بلومبرغ
حققت مؤشرات الأسهم مكاسب في جلسة حذرة شهدت تحضر المستثمرين لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وبيانات التضخم الرئيسية، في وقت تراجعت أسهم شركة "أبل" حتى بعدما كشفت عن ميزات جديدة للذكاء الاصطناعي.
وبينما يستعد المتداولون للتقلبات قبيل بيانات محفزات الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة، أدت حالة عدم اليقين عبر المحيط الأطلسي أيضاً إلى كبح الأسهم.
تراجعت الأسهم الأوروبية بعد أن دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إجراء تصويت تشريعي في أعقاب هزيمة ساحقة في انتخابات البرلمان الأوروبي. وسجلت العائدات على السندات الفرنسية لأجل 10 سنوات أعلى مستوياتها هذا العام، في حين تراجعت أسهم أكبر البنوك في البلاد. وقاد اليورو الخسائر في عملات العالم المتقدم.
تحث أبرز مكاتب التداول في وول ستريت، من "جيه بي مورغان تشيسط إلى "سيتي غروب"، المستثمرين على الاستعداد لهزة في سوق الأسهم، بعد صدور مؤشر أسعار المستهلكين يوم الأربعاء وقرار سعر الفائدة الأميركي.
لعبة التخمين مستمرة
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض ثابتة، ولكن هناك قدر أقل من اليقين بشأن توقعات المسؤولين لأسعار الفائدة في المستقبل. ويتوقع أغلبية 41% من الاقتصاديين أن يشيروا إلى خفضين في "مخطط النقاط"، في حين يتوقع عدد مماثل أن تظهر التوقعات خفضاً واحداً فقط، أو عدم القيام بأي تخفيض على الإطلاق هذه السنة.
قال كريس لاركين، من "إي ترايد" في بنك "مورغان ستانلي" إن "لعبة التخمين بشأن أسعار الفائدة مستمرة"، مضيفاً أنه "حتى أرقام التضخم الأكثر ودية قد لا تدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التحرك قبل سبتمبر".
اقرأ أيضاً: انتخابات الاتحاد الأوروبي تضغط على عملات الأسواق الناشئة
ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.3% ليغلق عند مستوى قياسي جديد. وبدأت شركة "إنفيديا" التداول بعد تقسيم أسهمها بنسبة 10 مقابل واحد. وانهارت أسهم شركة "غايم ستوب كورب".
وشهدت سوق سندات الخزانة أيضاً تحركات صغيرة، حيث أدى مزاد ضعيف بقيمة 58 مليار دولار لسندات آجالها ثلاث سنوات إلى التأثير على المعنويات، قبل مزاد يوم الثلاثاء بقيمة 39 مليار دولار لسندات بآجال 10 سنوات.
مخطط النقاط محور التركيز
قال جيسون برايد ومايكل رينولدز من جلينميد إن إصدار "مخطط نقطي" جديد يحدد توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي لمسار أسعار الفائدة "سيكون محور التركيز الرئيسي". وأضاف: "بالنسبة لمستثمري الدخل الثابت، من المرجح أن يؤدي النهج الأكثر صبراً الذي يتبعه بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إبقاء عائدات السندات مرتفعة مع استمرار الضغوط التضخمية".
بعد تقرير الوظائف القوي يوم الجمعة، تراجع المتداولون عن توقعات خفض أسعار الفائدة، وقاموا بتسعير أول خفض بمعدل 25 نقطة أساس في ديسمبر بدلاً من نوفمبر.
يراهن سوق الخيارات على أن مؤشر "إس آند بي 500" سيتحرك بنسبة 1.3% إلى 1.4% في صعوداً أو هبوطاً بحلول يوم الجمعة، بناءً على سعر الخيارات التي تنتهي صلاحيتها في ذلك اليوم، وفق أندرو تايلر، رئيس معلومات السوق الأميركية في مكتب تداول "جيه بي مورغان تشيس".
اقرأ أيضاً: مديرو الأصول يكثفون رهاناتهم على هبوط الدولار في الوقت الخطأ
وفي الوقت نفسه، يستعد المستثمرون لتحرك سوق الأسهم في يوم إعلان الاحتياطي الفيدرالي عن خططه، والذي سيكون الأكبر منذ مارس 2023، وفق ستيوارت كايزر، رئيس استراتيجية تداول الأسهم الأميركية في "سيتي غروب".
التفاؤل موجود
لا يزال التفاؤل سائداً بين المستثمرين بشأن توقيت خفض سعر الفائدة الفيدرالي، وفقاً لاستراتيجيي "آر بي سي كابيتال ماركيتس" (RBC Capital Markets) بقيادة لوري كالفاسينا.
وكتب الاستراتيجيون في مذكرة أن المؤشر القياسي قد ينخفض إلى 4900 نقطة إذا أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عند المستويات الحالية، وأثبت التضخم ثباته أكثر من المتوقع، وظل عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات أقل من 5%.
وقال كالفاسينا إنه إذا قام البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة كما هو متوقع، لكن الأرباح جاءت أقل من التوقعات، فسيتم تداول مؤشر "إس آند بي 500" عند حوالي 5100 نقطة، أي أقل بحوالي 5% من المستويات الحالية.
اقرأ أيضاً: العريان: المركزي الأوروبي خفض الفائدة ولكن الفيدرالي لا يزال المسؤول
أما السيناريو الثالث –الهبوطي– فيشهد انخفاض المؤشر بنسبة 16% تقريباً إذا أدى التضخم العنيد إلى رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
قال ديفيد دونابيديان، من "سي آي بي برايفيت ويلث" (CIBC Private Wealth) بالولايات المتحدة إن سوق الأسهم مرت "بعام رائع، ولكن هناك توقفاً في الارتفاع حالياً، مع ظهور الشكوك حول بنك الاحتياطي الفيدرالي". وأضاف أن "هناك فرصة حقيقية أنه إذا لم يتباطأ الاقتصاد، فلن يكون هناك خفض لأسعار الفائدة هذا العام".
يتوقع أكثر من 60% من المشاركين في استطلاع "أم إل آي في بالس" (MLIV Pulse) الأخير أن تتفوق الأسهم الأميركية على سندات الخزانة على أساس التقلبات المعدلة الشهر المقبل.