الشرق
واصلت مؤشرات الأسهم الأميركية مكاسبها للأسبوع الرابع على التوالي، لينجح مؤشر "داو جونز الصناعي" في إغلاق تعاملات الجمعة فوق مستوى 40 ألف نقطة للمرة الأولى في تاريخه.
سجل مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) أطول سلسلة مكاسب أسبوعية متواصلة منذ فبراير بعد سلسلة من تقارير التضخم التي أعادت الآمال حيال تخفيضات الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. كما عززت الأرباح القوية الصعود، مع تحول التركيز الآن إلى نتائج أعمال الشركة المفضلة في مجال الذكاء الاصطناعي "إنفيديا" المرتقبة يوم الأربعاء المقبل. ورغم فقدان صعود السوق الزخم في الجلستين السابقتين، إلا أنه يتحرك صوب تسجيل أفضل أداء شهري في 2024.
مستويات تاريخية
بعد جلسة متقلبة، تمكن أقدم مؤشرات وول ستريت "داو جونز الصناعي" من إغلاق تعاملات الأسبوع عند مستوى 40003 نقطة، فيما تمكن مؤشر "إس آند بي 500" من التماسك فوق مستوى 5300 نقطة، أي بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق.
تلقت وول ستريت دفعة إيجابية من تقرير التضخم الأميركي لشهر أبريل والذي أظهر تباطؤ ضغوط الأسعار الأساسية في الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ ستة أشهر، ما عزز الآمال في تمكن مجلس الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام الحالي. وتشير العقود الآجلة لأسعار الفائدة إلى تزايد الثقة في حدوث تخفيضين للفائدة بنهاية 2024.
جدل أسعار الفائدة
تأتي صحوة الأصول الخطرة خلال الأسبوع الحالي على الرغم من تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بأن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لفترة أطول، إذ جادل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند لوريتا ميستر، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند توماس باركين، بشكل منفصل يوم الخميس، بأن الأمر قد يستغرق وقتاً أطول حتى يصل التضخم إلى هدفه البالغ 2%.
قال محمد العريان رئيس كلية كوينز في كامبريدج وكاتب المقالات لدى بلومبرغ، لتلفزيون بلومبرغ يوم الجمعة، إن أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول تعاكس الأسواق، مطالباً الاحتياطي الفيدرالي بالتحرك لخفض أسعار الفائدة، ووصف هدف البنك المركزي بعودة التضخم إلى 2% بـ"التعسفي".
صعود أسعار المعادن
على صعيد المعادن، تمكن سعر الفضة الفوري خلال تعاملات الجمعة من تخطي مستوى 30 دولاراً للأونصة، ليسجل أعلى مستوياته منذ أكثر من عقد فوق 31.5 دولار، معززاً مكاسبه خلال العام الحالي إلى حوالي 30% حيث يستفيد المعدن الأقل بريقاً من طلب المستثمرين والمصنعين القوي عليه، فيما وصل سعر الذهب في التعاملات الفورية إلى 2419.8 دولار للأونصة مرتفعاً 1.44%.
يتحرك المعدنان جنباً إلى جنب إلى حد كبير، حيث يقدم كلاهما خصائص تحوط مشابهة على صعيد الاقتصاد الكلي والعملة. وسجلت أسعار الذهب مستوى قياسياً وسط إقبال البنك المركزي والأفراد على شرائه في الصين، وعودة الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأميركية، كما تتبع أسعار الفضة الاتجاه ذاته. قفز النحاس نحو مستوى قياسي في لندن كما ارتفع النيكل.
امتدت شهية المخاطرة لأسعار العملات المشفرة أيضاً، ليصل سعر "بتكوين" إلى 66,848 دولاراً مرتفعاً 2.4%، فيما قفزت قيمة "إيثر" بنسبة 5.09% إلى 3,087 دولاراً.