بلومبرغ
ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية في المرحلة الأخيرة من ربع قوي شهد ارتفاع أسعار أسهم مجموعة صغيرة من شركات التكنولوجيا بقوة لتقود السوق.
ضربت موجة جديدة من التقلبات سهم "إنفيديا كورب"، والذي انتعش قبل دقائق قليلة من إغلاق السوق. يشهد سهم الشركة التي تقع في قلب هوس الذكاء الاصطناعي مرحلة من التقلبات، ويقود في الأغلب اتجاه السوق على نطاق واسع. على صعيد آخر، وصلت القيمة السوقية لشركة "أمازون دوت كوم" إلى عتبة تريليوني دولار بعد وصول سعر سهم شركة التجارة الإلكترونية الكبرى إلى مستوى قياسي.
السوق تعتمد على أسهم التكنولوجيا الكبرى
كانت محاولة السوق الأخيرة للصعود دون الاعتماد على مجموعة الأسهم الكبرى قصيرة الأجل، كما تظهر مجموعة من المؤشرات استمرار ضعف اتساع السوق، مما يعزز عدم اليقين بشأن استمرار قوة الصعود. وصل التشعب بين أداء مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) واتساع نطاقه إلى أحد أسوأ المستويات خلال ثلاثة عقود، وفقاً لـ"بلومبرغ إنتليجنس".
قال ديفيد باهنسن، من "باهنسن غروب" (Bahnsen Group): "وفي نهاية المطاف، لا تزال السوق تعتمد بشكل كبير على أسهم التكنولوجيا الكبرى. كما تنتهي معنويات المستثمرين المفرطة والنشوة والزخم المبالغ فيه دائماً بنفس الطريقة سواء كانت التقلبات التي شهدتها أسهم التكنولوجيا الأسبوع الماضي هي بداية لشيء أعمق أم لا، أو أن هذا الهبوط سيستمر أم لا".
تحرك مؤشر "إس آند بي 500" بالقرب من مستوى 5480 نقطة. ارتفع سهم "فيدكس كورب" بنسبة 15% بفضل التوقعات الصعودية وخطط إعادة شراء الأسهم. انخفض مؤشر البنوك "KBW" قبيل نتائج اختبارات التحمل السنوية التي يجريها بنك الاحتياطي الفيدرالي. تعلن شركة "ميكرون تكنولوجي" (Micron Technology) عن نتائج أعمالها بعد إغلاق السوق.
ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.3%. وأظهر مزاد لبيع سندات مدتها خمس سنوات بقيمة 70 مليار دولار علامات على الطلب الجيد. وسجل الدولار أعلى مستوياته منذ نوفمبر. ويؤدي انخفاض الين إلى أدنى مستوياته منذ 1986 إلى زيادة التوقعات بالتدخل.
"ندم على ضياع الفرصة"
قال كريغ جونسون من شركة "بايبر ساندلر" (Piper Sandler): "هناك إشارات تحذيرية مضاءة في السوق ونحن نتجه نحو أشهر الصيف الحارة. المستثمرون في أسهم التكنولوجيا الكبرى يحركهم (الخوف من ضياع الفرصة)، بينما يشعر المستثمرون في بقية السوق بـ(الندم على تفويت الفرصة) في ظل استمرار ضعف اتساع السوق الإجمالي خارج عدد قليل من الأسهم الضخمة".
يتجه مؤشر "إس آند بي 500" لتحقيق أداء إيجابي قوي للأشهر الستة الأولى من العام، مدعوماً بارتفاع أسعار أكبر الأسهم في السوق. وبتقسيم أسهم المؤشر على شرائح ثابتة وفقاً لرأس المال السوقي: كلما زاد حجم السهم، كان أداؤه أفضل، وفق جاك أبلين من "كريست" (Cresset).
وأوضح أبلين "الكثير من التباين يُعزى إلى بيئة أسعار الفائدة الأعلى لفترة أطول"، و"يعتقد المستثمرون أن شركات التكنولوجيا العملاقة -بفضل قدرتها على توليد النقد- أقل اعتماداً على الاقتراض، وأن الشركات التي تحتاج إلى الاقتراض لديها وصول أسهل بكثير إلى رأس المال من نظيراتها الأصغر. لذا، إلى أين تتجه الأسواق في النصف الثاني من 2024؟".
ويتوقع أبلين أن يتسع نطاق صعود السوق في وقت لاحق من هذا العام مع التركيز على إمكانية خفض أسعار الفائدة.
وأضاف: "وهذا يعني أن الشركات عالية الجودة، وخاصة تلك التي تتمتع بنمو مستمر في توزيعات أرباحها، من المرجح أن تستمر في قيادة نظيراتها ذات الجودة الأقل في بيئة اقتراض مقيدة بشكل متزايد".
قيادة جديدة؟
يرجح نموذج "بلومبرغ إنتليجنس" للتناوب بين القطاعات أن الوقت قد حان لظهور قيادة جديدة، ويفضل قطاعات الطاقة والرعاية الصحية والمالية باعتبارها القطاعات الأفضل دعماً لقيادة المؤشر في النصف الثاني.
كتب استراتيجيو "بلومبرغ إنتليجنس" بقيادة جينا مارتن آدامز: "تتمتع التكنولوجيا وقطاع الاتصالات المصاحب للتكنولوجيا بأقوى زخم من حيث الأسعار، لكن تراجع هيمنة الأرباح والمضاعفات النسبية المرتفعة هبطت بكلتا المجموعتين لتتذيل تصنيفاتنا".
من جهته، يقول مارك هيفيل، من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management)، إنه على الرغم من أن تقلبات "إنفيديا" قادت التوجهات بالسوق، إلا أن حالة الاستثمار الهيكلي للذكاء الاصطناعي تظل قائمة فيما يتعلق بالتبني الإيجابي للذكاء الاصطناعي واتجاهات تحقيق الدخل. كما يتبنى هيفيل نظرة بناءة حيال اتساع السوق وسط أساسيات قوية.
وأضاف: "نحن نبقي على وجهة نظرنا الإيجابية بشأن قصة الذكاء الاصطناعي، ولكننا نعتقد أن ضبط حجم التعرض لقطاع التكنولوجيا هو المفتاح للتغلب على التقلبات مع الحفاظ على التعرض الاستراتيجي للتكنولوجيا التي نعتقد أنها مستعدة لقيادة النمو في السنوات المقبلة".
آفاق أرباح الربع الثاني
بالنسبة لموسم أرباح الربع الثاني، لا يزال من المتوقع أن تمثل الشركات الكبرى "العظماء السبعة" الجزء الأكبر من النمو في مؤشر "إس آند بي 500" بشكل عام، وفق ريان غرابينسكي من "ستراتيجاس".
وأوضح "ما يظل مشجعاً لنا هو تحسن التقديرات الخاصة بالشركات الـ493 المتبقية بدءاً من الربع الثالث، مع عودة معدلات النمو لكل من قمة السوق وبقية السوق إلى طبيعتها"، و"إذا أتى هذا التوسع بثماره، فسيكون ذلك علامة مشجعة على استدامة السوق الصاعدة".
ويتجه مؤشر "إس آند بي 500" لدخول النصف الثاني محققاً مكاسب تبلغ نحو 15% منذ بداية العام. كما يُعد شهر يوليو هو الأقوى في أداء المؤشر على مدار العام منذ تدشينه، وعلى مدار العقدين الماضيين، وفقاً للبيانات التي جمعتها مجموعة "بيسبوك إنفستمنت غروب" (Bespoke Investment Group).
وأشارت "بيسبوك" إلى أن "الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أنه بالنظر إلى الأداء المتفوق خلال العشرين عاماً الماضية، كان الأداء المتفوق لشهر يوليو هو عين العاصفة. إذ يقع شهر يوليو بين يونيو وأغسطس وسبتمبر، والتي تُصنف جميعها على أنها أسوأ ثلاثة أشهر في العام، حيث يبلغ متوسط الانخفاضات 0.17% و0.10% و0.7% على التوالي".
أداء أبرز المؤشرات:
- ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.2% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك
- صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.3%
- ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.4%
- تراجع سعر "بتكوين" بنسبة 1.5% إلى 60968.31 دولار
- استقرت قيمة "إيثر" عند 3,408.48 دولار
- هبط سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.9% إلى 2298.61 دولار للأونصة