بلومبرغ
عندما وجه اهتمامه إلى السيارات الكهربائية وأسس "أرايفال المحدودة" (Arrival Ltd) في عام 2015، زاد ثراء دينيس سفيردلوف، نائب وزير روسي سابق، وصاحب شركة اتصالات ناشئة.
وبعد أربع سنوات من ضخ نحو 450 مليون دولار في صانع الشاحنات والحافلات من خلال شركة استثمارية، وافق سفيردلوف في نوفمبر على إدماجها مع شركة الاستحواذ ذات الغرض الخاص "سي آي آي جي ميرجر كورب" (CIIG Merger Corp)، بقيادة بيتر كونيو، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "مارفيل إنترتينمنت" (Marvel Entertainment).
والآن تبلغ قيمة "أرايفال"، التي لم تبدأ الإنتاج الكامل بعد، 15.3 مليار دولار، أي أكثر من ضعف قيمتها في بداية العام الماضي.
وسيسيطر سفيردلوف البالغ من العمر 42 عاماً على معظم أسهم الشركة التي تتخذ من لندن مقراً لها بمجرد إتمام الصفقة، بما يعني وصول صافي ثروته قريباً إلى 11.7 مليار دولار، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
ورفض متحدث باسم شركة "أرايفال" التعليق على ثروة سفيردلوف، ومن المقرَّر أن يصوت مساهمو شركة "سي آي آي جي" على الاندماج يوم الجمعة.
وجمعت شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص نحو 85 مليار دولار منذ بداية العام، إذ تستهدف تلك الفئة الاندماج مع شركات خاصة من أجل طرحها للتداول العامّ.
بدأ الرياضيون والفنانون مثل أليكس رودريغيز وشاكيل أونيل وسامي هاجر، الانضام إلى موجة شركات "الشيك على بياض"، إضافة إلى مجموعة من أصحاب الثراء الفاحش، بما في ذلك مدير صندوق التحوط ويليام أكمان، والرئيس السابق لمجموعة "غولدمان ساكس" غاري كوهين.
طفرة في صفقات "الشيك على بياض"
وليست "أرايفال" الشركة الوحيدة التي تحقّق مكاسب ضخمة من استحواذات شركات "الشيك على بياض"، فكما نرى قفز تقييم شركة النقل الجوي "آرتشر للطيران" بشكل صاروخي من 16 مليون دولار في أبريل 2020 إلى 3.8 مليار دولار من خلال الاندماج الذي أُعلِنَ عنه الشهر الماضي مع شركة شيك على بياض.
كذلك تجاوز تقييم شركة صناعة السيارات الكهربائية "لوسِد موتورز" (Lucid Motors Inc)، التي وافقت مؤخراً على الاندماج مع شركة استحواذ بقيادة مايكل كلاين المصرفي السابق بسيتي غروب، 55 مليار دولار بعد الإعلان عن الصفقة، أي أكثر من القيمة السوقية لشركة "فورد موتورز".
وقال كيث جونستون، الرئيس التنفيذي لشركة "إس إف أو آليانز" (SFO Alliance)، وهو نادٍ استثماري لمكاتب العائلة الواحدة مقره لندن: "تعد شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص مكافأة لمن يرتبونها".
ولكن ظاهرة "الشيك على بياض" بدأت تُظهِر تصدُّعات، إذ انخفض مؤشر IPOX SPAC الذي يتتبع أداء مجموعة واسعة من شركات الشيكات على بياض بنسبة 20% تقريباً من أعلى مستوى له في فبراير، ويرى كثيرون أن انتشار مثل هذه الشركات هو نتاج أموال البنوك المركزية التي تغرق الاقتصادات بسيولة جديدة خلال الوباء.
وانعكست التقييمات الحادة لصانعي السيارات الكهربائية في العام الماضي جزئياً على تقييم شركة "أرايفال"، على الرغم من تأثر أسعار أسهم القطاع مؤخراً لارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة.
وتراجعت أسهم "سي آي آي جي" بأكثر من الخمس من أعلى مستوى قياسي سجلته في ديسمبر الماضي منذ الإعلان عن الاندماج مع شركة "سفيردلوف" التي موّلها بنفسه.
وقالت شركة "أرايفال" التي تخطّط لبدء اختبار بعض مركباتها على الطرق العامة هذا العام، إنها تستطيع تجنُّب المخاطر المالية التي يواجهها معظم صانعي السيارات من خلال بناء مصانع صغيرة بتكلفة بسيطة أقلّ من تكلفة تلك التي شيّدتها شركات صناعة السيارات التجارية الكبيرة. وتعتزم الشركة الناشئة أن يكون لديها 31 مصنعاً بحلول عام 2024، وتأمل في بدء تحقيق ربح قبل هذا التاريخ.
وقال سفيردلوف مؤخراً: "في العالم أكثر من 560 مدينة يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون شخص، ويمكن أن يكون لكل مدينة مصنع صغير ينتج 10 آلاف مركبة مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات هذه السوق، ويمكن أن يكون هذا النموذج قابلاً للتوسع مثل (ماكدونالدز) أو (ستاربكس)".