بلومبرغ
إذا كانت هناك وجهة نظر رئيسية في قلب استراتيجية الاستثمار الخاصة بأكبر صندوق للمتقاعدين في أستراليا، فهي أن عائدات السندات لا يزال أمامها مجال طويل للصعود.
ويقول كارل أستوري، مدير تخصيص الأصول في "استراليان سوبر" التي تدير 210 مليارات دولار أسترالي (161 مليار دولار أمريكي)، إن الهجرة الجماعية من سندات الخزانة ستستمر حتي يتجاوز العائد 3% أو نحو ذلك، وهو مستوى مرتفع بما يكفي لتعريض النمو الاقتصادي للخطر وإجبار الفيدرالي على الاستجابة.
ويقلص أستوري استثماراته في السندات الحكومية ويتحول نحو ما يعرف بأسهم القيمة.
وأضاف: "سترتفع عائدات السندات حتى تكسر شيئا ما وتتسبب في ألم للمقترضين.. وفي الوقت الحالي، نفترض أننا ندخل على الأقل في مرحلة توسع نموذجي لدورة اقتصادية وربما نوع من طفرة نمو أو ارتفاع حاد في التضخم".
خفض الوزن النسبي للسندات
وارتفعت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بأكثر من 100 نقطة أساس في ستة أشهر ووصلت إلى 1.75% في موجة البيع الحالية، وهو مستوى غير مشهود منذ أكثر من عام ومدفوع من المخاوف بأن التعافي الأقوى سيغذي التضخم ويجبر البنك المركزي على سحب دعمه.
وفي ظل ضخ الحكومات حول العالم لمحفزات بتريليونات الدولارات للتغلب على الوباء، فإن أحد أهم الأسئلة التي تواجه الأسواق هو متى ترتفع العائدات لمستوى مغري لا يستطيع المستثمرون عنده مقاومة التحول نحو السندات.
ويقدر أستوري، الذي عمل في بنك إنجلترا في بداية حياته المهنية قبل أن يلتحق بقطاع الخدمات المالية، أن الوصول لنقطة التحول تلك تتطلب ارتفاع العائد بمقدار 100 نقطة أساس إضافية أو نحو ذلك.
وخفض أستوري وزن حيازة السندات في "استراليان سوبر" في أواخر 2020، أي بعد عام من تعزيز ممتلكاته في رهان ناجح على أن البنك المركزي الاسترالي سيخفض الفائدة ويشتري سندات، ثم باع الصندوق المزيد من السندات في أوائل العام الجاري، وقال إنها لن تبدو جذابة مرة أخرى حتى يصعد عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات فوق 2.5%.
التحول لأسهم القيمة
وحتى ذلك الوقت، تحولت محفظة الأسهم القوية بقيمة 120 مليار دولار استرالي نحو قطاعات القيمة مثل البنوك التي يتوقع لها أن تستفيد من إعادة فتح الاقتصادات وأسواق الإسكان المزدهرة، وينضم أستوري لموجة التحول العالمية عن الأسماء مرتفعة التقييم، مثل "نتفلكس"، والتي ارتفعت أثناء إغلاق الاقتصادات لمكافحة الوباء.
وقال: "تلك الأسهم ليست نقطة مشرقة في سوق الأسهم في هذه المرحلة من الدورة الاقتصادية، بل كانت كذلك في وقت سابق.. ويمكن أن تحقق المزيد من التقدم - وإن كان متقلبا - في مواسم الإعلان عن نتائج الأعمال".