بورصة "ناسداك" تدقق بالطروح الأولية لشركات من الصين وهونغ كونغ

time reading iconدقائق القراءة - 11
موقع بورصة ناسداك في نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
موقع بورصة ناسداك في نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:بلومبرغ

مرة أخرى، تدقق بورصة "ناسداك" أكثر في عمليات الطرح الأولي الصغيرة من الصين وهونغ كونغ بهدف تجنب تكرار التقلبات العنيفة التي أعقبت مجموعة من الصفقات منذ عامين، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

وقال هؤلاء الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشتهم معلومات خاصة، إن كثيراً من شركات هونغ كونغ والصين التي تتقدم بطلب طرح أسهمها طرحاً عاماً أولياً، واجهت مجموعة من الأسئلة من بورصة "ناسداك".

وأضافوا أن تلك الأسئلة تمحورت حول هوية واستقلالية المستثمرين في هذه الشركات قبل الاكتتاب العام، الذين يبيعون أسهمهم عند إدراجها بالبورصة.

يتجه عدد متزايد من الشركات الصغيرة من الصين وهونغ كونغ نحو بورصة "ناسداك" بهدف جمع التمويل، حتى مع زيادة التوترات السياسية قبيل انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة.

وخففت الصين من قبضتها على إدراج أسهم الشركات بالأسواق الخارجية، فوفرت بذلك فرصاً للحياة بالنسبة للشركات التي تعجز عن الحصول على التمويل من داخل البلاد وسط الأزمة الممتدة في السوق.

بالإضافة إلى ذلك، فإن بورصة الشركات الصغيرة في هونغ كونغ مغلقة من الناحية الفعلية منذ سنوات حتى أوائل الشهر الجاري، مما يجعل بورصة "ناسداك" بديلاً جذاباً أمام الشركات.

تقلبات حادة وغريبة

تأتي زيادة التدقيق بعد أن ارتفعت أسهم العديد من الشركات الصغيرة من الصين وهونغ كونغ، بما في ذلك شركتا "إيه إم تي دي ديجيتال" (AMTD Digital) و"أدينتاكس غروب" (Addentax Group)، بنسبة وصلت إلى 32000% في أول تداول لها في عام 2022، لكنها ما لبثت أن انهارت في الأسابيع التالية. وقد أثار ذلك موجة من التساؤلات في نيويورك في ذلك الوقت.

حتى الآن لم يتم وقف أي عملية من عمليات الطرح الأولي للأسهم بسبب زيادة الاستفسارات والتدقيق، ولكن الفترة الزمنية للعملية زادت بضعة أسابيع، مما أدى إلى زيادة الشكوك والتكاليف في المراجعة التي تكون سريعة في الظروف الطبيعية، بحسب هؤلاء الأشخاص، الذين رفضوا ذكر أي من الشركات التي تواجه تدقيقاً مشدداً.

ورفض متحدث باسم بورصة "ناسداك"، ومقرها في نيويورك، التعليق على هذه الأنباء.

طرحت نحو 20 شركة من الصين وهونغ كونغ أسهمها في بورصة "ناسداك" هذا العام، وجمعت تمويلات إجمالية بلغت 195 مليون دولار أميركي.

ومن بين أحدث العمليات إدراج أسهم "جياد" (Jiade)، وهي شركة صينية للبرمجيات التعليمية، وشركة "رايتك هولدينغ" (Raytech Holding) لمنتجات الرعاية الشخصية.

ومؤخراً، تقدمت شركة "إن آي بي غروب" (NIP Group) للرياضات الإلكترونية، المدعومة من أحد نجوم البوب في هونغ كونغ، بطلب لطرح أسهمها طرحاً أولياً للاكتتاب العام.

انهار سهم "جياد" بنسبة 77% منذ إدراجها في مايو الماضي، كما هبط سهم "رايتك" بنسبة 15%.

السؤال عن البائعين

في إطار المراجعة والتدقيق، يسأل مسؤولو بورصة "ناسداك" عن خلفيات المساهمين الذين يبيعون أسهمهم، وتاريخهم وعلاقتهم بالشركة وببعضهم بعضاً.

وفي بعض الحالات، اشترطت "ناسداك" تقديم وثائق تدعم تقييم الأسهم الخاصة، وكذلك وثائق مصرفية تثبت صرف الأموال فعلاً في عمليات الشراء، بحسب الأشخاص المطلعين.

نادراً ما طرحت هذه النوعية من الأسئلة في الماضي، رغم القواعد الراسخة والقديمة التي تحكم المساهمين الذين يبيعون الأسهم، وفقاً لهؤلاء الأشخاص.

هناك زيادة ملحوظة في عدد الشركات التي تسجل المستثمرين لديها قبل الطرح الأولي لأسهمها حتى تستوفي شروط الحد الأدنى للأسهم المطروحة للتداول العام.

وقال هؤلاء الأشخاص إن إثبات استقلال المستثمرين ضروري من أجل تبديد أي شكوك حول أي تنسيق في حركة رفع أسعار الأسهم وإغراقها بعد فترة قصيرة من الإدراج.

وأضافوا أن البورصة تسعى كذلك إلى ضمان أن يشكل المستثمرون المقيمون في الولايات المتحدة غالبية المساهمين في هذه العمليات من الطروح الأولية التي تعود أصولها إلى آسيا.

"ناسداك" مقابل "هونغ كونغ"

الشركات المستهدفة بالتدقيق من التي تطمح إلى الطرح العام الأولي هي في معظمها الشركات المؤهلة وفقاً لـ"معيار حقوق الملكية" أو "معيار القيمة السوقية للأوراق المالية المدرجة"، بحسب الأشخاص المطلعين.

وفي أغلب الأحوال، تفضل الشركات الأصغر حجماً هذين المعيارين، اللذين يشترطان حداً أدنى بقيمة 15 مليون دولار للأسهم المطروحة للتداول العام، ذلك لأنها لا تستطيع الوفاء بمعيار صافي الدخل الذي يشترط تحقيق أرباح بقيمة 750 ألف دولار سنوياً خلال الأعوام الثلاثة السابقة.

ومع ذلك، فإن هذا المعيار لايزال أسهل في الوفاء به مقارنة مع شروط بورصة "هونغ كونغ".

تظل بورصة "ناسداك" خياراً مفضلاً على "بورصة هونغ كونغ". ويعود ذلك إلى انخفاض عتبة الإدراج بها، والتكلفة، والوقت الذي تستغرقه العملية، ومدى الثقة التي تنبع من النظام القائم على الإفصاح، وذلك على الرغم من التدقيقات الأخيرة التي أضعفت موقفها التنافسي قليلاً، حسبما قال غوردون تسانغ، الشريك في شركة "ستفنسون ونغ" (Stevenson, Wong & Co) للقانون، التي قدمت المشورة في نحو 10 صفقات بـ"ناسداك" خلال الأعوام الأخيرة.

يتزايد الزخم بوتيرة بطيئة بالنسبة للشركات الصينية وشركات هونغ كونغ التي تسعى إلى طرح أسهمها للاكتتاب العام في الولايات المتحدة بعد فترة جفاف طويلة.

في الشهر الماضي، بدأ في نيويورك تداول أسهم "زيكر إنتليجنت تكنولوجي هولدينغ" (Zeekr Intelligent Technology Holding)، وهي علامة تجارية للسيارات الكهربائية الفاخرة، وذلك بعد أن جمعت 441 مليون دولار في أكبر طرح عام أولي في الولايات المتحدة من قبل شركة مقرها الصين منذ عام 2021.

ومع ذلك، لا تزال عمليات طرح أسهم الشركات الصينية المتوسطة إلى الكبيرة في الولايات المتحدة نادرة. فمن بين الشركات الصينية التي أدرجت منذ عام 2023، استطاعت خمس شركات فقط أن تجمع أكثر من 50 مليون دولار.

تصنيفات

قصص قد تهمك