بلومبرغ
تخارج المستثمرون من الصناديق المتداولة بالبورصة في الصين خلال مايو الجاري لأول مرة منذ 15 شهراً، ما أثار شكوكاً حول قوة التعافي الذي شهده سوق الأسهم في البلاد خلال الآونة الأخيرة.
سجلت صناديق الأسهم المتداولة ببورصتي شنغهاي وشنزن معاً خروج أموال قيمتها 4.2 مليار دولار منذ بداية الشهر الجاري حتى يوم الإثنين، وفق البيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، ويفوق هذا الحجم ما ضخه المستثمرون في تلك الصناديق خلال الشهرين الماضيين.
ارتفعت مؤشرات سوق الأسهم الصينية بشكل كبير منذ بلوغها أدنى مستوياتها في فبراير الماضي، حيث ساعدت صناديق الاستثمار المملوكة للدولة في إنهاء تدهور استمر شهوراً من خلال شراء عدد من أكبر الصناديق المتداولة.
رغم التوقعات بتحقيق مكاسب أكبر في الأسهم بفضل زيادة بكين للدعم الحكومي المقدم لقطاع العقارات المتعثر، فإن موسم الأرباح الضعيف والشكوك المحيطة بكفاءة تدابير الإنقاذ قوّضا توقعات صعود الأسهم.
وأشار مسؤولون إلى أن برنامج البنك المركزي قد يؤدي إلى توفير قروض بقيمة 500 مليار يوان (69 مليار دولار) لشراء المنازل غير المبيعة، لكن هذا المبلغ لا يساوي إلا جزءاً ضئيلاً فقط من قيمة الشقق الخالية، التي يقدر المحللون الاقتصاديون قيمتها بتريليونات اليوانات.
تراجع ثقة المستثمرين في الصين
من بين الصناديق التي شهدت أكبر التخارجات في الشهر الجاري هي صندوقا "تشاينا سي إس آي 500 إي تي إف" (China CSI 500 ETF)، الذي فقد 977 مليون دولار، و"هواتاي-باين بريدج سي إس آي 300 إي تي إف" (Huatai-Pinebridge CSI 300 ETF). وكان الصندوقان مفضّلين لدى من يطلق عليهم اسم "الفريق الوطني" خلال موجة البيع الكثيفة الماضية.
تتراجع ثقة المستثمرين أيضاً في الأسهم، رغم ارتفاع مؤشر "سي إس آي 300" (CSI 300) بنحو 16% منذ بداية مايو مقارنة بأدنى مستوياته خلال العام الجاري. كما تتزايد الإشارات على تباطؤ الإقبال على المخاطرة، في ضوء تراجع حجم التداول المحلي، وعدم زيادة عمليات التداول الممولة بالديون.
خفضت الصناديق الخاصة المحلية في الصين استثماراتها في الأسهم خلال أول أسبوعين من الشهر الجاري، حيث بلغ إجمالي انكشافها على الأسهم نسبة 79% في 17 مايو، وفق البيانات الصادرة عن شركة متابعة صناديق الاستثمار "شنزن باي باي وانغ إنفستمنت آند مانجمنت" (Shenzen PaiPaiWang Investment and Management).
انخفاض حاد في التفاؤل
شهدت الصناديق الخارجية تباطؤاً في استعادة مراكزها الاستثمارية كذلك، فما يزال كثير منها يرى أن الصين ضمن الأسواق الأكثر مبالغة في أسعار أسهمها.
كما انخفض تفاؤل المستثمرين تجاه الأسهم الصينية بشكل حاد خلال الأسبوع الجاري، وفضلوا بيع الأسهم بهدف جني الأرباح بعد ضعف السوق الخارجية، بحسب مجموعة من المحللين الاستراتيجيين في "مورغان ستانلي"، ومن بينهم لورا وانغ.
انخفضت أسعار أسهم شركات التكنولوجيا والعقارات في البلاد في وقت سابق من الأسبوع الجاري، مقتربة من مستويات ترجح هبوطها.
قال وانغ من "يو بي إس" إنه في حالة اتخاذ مزيد من الإجراءات التي تستهدف دعم قطاع العقارات في الفترة المقبلة، "سنشهد توقعات صعودية تفوق المخاطر الهبوطية في الأسهم. ولكن في الفترة الحالية يساور البعض الشك إزاء مسار السوق".