بلومبرغ
قد يفضل البنك المركزي التركي الانتظار لفترة أطول قبل أن يضطر إلى تطبيق زيادة أخرى على أسعار الفائدة، وذلك بعد شهر من مفاجأته للأسواق برفعها بشدة.
يقدم صناع السياسات في الآونة الأخيرة سيولة بتكلفة أكبر للبنوك مما يشير إليه مؤشرهم القياسي، وأمامهم فرصة لرفع أسعار التمويل دون الحاجة إلى زيادة أسعار الفائدة الآن، حيث يعني تطبيق نطاق مرن بشكل أكبر لأسعار الكورديور (سعر الفائدة الذي تقرض به البنك بعضها) أن البنك المركزي يمكنه الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير هذا الأسبوع، لتكون هذه هي المرة الثانية فقط التي يتخذ فيها قراراً مماثلاً منذ انطلاق حملة التشديد النقدي العنيفة في يونيو الماضي.
توقعات الفائدة التركية
يتوقع جميع الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع بلومبرغ، باستثناء اثنين، أن يظل سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع عند 50% اليوم الخميس، بينما يشهد الباقي زيادة. ومن المرجح أن يستمر التوقف المؤقت عن رفع أسعار الفائدة خلال الربع الثالث قبل أن يبدأ المركزي في تخفيضها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، بحسب "بلومبرغ إيكونوميكس".
قال جيمس والش، رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى تركيا، في مقابلة أجريت معه من واشنطن: "يجب أن تظل الأوضاع المالية مشدّدة لحين انخفاض التضخم، أو حدوث تحسن كبير في التوقعات".
وأضاف: "من المفترض أن تؤدي السياسة المالية إلى تعزيز السياسة النقدية، وفي هذه الحالة قد يعني ذلك أن العجز المالي ربما ينخفض قليلاً هذا العام. لكن إذا زاد التضخم؛ سيكون رفع أسعار الفائدة مبرراً".
ومع اقتراب اجتماع السياسة النقدية، بعث البنك المركزي برسالة تشير إلى عزمه على ضبط الأوضاع، حيث تعهد محافظه فاتح كاراهان بفعل "كل ما يلزم" للحد من التضخم الذي يتجه نحو تجاوز 70% بحلول مايو، ولا يزال تحت ضغط من استمرار زيادات الإنفاق الاستهلاكي.
التضخم أعلى بكثير من هدف المركزي
أظهر مسح أجراه البنك المركزي الأسبوع الماضي أن توقعات التضخم في نهاية العام لا تزال أعلى بكثير من توقعاته البالغة 36%، والتي سيحدثها كاراهان في أوائل مايو.
يعتقد محللا "دويتشه بنك"، يجيت أوناي وكريستيان فيتوسكا، أن أسعار الفائدة التركية في ذروتها، لكن لا يستبعدان ارتفاعها هذا الربع إذا "استمرت المخاطر التضخمية، واستمر الاضطراب في توقعات التضخم" مع مواصلة قوة الطلب المحلي.
وتظهر المؤشرات الصادرة منذ اجتماع البنك المركزي في مارس أن الطلب المحلي آخذ في الارتفاع وأن الشهية للائتمان لا تزال قوية على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة، وفق الخبراء الاقتصاديين في "كيو إن بي فاينانس بنك" (QNB Finansbank)، الذين توقعوا وحدهم ارتفاعاً قدره 500 نقطة أساس في أسعار الفائدة اليوم.
وقالوا في مذكرة إن الأساس المنطقي لهذه الزيادة هو ضمان بقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع كأداة السياسة الرئيسية. وتجاوز متوسط تكلفة التمويل الذي قدمه البنك المركزي 52% الأسبوع الماضي، ليقترب من الحد الأعلى لنطاق أسعار الفائدة الذي وسعه صناع السياسات في مارس.
رأي "بلومبرغ إيكونوميكس"... "آليات التضخم الأساسية تستدعي تشديد تكاليف الاقتراض. ونواصل دعوتنا السابقة للبنك المركزي إلى تنفيذ التشديد اللازم من خلال تغيير تكاليف الاقتراض عبر الاستعانة بأدوات مختلفة ضمن نطاق أسعار الفائدة الخاص به". — سيلفا بحر بازيكي، خبيرة اقتصادية
رفع مفاجئ لأسعار الفائدة
على الرغم من أن البنك المركزي اختار بشكل غير متوقع رفع أسعار الفائدة قبل ما يزيد قليلاً عن أسبوع من الانتخابات المحلية المحورية الشهر الماضي، فإن بنك "مورغان ستانلي" يتوقع الآن تثبيت أسعار الفائدة على أن تظل "مرتفعة لفترة أطول".
وكتب هاندي كوجوك، الاقتصادي في "مورغان ستانلي"، في تقرير: "شهدت الأوضاع المالية تشديداً كبيراً الشهر الماضي. ونتوقع أن يحتفظ البنك المركزي التركي بميله إلى التشديد وسط المخاطر التي تهدد توقعات التضخم".