مؤشرات الأسهم الأميركية تتخلى عن مكاسبها مع ضعف زخم السوق

مستثمرو الأسهم الأميركية يتأهبون لسيناريو فوز ترمب بالسباق الانتخابي

time reading iconدقائق القراءة - 13
تجار في قاعة التداول ببورصة نيويورك - المصدر: بلومبرغ
تجار في قاعة التداول ببورصة نيويورك - المصدر: بلومبرغ
المصدر:بلومبرغ

تلاشى حماس مستثمري سوق الأسهم في الجلسة الأخيرة من ربع سنوي قوي، في ظل ترقب المتداولين عن كثب أي أخبار تتعلق بالسباق الرئاسي الأميركي، فضلاً عن استمرار حالة الحذر قبل الانتخابات الفرنسية المنتظرة يوم الأحد.

يعيد المتداولون عبر مختلف القطاعات ترتيب مراكزهم في أعقاب المناظرة بين جو بايدن ودونالد ترمب. وعزز أداء بايدن المهتز مشاعر احتمالات فوز ترمب بولاية ثانية في البيت الأبيض. والنتيجة: ارتفاع أسعار أسهم السجون الخاصة، وشركات الطاقة، وشركات التأمين الصحي -وهي المجموعات التي من المحتمل أن تستفيد من فوز ترمب بفترة رئاسة أخرى-، في حين هبطت أسعار أسهم الطاقة المتجددة ومواد التخدير. وعقب المناظرة السياسية، زاد انحدار منحنى عوائد سندات الخزانة.

قالت ليبي كانتريل من "باسيفيك إنفستمنت مانجمنت": "كانت ليلة صعبة على الرئيس جو بايدن. بالنسبة للأسواق، فإن أكبر ما يمكن استخلاصه من الليلة الماضية هو أن العجز سيظل مرتفعاً، ومن المرجح أن ترتفع الرسوم الجمركية، خاصة إذا تم انتخاب ترمب"، وأشارت إلى أن السؤال هو متى ستأخذ الأسواق هذه الأشياء في الاعتبار.

وبعد ارتفاعه 1% تقريباً في وقت سابق من يوم الجمعة، انخفض مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) إلى حوالي 5,460 نقطة. وكان أداء سندات الخزانة طويلة الأجل أقل بكثير من أداء نظيراتها الأقل أجلاً. وكانت السندات قد ارتفعت في وقت سابق بعدما عززت بيانات التضخم الرهانات على خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. ورغم انخفاض قيمة الدولار يوم الجمعة، إلا أنه سجل مكاسب للأسبوع السادس على التوالي، مسجلاً أقوى صعود متواصل منذ فبراير.

وفي الساعات المتأخرة، كانت مصارف "جيه بي مورغان" و"سيتي غروب" و"بنك أوف أميركا" من بين البنوك الأميركية التي رفعت توزيعات أرباحها للمستثمرين بعد اجتياز اختبار الإجهاد السنوي الذي يجريه الاحتياطي الفيدرالي.

مناظرة ترمب وبايدن

ينتظر أن تتسبب الانتخابات الرئاسية الأميركية وعواقبها تقلبات كبيرة في السوق بالنصف الثاني من العام، وفق سكوت روبنر، من "غولدمان ساكس".

كان المدير الإداري لقسم الأسواق العالمية والمتخصص التكتيكي متفائلاً بشأن الأسهم الأميركية في مايو ويونيو، ولكن بعد 17 يوليو، يتوقع حدوث تصحيح في سوق الأسهم، وهذا يعني عادةً انخفاضاً للأسهم بنسبة 10% تقريباً.

كتب روبنر: "سأتطلع إلى تقليل التعرض للأسهم بعد الرابع من يوليو".

من جهته، كرر أندرو برينر، من "نات أليانس سكيوريتيز" (NatAlliance Securities) تعليقه بأن فوز ترمب في المناظرة من شأنه أن يضغط على السندات طويلة الأجل. وأوضح: "مرة أخرى، لا نحب التحدث عن الأمور السياسية، لكن الجميع يعتقد أن ترمب فاز بالمناظرة بسبب أداء بايدن الضعيف".

وقال برينر: "المخاوف بشأن ما ستفعله الرسوم الجمركية، وعدم الاهتمام بالعجز (كلا الطرفين)، واستمرار الخوف من زيادة إصدارات سندات الخزانة في عوائد السندات.. هذا ما رأيناه اليوم".


أما استراتيجيو الفائدة في بنك "باركليز"، الذين كانوا يتابعون المناظرة الرئاسية مساء الخميس، فكانت السياسة الاستثمارية واضحة لهم، وهي شراء أدوات التحوط من التضخم في سوق السندات.

ومع احتمالية إطاحة ترمب ببايدن في انتخابات نوفمبر، ينبغي للسوق أن "تتوقع مخاطر كبيرة تتمثل في تضخم أعلى من الهدف في السنوات المقبلة، وهذا يرجع لاعتقادنا أنهم قدموا بالفعل قيمة هيكلية"، وفق ما كتبه مايكل بوند وجوناثان هيل الاستراتيجيان في "باركليز" في مذكرة.

"جيه بي مورغان" يرجح هبوط الأسهم الأميركية

قال ماركو كولانوفيتش، من "جيه بي مورغان"، إن مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) سوف يتعثر في الأشهر المقبلة في مواجهة تحديات متزايدة، من تباطؤ الاقتصاد إلى خفض توقعات الأرباح. ورجح انخفاض المؤشر إلى 4200 نقطة بحلول نهاية العام، أي ليفقد 23% تقريباً.

تتجه الأسهم إلى النصف الثاني بعد أن ارتفعت 15% تقريباً هذا العام. تاريخياً، يميل النصف الأول القوي إلى أن يتبعه عوائد أعلى من المتوسط ​​في النصف الثاني، وفق آدم تورنكويست من "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial).

وأضاف: "في حين أن التقييمات المرتفعة، وظروف التشبع في الشراء، واتساع نطاق السوق المخيب للآمال تشير إلى توقف محتمل عن الارتفاع في المستقبل، فإن الاتجاهات الموسمية تشير إلى أن الزخم قد يستمر في النصف الثاني".

واستند تورنكويست إلى أن مؤشر "إس آند بي 500" أضاف لعوائده الإيجابية التي حققها في النصف الأول، ​مكاسب في النصف الثاني بلغت 6%. علاوة على ذلك، عندما بلغت مكاسب النصف الأول 10% أو أعلى، سجل المؤشر متوسط ​​مكاسب 7.7% في النصف الثاني، كما يشير 83% من بيانات السنوات السابقة إلى تحقيق نتيجة إيجابية في النصف الثاني بعد صعوده بالنصف الأول.

تباطؤ التضخم الأساسي

وفي وقت سابق من الجلسة، راقب المتداولون عن كثب البيانات الاقتصادية.

تراجعت معنويات المستهلك في الولايات المتحدة بأقل من التقديرات الأولية وسط توقعات بأن الضغوط التضخمية ستعتدل. وتباطأ المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم الأساسي في الولايات المتحدة. وانتعش إنفاق الأسر وأظهر الدخل نمواً قوياً، مما أعطى بعض الأمل في إمكانية ترويض ضغوط الأسعار دون إلحاق ضرر دائم بالاستهلاك.

وقال ديفيد دونابيديان من "سي آي بي سي برايفت ويلث" (CIBC Private Wealth): "من وجهة نظر السوق، كان تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي اليوم قريباً من الكمال. لم يُظهر مؤشر التضخم الأكثر متابعة من قبل الاحتياطي الفيدرالي أن التضخم يتحرك نحو الهدف الذي حدده البنك المركزي فحسب، بل أظهر أيضاً أن الاقتصاد قوي. ارتفع الإنفاق الاستهلاكي، كما صعدت الأجور المنزلية بعد شهرين من التباطؤ.

ترى سيما شاه من "برينسيبال أسيت مانجمنت" أنه في حين أن بيانات التضخم كانت بمثابة مصدر ارتياح وسوف يرحب بها الاحتياطي الفيدرالي، فإن مسار السياسة النقدية ليس مؤكداً بعد.

وأشارت إلى أن "المزيد من التباطؤ في التضخم، إلى جانب الأدلة الإضافية على تراجع سوق العمل، سيكون ضرورياً لتمهيد الطريق أمام أول خفض لسعر الفائدة في سبتمبر".

خفض الفائدة

قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، لـ"سي إن بي سي"، إن أحدث بيانات التضخم تشير إلى أن السياسة النقدية تقوم بدورها، لكنها قالت إنه من السابق لأوانه معرفة متى سيكون من المناسب خفض تكاليف الاقتراض. وفي وقت سابق من يوم الجمعة، قال نظيرها في ريتشموند، توماس باركين، إن معركة التضخم لم تحسم بعد، ومن المرجح أن يظل الاقتصاد الأميركي قوياً طالما ظلت البطالة منخفضة وتقييمات الأصول مرتفعة.

وقال جيفري روتش من "إل بي إل فاينانشال": "أرقام التضخم الضعيفة تعزز التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة". و"طالما أن الدخل ينمو بمعدل صحي، سيواصل المستهلكون الإنفاق. كلمة السر هي سوق العمل، لذا يجب علينا الآن أن نحول اهتمامنا إلى تقرير كشوف الأجور غير الزراعية الأسبوع المقبل لإلقاء نظرة جديدة على سوق العمل.

يرى جو كاليش من "نيد ديفيس ريسرش" أن توقيت التخفيض الأول لسعر الفائدة مهم لأن السندات ترتفع تحسباً لهذا التخفيض.

وقال: "أي توقعات لسوق السندات في النصف الثاني تتوقف على سياسة الاحتياطي الفيدرالي". و"كان توقيت التخفيض الأول لسعر الفائدة مهماً تاريخياً لسوق السندات، حيث تميل العائدات إلى الوصول إلى الذروة قبل 2-3 أشهر من التخفيض الأول لسعر الفائدة".

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.4% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
  • هبط مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.5%.
  • تراجع مؤشر داو جونز الصناعي 0.1%.
  • ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 11 نقطة أساس ليصل إلى 4.39%.
  • انخفض سعر "بتكوين" بنسبة 2.2% إلى 60082.15 دولار.
  • تراجعت قيمة "إيثر" 1.8% إلى 3377.67 دولار.
  • هبط سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 2324.07 دولار للأونصة.
تصنيفات

قصص قد تهمك