بلومبرغ
تواجه شركة "جيلي أوتوموبيل هولدنغز ليمتد" عقبات للإدراج في سوق "ستار" الذي يجمع أداء شركات التكنولوجيا الصينية، في بورصة شنغهاي للأوراق المالية - وهي بورصة على غرار "ناسداك" -، وذلك بعدما أثارت الجهات التنظيمية ببكين تساؤلات أو شكوكاً حول إذا كانت الشركة تتمتع بتقنية عالية تؤهلها للانضمام للسوق، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لخصوصية التفاصيل، إن الشركة التي تحتل المرتبة الأولى في العلامات التجارية لتصنيع السيارات محلياً بالصين، تلقت الموافقة على الإدراج في سبتمبر 2020، وكان يعتقد أنها ستحصل على تقييم أعلى من إدراج ثان في شنغهاي أو شينزن.
و"جيلي"، و شركتها الأم "تشجيانغ جيلي هولدنغ غروب كو"، مدرجة بالفعل في هونغ كونغ.
وعادة ما تستغرق الشركات أقل من ثلاثة أشهر من وقت حصولها على موافقة البورصة إلى الوقت الذي تحصل فيه على الضوء الأخضر من هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية لإكمال عملية التسجيل.
ومع ذلك، تأتي مساعي "جيلي" في الوقت الذي تدرس فيه هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية ( سي إس أر سي) تطبيق قواعد أكثر صرامة لطرح الأسهم للمرة الأولى.
وتريد الهيئة التأكد من أن الشركات لديها مؤهلات تقنية تتماشى مع تطلعاتها للانضمام إلى سوق أسهم التكنولوجيا والتمتع بأداء مالي سليم من أجل تعزيز جودة الاختيار للمستثمرين فضلا عن حمايتهم.
ولم يتسن الاتصال بممثل "جيلي" على الفور. ولم ترد هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية على رسالة بالبرد الإلكتروني لطلب التعليق.
وأعلنت "جيلي" يوم الثلاثاء عن تسجيل انخفاض بنسبة 32% في صافي الدخل لعام 2020، وقامت بتسريع الجهود مؤخراً لإبرام صفقات مع شركات التكنولوجيا.
وأصدرت "جيلي" عدداً كبيراً من الإعلانات خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأبرمت اتفاقيات تعاون كبيرة مع شركة "بايدو إنك" (Baidu Inc) العملاقة لمحركات البحث الصينية ومجموعة "فوكسكون تكنولوجي غروب" (Foxconn Technology Group)، التايوانية الشريكة مع " آبل" و"تنسنت هولدنغز ليمتد" (Tencent Holdings Ltd).
ماركة جديدة من السيارات الكهربائية
وبالإضافة إلى المشاريع المشتركة، تستثمر شركة "جيلي" الصينية لصناعة السيارات 5 مليارات دولار في مصنع جديد لبطاريات السيارات الكهربائية، في إطار إطلاق ماركة جديدة في السيارات الكهربائية "Zeekr"، للمنافسة مع "تسلا" والشركات الناشئة المحلية.
وبلغ صافي أرباح "جيلي" 5.53 مليار يوان (850 مليون دولار) في 2020، دون توقعات مجلس الإدارة والمحللين على حد سواء، بعد أن تضررت مبيعاتها من السيارات بسبب جائحة فيروس كورونا في الأشهر الأولى من العام الماضي.
وانخفضت الإيرادات بنسبة 5.4% إلى 92.11 مليار يوان.
وتم إدراج أكثر من 230 شركة على مؤشر أسهم العلوم والابتكار التكنولوجي في بورصة شنغهاي (SSE Science and Technology Innovation Board 50) منذ إطلاقه في عام 2019، بما في ذلك شركات عملاقة مثل "المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات" الصينية (إس إم آي سي) و "بلوميج بيوتكنولوجي كورب".
فشل تحقيق المستهدفات
وتوقعت شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" في يناير أن 150 شركة على الأقل قد تسعى للإدراج في "ستار"، السوق الذي يجمع شركات الابتكار والتكنولوجيا في الصين خلال 2021، مع تحقيقها لقيمة تصل إلى 210 مليارات يوان، من خلال الانضمام لهذا السوق، وهو ما يقرب من ضعف المبلغ المقدر لجمع الأموال من جانب الشركات المدرجة في المؤشرات الأخرى الرئيسية.
وكانت شركات صناعة السيارات الكهربائية من الصين وخارجها جاذبة للمستثمرين لشراء الأسهم بغية تحقيق الأرباح على مدى الأشهر الـ 12 الماضية، بتشجيع من الارتفاع المذهل لأسهم " تسلا".
وجمعت شركة "إكسبنغ إنك" (Xpeng Inc) وحدها أكثر من 7 مليارات دولار في أقل من عام بينما ارتفعت أسهم شركة "نيو إنك" (Nio Inc ) بنسبة 1100% في عام 2020.
ولا تستهدف قواعد هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية الصارمة أي قطاع محدد، ولكنها ستجعل من الصعب على شركات التكنولوجيا المالية - مثل " آنت غروب" التي يملكها الملياردير جاك ما من إدراج أسهمها.
وستجد أي شركة لصناعة السيارات التقليدية التي تتسبب في إفراز كميات كبيرة من الغازات قد تجد صعوبة أكبر في الانضمام إلى مؤشر "ستار".
وباعت "جيلي" حوالي 68 ألف سيارة كهربائية في 2020 أو حوالي 5% من إجمالي المبيعات، ما يقل بكثير عن المستهدف المحدد في عام 2015 لأن تكون 90% من المبيعات من المركبات الكهربائية بحلول عام 2020.
وعلى النقيض من ذلك، حققت "بي واي دي" (BYD) الصينية لصناعة السيارات، 44% من مبيعاتها من السيارات الكهربائية في 2020.
وارتفعت أسهم "جيلي" المتداولة في هونغ كونغ بنحو 40% منذ أوائل سبتمبر 2020، عندما قدمت لأول مرة طلباً للإدراج في "ستار".