صعود الأسهم الآسيوية بعد بلوغ "S&P 500" أعلى مستوياته

ارتفعت الأسهم الآسيوية مع تقييم المتداولين لاحتمالات خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بعد أن أشار جيروم باول إلى أن الولايات المتحدة عادت إلى مسار مكافحة التضخم.

وارتفعت مؤشرات الأسهم في اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية، في حين أشارت العقود الآجلة لأسهم هونغ كونغ إلى بداية إيجابية. وانخفضت عقود مؤشر "إس آند بي 500" بعد أن أغلق المؤشر فوق 5500 نقطة للمرة الأولى - وهو الرقم القياسي رقم 32 للمقياس هذا العام - ليواصل الارتفاع الحاد الذي دفع المحللين لتحديث مستهدفاتهم. وارتفع سهم شركة "تسلا" بنسبة 10% لتقود المكاسب في الأسهم الكبرى، مما ساعد مؤشر "ناسداك 100" على الإغلاق فوق مستوى 20000 نقطة للمرة الأولى.

الفيدرالي الأميركي يقر بالتقدم في محاربة التضخم وينتظر مزيداً من الأدلة

امتداد إلى أسهم آسيا

وقال كريس ويستون، رئيس الأبحاث في مجموعة "بيبرستون" في ملبورن، إن أعلى مستوى إغلاق جديد على الإطلاق في مؤشري "إس آند بي 500"، و"ناسداك" "يمكن اعتباره أيضاً فوزاً آخر نظراً للأهمية النفسية التي تحملها الأرقام التقريبية ". وأضاف: "ستستمد آسيا أيضا بعض الإلهام، ليس فقط عبر صافي التغيير في الأسواق الأميركية، ولكن لأن التكنولوجيا لم تكن فقط هي التي دعمت المؤشرات المعنية، وقد شهدنا اتساعاً ومشاركة أفضل إلى حد ما".

في الأسواق الأخرى، ارتفعت أسعار النفط ليتم تداوله بالقرب من أعلى مستوى له منذ شهرين، في حين لم يطرأ تغير يذكر على مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري. واستقرت عوائد سندات الخزانة بعد انخفاضها أمس الثلاثاء للمرة الأولى خلال ثلاث جلسات.

سوق الإسكان في الصين

وفي آسيا، سيبحث المتداولون عن علامات تحسن في سوق الإسكان المحاصرة في الصين بعد توقف مبيعات شركة "تشاينا فانك" (China Vanke Co) وتراجع شركة "كانتري غاردن" (Country Garden Holdings Co) الشهر الماضي.

في الوقت ذاته، تتباطأ خطة البنك المركزي لاقتراض السندات، بحسب محللين. وظل بنك الشعب الصيني يقاوم ارتفاع السندات في البلاد منذ أشهر وألمح إلى أنه قد يبيع بعض حيازاته لتهدئة الارتفاع في مايو.

كيف غرق قطاع العقارات الصيني في هذه الفوضى؟

في الولايات المتحدة، تستمر الأسهم في تحدي المتشائمين، وسط أرباح قوية للشركات، وهوس الذكاء الاصطناعي، وتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة، مما يضيف أكثر من 16 تريليون دولار إلى قيمة مؤشر "إس آند بي 500" من أدنى مستوى إغلاق في أكتوبر 2022. وأعطت فكرة إمكانية عدم حدوث أي تراجع ذي مغزى في الأسواق، المضاربين الثقة في أن الانتعاش الحالي قابل للاستمرار.

سيرتفع مؤشر "إس آند بي 500" إلى مستويات قياسية جديدة بحلول نهاية العام، حيث تفوق القوة الاقتصادية مخاطر السوق، وفق لوري كالفاسينا من "آر بي سي كابيتال ماركيتس" (RBC Capital Markets)، التي رفعت هدفها لنهاية العام إلى 5700 نقطة، من 5300، وهو هدف من بين أعلى المستويات في وول ستريت، على الرغم من حقيقة أن السوق "تقدمت قليلاً على نفسها".

وقالت "كالفاسينا" إن "توقعاتنا تشير إلى أن الاقتصاد في عام 2024 سيكون قوياً بما يكفي لتبرير التحرك القوي في المؤشر للعام بأكمله".

توازن سوق العمل

على الصعيد الاقتصادي، أظهرت بيانات يوم الثلاثاء ارتفاع فرص العمل بشكل غير متوقع، مما أدى إلى توقف الاتجاه الذي أبرز وجود تباطؤا في سوق العمل، والذي يُنظر إليه بدوره على أنه عاملاً رئيسياً لتيسير السياسة النقدية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.

وقال "باول" إن هناك تحركاً "كبيراً" نحو توازن أفضل بين العرض والطلب على العمال. ووصف سوق العمل بأنها قويو، لكنه قال إنها تهدأ بشكل مناسب.

تستعد وول ستريت لاستقبال عدد كبير من البيانات الاقتصادية التي ستصدر اليوم الأربعاء - عندما تغلق السوق مبكراً بسبب عطلة الولايات المتحدة غدا الخميس.

يأتي كل ذلك قبل تقرير الرواتب الأميركية المهم للغاية والمقرر صدوره يوم الجمعة. ويتوقع الاقتصاديون أن يظهر التقرير أن أصحاب العمل أضافوا حوالي 190 ألف وظيفة في يونيو وأن معدل البطالة ظل عند 4%.