تراجع مؤشرات الأسهم الأميركية بعد بيانات اقتصادية ضعيفة

المتداولون يترقبون صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة

time reading iconدقائق القراءة - 11
مشاة يسيرون بجوار مقر بورصة نيويورك - المصدر: بلومبرغ
مشاة يسيرون بجوار مقر بورصة نيويورك - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية فيما ارتفعت السندات بعد أن أشارت الجولة الأخيرة من البيانات إلى تباطؤ الزخم الاقتصادي.

قبل 24 ساعة فقط من صدور مؤشر الأسعار الأكثر متابعة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، أظهر تقرير أن الاقتصاد الأميركي نما بوتيرة أضعف في ظل تراجع الإنفاق والتضخم. قد يؤدي تراجع الزخم الاقتصادي إلى تعزيز حجة بنك الاحتياطي الفيدرالي لبدء خفض أسعار الفائدة هذا العام. ولكن هذا قد يعني أيضاً ضعف الاستهلاك، ويصبح في نهاية المطاف مصدر قلق للشركات الأميركية.

قال كريس زاكاريللي من "إندبندنت إنفستورز أليانس" (Independent Advisor Alliance): "البيانات الاقتصادية اليوم سلاح ذو حدين".

انخفض مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) إلى حوالي 5235 نقطة. وتراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1%. قام المسؤولون الأميركيون بإبطاء وتيرة إصدار التراخيص لشركات تصنيع الرقائق مثل "إنفيديا" و"أدفانسد مايكرو ديفايسز" لشحنات مسرعات الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق إلى الشرق الأوسط، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. تراجع سهم شركة "سيلز فورس" بنسبة 20% بعد توقعات ضعيفة.

وهبطت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين بمقدار خمس نقاط أساس إلى 4.92%. انخفضت قيمة الدولار.

خلل يعطل مؤشر "إس آند بي 500"

واجه المتداولون مشكلات تتعلق بالتسعير اللحظي لمؤشر "إس آند بي 500" ومؤشر "​​داو جونز الصناعي" لأكثر من ساعة صباح الخميس في نيويورك. وواصل تسعير الأسهم الفردية والصناديق المتداولة في البورصة بشكل طبيعي طوال الوقت. وقد ساعد ذلك، إلى جانب تداول العقود الآجلة، المتداولين على التغلب على هذا الاضطراب.

قال مايك زيغمونت من "هارفست فولاتيليتي مانجمنت" (Harvest Volatility Management): "وقت الإعلان عن ذلك، لم أكن قلقاً. كانت العقود الآجلة لا تزال تتداول بشكل طبيعي، لذا يمكننا استخدامها لاستخلاص مستوى مؤشر (إس آند بي 500). معظم المتداولين الذين لديهم معرفة كافية، لم يهتموا بالأمر".

سياسة نقدية مقيدة

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، إنه يتوقع أن يستمر التضخم في الانخفاض خلال النصف الثاني من هذا العام، مضيفاً أن تكاليف الاقتراض المرتفعة تقيد الاقتصاد.

يقول زاكاريلي من "إندبندنت إنفستورز أليانس" إنه كان يعتقد منذ فترة طويلة أن الاقتصاد يهم أكثر من خفض أسعار الفائدة من أجل دعم أسعار الأسهم.

أوضح زاكاريلي: "بالطبع، فالأمرين مرتبطين لأنه بافتراض بقاء كل العوامل ثابتة، من المرجح أن يتفادى الاقتصاد الأميركي الركود إذا كانت أسعار الفائدة أقل مما هي عليه الآن، ولكن في نهاية المطاف فإن التوسع الاقتصادي -واستمرار أرباح الشركات- هو الأكثر أهمية على المدى المتوسط ​​والطويل".

ويتوقع وفق السيناريو الأساسي لهذا العام أن يظل التضخم ثابتاً نسبياً وأن يبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير لمعظم 2024، إن لم يكن كله، ولكن أيضاً أن يستمر الاقتصاد في التوسع وأن تواصل أرباح الشركات النمو.

وأضاف زاكاريلي: "لذا يتوقع أن تظل سوق الأسهم في سوق صاعدة، على أن تشهد تراجعاً بشكل عرضي في مسارها".

نمو اقتصادي أضعف

أظهرت أرقام مكتب التحليل الاقتصادي الصادرة يوم الخميس أن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع 1.3% على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، أقل من التقدير السابق البالغ 1.6%. وزاد محرك النمو الرئيسي للاقتصاد –الإنفاق الشخصي– بنسبة 2.0%، مقابل التقدير السابق البالغ 2.5%.

قال جيم بيرد، من "بلانت موران فينانشال أدفايزورس "(Plante Moran Financial Advisors): "بشكل مجمل، لدينا اقتصاد خرج من مرحلة النمو المفرط-وهذا ما يحتاج إليه- ولكنه يظل على المسار الصحيح لتحقيق النمو المستمر. يظل التضخم يشكل تحدياً رئيسياً للمستهلكين وصناع السياسات النقدية، وهو التحدي الذي لا يزال على ما يبدو جاهزاً للحل، خاصة مع عودة نمو الأجور وتضخم الإسكان إلى طبيعته".

توقيت خفض الفائدة

وأضاف بيرد أن الإشكالية تتعلق بالتوقيت بالنسبة لصانعي السياسات النقدية الذين يحتاجون إلى رؤية أدلة على أن مؤشرات التضخم تستأنف هبوطها نحو 2% وتبدد مخاطر حدوث تحديات جديدة تضر بمسيرة التضخم.

قال إيان لينجن من "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets): "لقد كانت جولة من البيانات المواتية للسندات. نحن نتطلع إلى انخفاض أسعار الفائدة على مدار اليوم حيث يقوم المستثمرون بتسوية مراكزهم قبل صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية يوم الجمعة، ونهاية الشهر".

ويوشك مؤشر التضخم الأساسي الأكثر متابعة من قبل الاحتياطي الفيدرالي على إظهار بعض التباطؤ المتواضع لضغوط الأسعار العنيدة، وهو ما يعزز حكمة محافظي البنوك المركزية بشأن توقيت تخفيضات أسعار الفائدة.

قال كريس لاركين، من "إي تريد" (E*Trade) التابعة لـ"مورغان ستانلي": "لا يزال التضخم وأسعار الفائدة هما المسيطران على المشهد.. نترقب بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي غداً، لأنه قد يهيمن على معنويات السوق حتى تقرير الوظائف يوم الجمعة المقبل".

بيئة إيجابية للأسهم

الدلائل التي تشير إلى هدوء وتيرة نمو الاقتصاد بدرجة كافية لتمهيد الطريق لخفض أسعار الفائدة، تتزامن مع الأرباح القوية للشركات، وهو ما يعتبر مفيداً للأسهم.

يشير التحليل الذي أجراه استراتيجيو "بنك أوف أميركا" (Bank of America Corp)، عبر دراسة البيانات التي تعود إلى عام 1950، إلى أن الأرباع السابقة التي شهدت انخفاض النمو الاقتصادي وارتفاع أرباح الشركات شهدت ارتفاع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 3.6% في المتوسط.

وتعد هذه النتيجة أعلى من متوسط ​​المكاسب البالغ 2% في الفترات التي شهدت ارتفاع أرباح الشركات والناتج المحلي الإجمالي الأميركي.

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.6% حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.1%.
  • هبط مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 0.9%.
  • ارتفع سعر "بتكوين" 1.6% إلى 68521.76 دولار.
  • صعدت قيمة "إيثر" 0.2% إلى 3756.37 دولار.
  • ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 2341.92 دولار للأونصة.
تصنيفات

قصص قد تهمك