بلومبرغ
انضمت مؤشرات الأسهم الأميركية إلى السندات المرتفعة، بعد أن أثار بيع سندات خزانة أميركية بقيمة 39 مليار دولار، تكهنات بأن قراءة التضخم يوم الأربعاء ستساعد الفيدرالي الأميركي في البدء بخفض أسعار الفائدة هذه السنة.
قادت شركات التكنولوجيا الكبرى المكاسب في الأسهم، إذ قفز سهم شركة "أبل" إلى مستوى قياسي.
انخفضت أسهم قطاع البنوك، مع تعرض أسهم عمالقة مثل "جيه بي مورغان تشايس" و"سيتي غروب" لضغوطات. كما نزلت عوائد سندات الخزانة عبر المنحنى.
كان الطلب في مزاد الديون لأجل 10 سنوات قوياً، إذ كانت نسبة العرض إلى التغطية البالغة 2.67 هي الأعلى منذ فبراير 2022، وهو الشهر السابق على بدء دورة التشديد النقدي.
قال بيتر بوكفار، من مجلة "بوك ريبورت" إن "سوق سندات الخزانة تبتسم أخيراً بعد عدة أشهر من المزادات المتواضعة في أفضل الأحوال"، متسائلاً: "هل تلمح السوق إلى بيانات ضعيفة لأسعار المستهلكين غداً؟ هل هي قلقة على النمو الاقتصادي؟".
أغلق مؤشر "إس آند بي 500" عند أعلى مستوى على الإطلاق. وانخفضت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات سبع نقاط أساس، إلى 4.40%. كما تم تقديم عروض على سندات الخزانة، مع تزايد القلق بشأن الاضطرابات السياسية في أوروبا، مما أدى إلى تراجع حاد في السندات الفرنسية.
توقعات بصدور بيانات ضعيفة
قالت آنا وونغ من "بلومبرغ إيكونوميكس" إنه على ما يبدو أن "تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مايو سيكون مشجعاً، ومن المرجح أن تتبعه سلسلة من التقارير المماثلة هذا الصيف". وأضافت أنه "من المفترض أن يمهد ذلك الطريق أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي لبدء خفض أسعار الفائدة في سبتمبر".
أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسرتش" (22V Research) أن معظم المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع يأخذون مخاطرة بشأن مؤشر أسعار المستهلك وقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وقال دينيس ديبوسشير "22 في ريسرتش" إن 63% من المستثمرين يعتقدون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بسبب الهبوط الناعم، وأن التضخم يسير في مسار صديق لبنك الاحتياطي الفيدرالي أي بنحو أقل من 3%، لذلك سيكون هناك خفض، لأن السياسة النقدية لا تحتاج إلى أن تكون مقيدة بهذا القدر".
ومع التوقعات على نطاق واسع بأن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض عند أعلى مستوياتها منذ عقدين يوم الأربعاء، هناك قدر أقل من اليقين بشأن توقعات المسؤولين لأسعار الفائدة الفصلية، والمعروفة باسم "مخطط النقاط".
اقرأ أيضاً: بتكوين أمام ساعات حاسمة مع تزايد حساسيتها لعائدات السندات الأميركية
توقع أنتوني ساغليمبيني من "أميريبرايز" (Ameriprise) أن "يحافظ رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وشركاه على موقف يؤكد أن التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة تظل مشروطة برؤية مزيد من التقدم المحرز في خفض ضغوط الأسعار".
تراجع محتمل لأسواق الأسهم
تشير مؤشرات المعنويات وتحديد المواقع إلى تراجع محتمل على المدى القصير في أسواق الأسهم، مدفوعاً بعدم اليقين بشأن توقعات أسعار الفائدة، وفقاً لاستراتيجيي بنك "إتش إس بي سي"، الذين يوصون بالشراء عند أي انخفاض في الأسعار.
وتوقع الفريق الذي يضم دنكان تومز وماكس كيتنر أن "يكون أي ضعف في الأصول الخطرة قصير الأجل وضحلاً"، وأن يمثل هذا "نقطة تكتيكية جيدة لإعادة الدخول إلى السوق".
كان عملاء "بنك أوف أميركا" من كبار المشترين الصافين للأسهم الأميركية للمرة الأولى منذ ستة أسابيع، بقيادة مستثمري التجزئة وصناديق التحوط.
وقال استراتيجيون في "بنك أوف أميركا" بقيادة جيل كاري هول إن عملاء البنك اشتروا ما قيمته 1.9 مليار دولار من الأسهم الأميركية، مع تدفقات إلى الأسهم الفردية والصناديق المتداولة في البورصة.
اقرأ أيضاً: انتخابات الاتحاد الأوروبي تضغط على عملات الأسواق الناشئة
من جهته، أشار كريس سينيك من "وولف ريسيرتش" (Wolfe Research) إلى أنه "على الرغم من الإشارات المتضاربة القادمة من المؤشرات الفنية والبيانات الاقتصادية والتضخم والبنوك المركزية العالمية، إلا أن الأسواق لا تزال متحيزة نحو الاتجاه الصعودي"، مضيفاً: "سوف تستمر فكرة أن المستثمرين لا يمكن أن يخسروا في المستقبل المنظور، على أساس الاعتقاد بأن التوقعات الاقتصادية ستتحسن، و/أو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة".
عدد التخفيضات هذه السنة
أشار عدد من قادة بنك الاحتياطي الفيدرالي في الأسابيع الأخيرة إلى أنهم لا يرون أي استعجال لخفض أسعار الفائدة، مع استمرار التضخم وبقاء توقعات النمو قوية.
ويتوقع أغلبية 41% من الاقتصاديين أن يشير بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تخفيضين في "مخطط النقاط" الذي يتم مراقبته عن كثب، في حين يتوقع عدد مماثل أن تظهر التوقعات تخفيضاً واحداً فقط، أو عدم وجود تخفيضات على الإطلاق هذه السنة، وفقاً للتقدير المتوسط في استطلاع "بلومبرغ".
وقال كريس زاكاريلي من "إندبندنت أدفايزور آليانس" (Independent Advisor Alliance)، إنه "من الواضح أن سوق الأسهم كانت قادرة على الارتفاع في غياب التخفيضات، ولكن عاجلاً أم آجلاً سيكون خفض أسعار الفائدة ضرورياً للسوق للحفاظ على مضاعفاتها الحالية". وأضاف: "سوف يتأثر الاقتصاد الحقيقي أيضاً -بمرور الوقت- بارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول".
اقرأ أيضاً: العريان: المركزي الأوروبي خفض الفائدة ولكن الفيدرالي لا يزال المسؤول
بالنسبة لأوسكار مونوز وجينادي غولدبرغ من شركة "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities)، فمن المرجح أن يبدو باول متفائلاً إلى حد ما نظراً للتطور الأخير للبيانات، خاصة إذا أظهر مؤشر أسعار المستهلك لشهر مايو مزيداً من التقدم في محاربة التضخم.
وأضافا: "نحن نتطلع أيضاً لمخطط النقاط، لإظهار تخفيضين كمتوسط لعام 2024"، وأشارا إلى أن "سندات الخزانة ستتفاعل مع مخطط النقاط، والميل الحذر المحتمل من باول، مع انحدار متواضع في الارتفاع. ومع ذلك، من المرجح أن يستمر التداول في النطاق نظراً للتوقعات المستمرة المعتمدة على البيانات".