"أبل" تطلق أدوات ذكاء اصطناعي طال انتظارها وتتعاون مع "أوبن إيه آي"

أعلنت "أبل" عن ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي طال انتظارها، بما في ذلك أدوات يدعمها "تشات جي بي تي" من "أوبن إيه آي"، ووعدت بتقديم تكنولوجيا مخصصة وآمنة ومتكاملة بعمق، في برامج صانع "أيفون".

وقال نائب الرئيس الأول كريغ فيديريغي في المؤتمر السنوي للمطورين العالميين للشركة، إن المنصة، التي تُسمى "أبل إنتيليجانس" (Apple Intelligence)، ستساعد في تلخيص النص وإنشاء الصور الأصلية واسترجاع البيانات الأكثر صلة عندما يحتاجها المستخدمون. وكشف عملاق التكنولوجيا أيضاً عن إصدارات جديدة من أنظمة التشغيل لأجهزة "أيفون" و"أيباد" و"ماك".

وأضاف فيديريغي، الذي يشرف على هندسة البرمجيات، في هذا الحدث: "هذه هي اللحظة التي كنا نعمل من أجلها لفترة طويلة".

شراكة مع "أوبن إيه آي"

ستسمح الشراكة مع "أوبن إيه آي"، التي كشفت عنها "بلومبرغ" قبل الحدث، لعملاء الشركة بالوصول إلى "تشات جي بي تي" عبر المساعد الرقمي "سيري" من دون أي تكلفة إضافية.

وقال فيديريغي إن الميزات ستكون متاحة للمستخدمين من خلال اختبار تجريبي في وقت لاحق من هذا العام، مع وصول بعض القدرات في عام 2025، واصفاً إياها بأنها "الذكاء الاصطناعي لبقيتنا".

كان سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" حاضراً في الحدث، وكتب على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" أنه "سعيد جداً" بالتعاون مع "أبل".

أنظمة التشغيل

كان التأكد من أمان بيانات العملاء هو الموضوع الرئيسي للعرض التقديمي. وقال فيديريغي إن نظاماً يُسمى "برايفت كلاود كومبيوت" (Private Cloud Compute) سيساعد في الحفاظ على أمان معلومات المستخدمين عند إرسالها إلى مراكز البيانات.

استخدمت الشركة المؤتمر لعرض الإصدارات المحدثة لجميع أنظمة التشغيل الخاصة بها، ولكن تفاصيل الذكاء الاصطناعي كانت أكثر أبرز الأمور المنتظرة من قبل المستثمرين والمستخدمين.

تحاول الشركة اللحاق بركب صناعة الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث حقق أقرانها في مجال التكنولوجيا، مثل شركة "غوغل" التابعة لـ"ألفابت" و"مايكروسوفت"، نجاحات كبيرة.

انطلق العرض الرئيسي في 10 صباحاً بالتوقيت المحلي في المقر الرئيسي للشركة في كاليفورنيا، واستمر نحو ساعتين.

تضمن الحدث نظرة على نظام "iOS 18" الجديد، الذي يعمل على أجهزة "أيفون". سيسمح هذا النظام للمستخدمين بتخصيص تطبيقاتهم وتأمينها، بما في ذلك ميزة تتيح للأشخاص بوضع قفل على التطبيقات.

وحصلت تطبيقات البريد الإلكتروني والرسائل النصية أيضاً على خصائص جديدة، مثل المزيد من التأثيرات، والقدرة على استخدام اتصالات الأقمار الاصطناعية لإرسال الرسائل. كما سيتمكن المستخدمون من فرز البريد الإلكتروني حسب الفئات.

كان رد فعل المستثمرين فاتراً على هذا الحدث، وهو رد فعل غير معتاد مع إطلاق "أبل" لميزات جديدة طال انتظارها.

انخفض السهم بنسبة 2% تقريباً إلى 193.26 دولار عند الساعة 2:52 مساءً بتوقيت نيويورك. وارتفع السهم بنسبة 2.3% هذا العام حتى نهاية الأسبوع الماضي.

النظارات و"إير بودز"

في وقت سابق من الحدث، كشفت الشركة عن "VisionOS 2" وهو أحدث إصدار من برنامج تشغيل نظارتها "فيجيون برو" (Vision Pro). يتيح نظام التشغيل للمستخدمين تحويل الصور العادية إلى صور ثلاثية الأبعاد، وتحديث الواجهة بإيماءات جديدة.

أعلنت الشركة أيضاً عن خطط لإطلاق نظاراتها عالمياً، مع بدء الطلبات المسبقة في الصين وهونغ كونغ واليابان وسنغافورة في 13 يونيو.

وسيُطرح الجهاز للبيع في تلك المناطق في 28 يونيو. وسيتبع ذلك أستراليا وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة، وألمانيا. وستبدأ الطلبات المسبقة في هذه البلدان في 28 يونيو، وستبدأ عمليات البيع في 12 يوليو.

في الوقت نفسه، سيعمل التحديث الجديد لسماعات "إير بودز" (AirPods) على تسهيل سماع أصوات المستخدمين أثناء المكالمة الهاتفية، عن طريق إزالة ضجيج الخلفية. وستحصل "أبل واتش" (Apple Watch) على إمكانات صحية إضافية ومحسنة، مثل تتبع الحمل، إضافة إلى تطبيق يعرض إحصائيات حيوية في لمحة سريعة. وسيستخدم وجه الساعة المعاد تصميمه تقنية التعلم الآلي لعرض صور المستخدمين على الساعة.

تلبيةً لطلب أحد العملاء منذ فترة طويلة، قامت شركة "أبل" أخيراً بتوفير تطبيق الآلة الحاسبة الخاص بها على جهاز "أيباد"، وهي خطوة لاقت استحسان الجمهور. سيستفيد البرنامج من قلم أبل، وسيسمح للمستخدمين بحل المعادلات عن طريق كتابتها يدوياً.

يُطلق على برنامج "ماك" الجديد اسم "سيكويا" (Sequoia) وسيسهل عرض شاشة أيفون على أجهزة كمبيوتر المستخدمين.

ضغوط على تيم كوك

كانت "أبل" رائدة في وقت مبكر في مجال الذكاء الاصطناعي، بعد أن أطلقت المساعد الصوتي "سيري" في عام 2011، ولكن سرعان ما تفوقت "ألكسا" من "أمازون" و"غوغل أسيستانت" عليها. ثم حقق الذكاء الاصطناعي قفزة عملاقة أخرى، مع دخول "تشات جي بي تي" إلى الأسواق نهاية 2022.

أدى ذلك إلى موجة من الخدمات الأخرى، بما في ذلك خدمات من "غوغل" و"مايكروسوفت" و"ميتا بلاتفورمز". كما قامت شركة "سامسونغ" أكبر منافس لشركة "أبل" في مجال الهواتف الذكية، بدمج ميزات "غوغل إيه آي" (Google AI) في أجهزتها في وقت سابق من هذا العام.

ويتعرض تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة، الآن لضغوط لإظهار أن الشركة المصنعة لهواتف "أيفون" يمكنها أن تقود مرة أخرى. وتواجه الشركة أيضاً تراجعاً أوسع في المبيعات. انخفضت الإيرادات في خمسة من الأرباع الستة الماضية، في ظل تباطؤ الطلب على الهواتف الذكية والتباطؤ في الصين.