعتبر فريق الاستراتيجيين بقيادة وي لي في مذكرة، التراجعات بمثابة "فرصة للتوجه إلى الأسهم". وأضافوا أنه "بالنظر إلى الضجيج على المدى القريب" بشأن ارتفاع أسهم الشركات الصغيرة، إلا أنه من المرجح أن تستمر شركات التكنولوجيا الكبرى في تحقيق العائدات، وهو ما ينعكس إيجابياً على الأسواق.

بعد قيادة الارتفاع في الأسهم الأميركية معظم العام، اصطدمت شركات التكنولوجيا الكبرى بجدار الأسبوع الماضي. تحول المستثمرون من الأسهم الضخمة التي تحلق على ارتفاعات عالية، إلى الأجزاء الأكثر خطورة والمتأخرة في السوق، مدفوعين بالرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة، والتهديدات بفرض المزيد من القيود التجارية على شركات صناعة الرقائق.

أمضت صناديق التحوط الأسبوع الماضي في بيع الأسهم الفائزة بأسرع وتيرة منذ جنون "أسهم الميم" في يناير 2021، عندما تعرضت أكبر شركات التكنولوجيا في العالم لضربة قوية.

انخفض صافي الرافعة المالية طويلة وقصيرة الأجل للصناديق، والتي غالباً ما يُنظر إليها على أنها مقياس للرغبة في المخاطرة، إلى 49.8% الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2023، وفقاً لمكتب الوساطة الرئيسي في بنك"غولدمان ساكس". وعلى مستوى السهم الواحد، جاءت أكبر عمليات التفكيك في مجالات تكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية والمالية والطاقة.

ومع ذلك، فإن الأداء المتفوق الأخير للشركات الأميركية الصغيرة يواجه مقاومة فنية، ويفتقر إلى الدوافع الأساسية للاستمرار لفترة أطول من الوقت، وفق مايك ويلسون، كبير استراتيجيي الأسهم الأميركية في بنك "مورغان ستانلي".

وكتب ويلسون وفريقه في مذكرة للعملاء: "في حين أننا نحترم المعنويات والمراكز التي لا تزال خفيفة في الشركات الصغيرة، فإن المبررات الأساسية والكلية لاستمرار الأداء المتفوق للشركات الصغيرة بطريقة دائمة، محدودة".

مرونة الشركات الكبيرة

إن احتمالات فوز الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر قد تثير "الغرائز" لمصلحة الشركات الصغيرة، ولكن من المرجح أن يكون ذلك قصير الأجل، وفق ليزا شاليت من بنك "مورغان ستانلي". وكتبت: "خلاصة القول، نحن نفضل مرونة الشركات الكبيرة على الشركات الصغيرة".

رأى جون ستولتزفوس، من شركة "أوبنهايمر لإدارة الأصول"، أن حركة السوق الأسبوع الماضي كانت بمثابة تصرف حكيم من قبل المستثمرين، لمعالجة الحاجة إلى إعادة توزيع الفرص والمخاطر عبر أكثر من عدد قليل من القطاعات والأساليب والقيمة السوقية.

وأضاف: "ومع ذلك، فإننا لا نزال إيجابيين بشأن أسهم التكنولوجيا، التي تشير إلى أن المستثمرين (لا يغيرون الخيول في منتصف السباق)، بل يفكرون بدلاً من ذلك في توزيع عبء المخاطر والفرص عبر أكثر من عدد قليل من (الخيول) المعروفة بشكل أفضل، أي الشركات والقطاعات ورؤوس الأموال السوقية وأساليبها".

خرج مؤشر "إس آند بي 500" للتو مما كان تاريخياً أفضل فترة أسبوعين لهذا العام في النصف الأول من شهر يوليو، ويقترب من الفترة الأكثر تحدياً في شهري أغسطس وسبتمبر.

لم يتم تخفيض تقديرات أرباح مؤشر "إس آند بي 500" في الربع الثاني بالقدر المعتاد، وفقاً للاستراتيجيين في بنك "جيه بي مورغان تشيس"، وهي علامة على عدم وجود مجال كبير لخيبة الأمل في موسم الأرباح هذا. 

وكتب فريق بقيادة ميسلاف ماتيجكا إن التوقعات عادة ما تنخفض بنسبة 5% في الأشهر الثلاثة التي تسبق النتائج، لكن هذه المرة كانت النسبة حوالي 1%، وأضافوا أن السوق تتداول "بالقرب من أعلى المستويات، مع تحديد مراكز كاملة وتركيز شديد، مما يشير إلى أنه لا يوجد مجال كبير لاستيعاب أي خيبات أمل".

قال بول نولتي من شركة "مورفي آند سيلفيست مانجمنت" (Murphy & Sylvest Wealth Management)، إن موسم إعلان النتائج يبدأ هذا الأسبوع، وستصدر الكثير من شركات التكنولوجيا تقاريرها، الأمر الذي من شأنه أن يعطي المستثمرين فكرة عن مدى صحة الاقتصاد العام من وجهة نظر الشركات".

تصنيفات

قصص قد تهمك